|    English   |    [email protected]

اليمن يترقب تداعيات الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين

الاثنين 21 أبريل 2025 |منذ يومين
لؤي العزعزي

لؤي العزعزي

وسط ترقب دولي متزايد لتداعيات المواجهة الاقتصادية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، يجد اليمن، البلد الذي يئن تحت وطأة سنوات من الصراع والأزمة الإنسانية، نفسه على خط المواجهة الخلفي لهذه الحرب التجارية الشاملة. فبينما تتبادل القوتان العظميان الضربات الاقتصادية، من رسوم جمركية باهظة إلى قيود على تصدير المعادن النادرة، تتصاعد المخاوف في الأوساط اليمنية من انعكاسات هذه التوترات على حياة المواطنين والاقتصاد المنهك.

ارتفاع الأسعار العالمية يهدد الأمن الغذائي الهش

أحد أبرز المخاطر التي تلوح في الأفق لليمن يتمثل في الارتفاع المرتقب في الأسعار العالمية للسلع الأساسية. فالإجراءات الحمائية التي تتخذها واشنطن وبكين من شأنها زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، وهو ما سينعكس حتمًا على أسعار المواد الغذائية والأدوية المستوردة، التي يعتمد عليها اليمن بشكل كبير لتلبية احتياجات سكانه. وفي بلد يعاني فيه الملايين من انعدام الأمن الغذائي، يمثل أي ارتفاع إضافي في الأسعار تهديدًا وجوديًا حقيقيًا.

قيود المعادن النادرة وتأثير غير مباشر 

على الرغم من أن اليمن ليس مستهلكًا رئيسيًا للمعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، إلا أن القيود الصينية على تصدير هذه المواد قد تؤدي إلى تباطؤ أو اضطراب في هذه الصناعات عالميًا. هذا بدوره قد ينعكس سلبًا على اليمن من خلال ارتفاع أسعار السلع الإلكترونية المستوردة أو حتى التأثير على حجم المساعدات الدولية في حال تضرر الاقتصاد العالمي بشكل كبير.

تحديات نظام المدفوعات العالمي 

يثير سعي الصين لتطوير نظام دفع رقمي بديل للدولار، بالإضافة إلى مبادرة "بريكس باي"، تساؤلات حول مستقبل هيمنة العملة الأمريكية على النظام المالي العالمي. وفي هذا السياق، يخشى اليمنيون من أن أي تحول كبير في نظام المدفوعات قد يعرقل تدفق التحويلات المالية من المغتربين، التي تشكل شريان حياة للكثير من الأسر اليمنية. كما أن آليات وصول المساعدات الإنسانية قد تتأثر بتغيرات كهذه.

انقسام داخلي في واشنطن وتأثير محتمل على الدعم الإنساني

تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى وجود تباين في وجهات النظر حول السياسات الاقتصادية الحالية. وقد يؤدي التركيز المتزايد على التحديات الاقتصادية الداخلية إلى تقليل الاهتمام أو الموارد المخصصة للأزمات الإنسانية في مناطق مثل اليمن، الأمر الذي يثير قلق المنظمات الإغاثية والعاملين في المجال الإنساني.
فرص ضئيلة وسط التحديات الهائلة:
على المدى البعيد، قد تحمل إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية بعض الفرص الهامشية لليمن. ومع ذلك، تبقى هذه الاحتمالات ضئيلة في ظل الوضع الراهن والتحديات الأمنية والاقتصادية الهائلة التي يواجهها البلاد.

اليمن في مهب الريح الاقتصادية العالمية

يبقى اليمن، المثقل بجراحه الداخلية، عرضة للتأثر بالتداعيات السلبية لهذه "الحرب الاقتصادية الشاملة". وبينما تتصارع القوى الكبرى على النفوذ الاقتصادي العالمي، يأمل اليمنيون في ألا يكونوا الضحية الصامتة لهذه المعركة، ويترقبون بحذر مستقبل نظام اقتصادي عالمي جديد قد يحمل معه مزيدًا من التحديات أو بعض الفرص الضئيلة.