|    English   |    [email protected]

مأرب.. وحملات التضليل الممنهجة

الأحد 9 فبراير 2025 |منذ يومين
علي العقبي

علي العقبي

في الفترة الأخيرة تصاعدت حملات التضليل الإعلامي التي تستهدف محافظة مأرب بهدف النيل من مكانتها كمركز رئيسي للمقاومة ضد الحوثيين المدعومين من إيران. تنتشر هذه الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الصحافة الصفراء بمعلومات مغلوطة ودعاية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتشويه الحقائق لخدمة الجهات التي تقف وراءها

الكم الكبير من الشائعات يكشف تورط الإعلام الحوثي في إدارتها بقيادة نصر الدين عامر، المشرف على ماكينة الشائعات. وهي ليست افتراءات عابرة بل جزء من مخطط مدروس لإرباك الأوضاع داخل مناطق الشرعية خصوصا في مأرب باعتبارها مركز ثقل المقاومة ضد مشروع الجماعة المدمر 

الاستهداف الإعلامي لمحافظة مأرب ومكوناتها الاجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية لا يقتصر على تشويه قيادتها فحسب بل الهدف التأثير على المشروع الوطني وإضعاف الجبهة الداخلية من خلال تكثيف خطاب التضليل وشراء الولاءات، واستمالة بعض الأصوات التي تتبنى هذا الخطاب العدائي ضمن الحرب المتعددة الأوجه التي يخوضها الحوثيون ضد المشروع الوطني واستمرار تدمير النسيج الاجتماعي بين أبناء الشعب

يسعى الحوثيون إلى إضعاف موقف الشرعية وإشغال الرأي العام بقضايا جانبية من أجل تجاهل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الجماعة في المناطق التي تسيطر عليها حيث يعاني المواطنون هناك من القمع والاستبداد وغياب أبسط مقومات الحياة، والمؤسف أن بعض النشطاء الذين احتضنتهم مأرب في أحلك الظروف ووفرت لهم الأمان، باتوا اليوم يشاركون في هذه الحملات، متذرعين بشعارات زائفة عن التضامن، بينما يروجون لأكاذيب تهدف لإثارة الجدل وصرف الانتباه عن القضايا الوطنية الرئيسية. بدلًا من توجيه سهامهم نحو الانتهاكات الحوثية، أصبحوا أدوات في معركة التضليل، سواء بوعي أو دون وعي.

النقد حق مكفول للجميع، لكنه يجب أن يكون للإصلاح لا لإثارة الفتن وتأجيج الصراعات والانسياق خلف خطاب التفرقة والعنصرية التي تخدم العدو.
في أكتوبر الماضي أكد رئيس الوزراء أحمد بن مبارك في تغريدته عقب زيارته للمدينة أن مأرب "هي العمود الصلب الذي ترتكز عليه دعائم الجمهورية"، مؤكدًا أنها ستكون بوابة النصر لليمن الكبير في إشارة إلى دورها المحوري في المعركة الوطنية. 

لكن المستغرب أن هناك من يحاولون النيل منها وتشويه تضحياتها، ومن بينهم مسؤولون يستغلون بعض القضايا والأخطاء ويوجهون الأبواق الإعلامية لشن حملات تشويه، في تناغم مكشوف مع الآلة الإعلامية الحوثية. هؤلاء عليهم أن يدركوا أن التاريخ لن يرحم من يقف في صف الأكاذيب ضد مدينة قدمت آلاف الشهداء وسطرت بدمائهم ملحمة صمود استثنائية أفشلت المشروع الإيراني في المنطقة
وستظل مأرب قصة كفاح وطني عصية على التضليل.

المجد لأرض سبأ التاريخ وعنوان الصمود والانتصار.