|    English   |    [email protected]

أقدس البقاع وأعظم الرجال

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 |منذ شهرين
ذياب الشاطر

ذياب الشاطر

الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب..
تمر علينا اليوم الذكرى العاشرة لتأسيس "مطارح مأرب"، ذكرى تلك البقعة المباركة التي تجمع فيها الأبطال من كل قبائل مأرب ليقفوا ضد الانقلاب الحوثي الإيراني الذي انقلب على كل الاتفاقات اليمنية، وأراد أن يبسط نفوذه في كل محافظات الجمهورية ليعيد الإمامة من جديد، ولكن كان لمأرب رأيًا آخر وكلمة الفصل العليا، وأصبحت سدًا منيعًا وقف أمام هذا المشروع؛ بل واستطاع أن يفشل مخططه ويعيد للجمهورية رونقها وفرحتها من جديد.

في الـ١٨ من سبتمبر من العام 2014، ومع تصاعد التهديدات التي واجهتها الجمهورية اليمنية من قبل المليشيات الحوثية، اجتمعت القبائل اليمنية؛ خصوصًا في محافظة مأرب، لتأسيس "المطارح"، وهي تجمعات قبلية وشعبية للدفاع عن الأرض والكرامة. كانت مطارح مأرب بمثابة نواة للمقاومة الشعبية ضد التمدد الحوثي المدعوم من إيران. هذه المطارح مثلت درعًا حصينًا، ليس لمأرب فقط؛ بل لليمن بأكمله.

كانت مأرب في قلب هذه المقاومة، إذ تحولت إلى قلعة من قلاع الجمهورية اليمنية، وحملت على عاتقها مسؤولية كبيرة في الدفاع عن السيادة الوطنية. لقد جسدت مطارح مأرب روح التعاون والتلاحم القبلي والشعبي، حيث تجمعت القبائل والقيادات من مختلف المحافظات لدعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة الهجمة الحوثية.

مثلت مطارح مأرب الجدار الصلب الذي كسر الهجمة الإمامية التي استهدفت الجمهورية. تمكنت المقاومة الشعبية من صد تقدم المليشيات، وتثبيت وجود الدولة في المناطق التي حاولت المليشيات إسقاطها، ولعبت مطارح مأرب دورًا محوريًا في الحفاظ على مأرب من السقوط، حيث كانت خط الدفاع الأول أمام تقدم الحوثيين نحو الشرق اليمني.

علاوة على ذلك، كانت مطارح مأرب مركزًا لتوحيد الصفوف وتعزيز الوعي الوطني في مواجهة المشاريع التخريبية التي استهدفت الجمهورية. تجسد هذا في قدرة أبناء القبائل والمواطنين على التكاتف والعمل المشترك، مما ساهم في تعزيز القوة الدفاعية وتشكيل جبهة مقاومة قوية أمام الهجمات.

وتأتي الذكرى العاشرة كما في كل مرة تزامنًا مع ذكرى الاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، التي شكلت نقلة نوعية في تاريخ الشعب اليمني، وتجسيدًا لقيم الحرية والكرامة والاستقلال، وهي مناسبة تحمل دلالات عميقة. ثورة سبتمبر تمثل محطة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث، حيث أسست النظام الجمهوري وأطاحت بالحكم الإمامي المتخلف. وجاء تأسيس مطارح مأرب ليعيد تأكيد مبادئ هذه الثورة، ويعزز من معاني التضحية والدفاع عن مكتسبات الجمهورية.

لقد كان الشعب اليمني في مواجهة الهجمة الحوثية على وعي كامل بأهمية الحفاظ على مكتسبات ثورة سبتمبر، ومن هنا جاءت مطارح مأرب كرمز لمقاومة جديدة تصون الجمهورية وتؤكد استمرار النضال من أجل اليمن الحر والمستقل.

تحمل مطارح مأرب في طياتها العديد من الدروس والعبر، فقد أكدت أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات. كما أن الالتفاف حول القضايا الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها الدفاع عن الجمهورية، هو الطريق الوحيد للحفاظ على السيادة الوطنية.

كما تجسد مطارح مأرب أهمية الدور الشعبي والقبلي في الدفاع عن الوطن، وكيف يمكن للتضامن الاجتماعي والتكاتف بين أفراد الشعب أن يشكل قوة لا تقهر في وجه الأعداء. ومن خلال تجربة مطارح مأرب، أثبت اليمنيون أنهم قادرون على مواجهة أي تهديدات طالما توفرت الإرادة الشعبية والعزيمة.

في الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب، نقف إجلالًا لتضحيات الأبطال الذين حملوا راية المقاومة والدفاع عن الجمهورية. ونستذكر بشرف واعتزاز تلك اللحظات الفارقة التي أظهرت فيها مطارح مأرب أنها ليست مجرد تجمعات قبلية، بل كانت صمام أمان للوطن ومصدر إلهام لكل اليمنيين. في هذه المناسبة، نعاهد الوطن والشهداء بأن نواصل مسيرة النضال حتى يتحقق السلام والاستقرار الكامل لليمن، ونستعيد مجد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في كل شبر من أرضنا المباركة.