|    English   |    [email protected]

سقطرى اليمنية.. بتأشيرة إماراتية !

الثلاثاء 8 أبريل 2025 |منذ أسبوع
يحيى محمد الموشكي

يحيى محمد الموشكي

الجزيرة الأكثر جمالا والأكثر اهمالا في الوقت ذاته، فبقدر ثراء التنوع وسحر الانفراد، تعاني الإهمال والحرمان من أبسط الخدمات، أو هكذا كان ديدن حكومات اليمن المتعاقبه تجاه المحافظات اليمنية بلا استثناء، الأمر الذي شجع أمراء الانتهاز على التجرؤ لبسط نفوذهم في بعض المحافظات اليمنيه، تحت ذريعة التدخل الإنساني تارة، وبشراء الولاءات والذمم الرخيصة تارة أخرى.

"الاماراتيين هم اليوم المسؤولون في سقطرى، وحتى الوفود السياحية لا يمكنها دخول الجزيره الا بموافقه أبو ظبي".. هكذا صرح مستشار وزارة الاعلام اليمني مختار الرحبي عن الوضع في جزيرة سقطرى.

 السفير اليمني علي العمراني، قال في تغريدة له إن "السياح الأجانب يصلون الى جزيرة سقطرى عبر الامارات، دون تأشيرة من حكومة اليمن".. وهو ما أكدته الكثير من التقارير الإعلامية سيما الغربية، التي قالت إنه ولدخول جزيرة سقطرى عليك أخذ تأشيرة دخول إماراتية، فهي التي تسير شؤون الجزيرة فعليا.

فكيف تدرجت الإمارات "العربية" في السيطرة على واحده من أهم الجزر اليمنية؟

تشابالا.. ورقة حظ الإمارات

لقد كان إعصار تشابالا 2015م الشماعة التي علقت عليها سلطات الانتهاز الإماراتية احتلالها الغير معلن للؤلؤة اليمن جزيرة سقطرى. وعمليا استغلت تلك الورقه ووظفتها أيما توظيف. فأرسلت أكثر من 300 جندي وعشرات الاليات العسكرية والمئات من قطع السلاح المختلفه، تحت لافتة تقديم "مساعدات غذائية" لمنكوبي الاعصار.

فكانت تلك المساعدات بمثابة حصان طراوده حيث استقبله السقطريون بكل حفاوه. والان يندبون حظهم العاثر – عدا بعض المبتذلين- في مسيرات واحتجاجات شبه أسبوعية، تنديدا بالتواجد الاماراتي. الذي أصبح الحاكم الفعلي للجزيرة.

ذهب الاعصار ولم يذهب الجنود الاماراتيين ولم تتزحزح آلياتهم العسكرية عن الجزيرة، وانكشف زيف التظليل والخداع واصبح اليمن تحت الأمر الواقع.

 قوات احتلال مدججه بالأسلحة واليات ومركبات عسكرية في كامل جهوزيتها، تحتل سقطرى اليمنية، في انتهاك صارخ وجبان لسيادة اليمن. وتحد واضح لسلطاته. 

احتلال مع سابق الإصرار

في ابريل 2018م تم رفع العلم الاماراتي على المباني والمنشآت الحكوميه في حديبوا عاصمة الجزيرة، ونشر الاليات والجنود الاماراتيين على كامل الجزيرة، ومحاصرة لواء بحري تابع للجيش الوطني متواجد لحماية الجزيره والذي تم التوجيه بانسحابه منها فيما بعد، لتحل محله قوات تابعه للمجلس الانتقالي الذراع الاماراتي في اليمن. 

بالإضافة الى ذلك، تم نشر الطائرات العسكرية والمدفعيه على الارخبيل في استعداد للتدخل في حال حدث أي تحرك ضدهم. كما تم منع مسؤولين من الشرعية من دخول الجزيرة لاستقبال وفد من المملكة العربية السعودية لحل ازمة التواجد العسكري الاماراتي. كما تم تجنيد أكثر من 500 من سكان الجزيرة يتبعون السلطات الامارتية بشكل مباشر.

بحسب الاكاديمية العسكرية “خولة بنت الازور” مقرها أبو ظبي أكدت قبول 100 مجندات من سكان سقطرى، تعتزم أبو ظبي أن تشكل بهن وحدة عسكرية نسائية على الجزيرة. 

وفي عملية متواصلة لتغيير البيئة الديموغرافية للجزيرة وبسط الهيمنة الإماراتية عليها.. أصدرت سلطة أبو ظبي الحاكم الفعلي لجزيرة سقطرى اليمنية، في فبراير الماضي، أمرا بتسليم مطار حديبوا الدولي لشركة المثلث الشرقي التابعه للامارت، الأمر الذي دفع بالموظفين والعاملين في المطار للاحتجاج على تلك القرارات التي تمس في حقيقتها بوظائفهم.

ومن أجل توسعها واستثماراتها سعت الامارات من خلال المزروعي حاكمها العسكري على سقطرى، الى شراء الاراض المأهولة بمبالغ زهيدة، فيما تعتدي على بقية الأراضي غير المأهولة، لتحويلها إلى فنادق وشاليهات معتدية بذلك على بيئة نباتيه وحيوانية لا تضاهيها بيئه في العالم من حيث تفردها وجمالها، الأمر الذي أثار مخاوف اليونسكو والمهتمين، من تجريف تلك الطبيعة وتغيير معالمها.

والحقيقة.. أن جزيرة سقطرى وميون وجزر اليمن على البحر الأحمر، وعدن وشبوه كلها تخضع عمليا لسيطرة القوات الإماراتية. احتلال مكتمل الأركان، يعكس حالة التخبط والهوان الذي وصلت اليه الإدارة اليمنية.