|    English   |    [email protected]

وقفتي وما في الموت شك لواقف

الجمعة 20 سبتمبر 2024 |منذ شهرين
مساعد الموساي

مساعد الموساي

لو استعرنا هذا الشطر من البيت الشهير للشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي وحولناه للتأنيث لأنطبق تمام على حال مأرب في العام 2015 ذلك العام المشئوم الذي تساقطت فيه قلاع الجمهورية وتهاوت فيه حصون ثورة السادس والعشرين وأصبحت الطقوم الغبر تجوس خلال الديار في أغلب المحافظات والمديريات دون ان تجد من يردع او يقاوم
حينها وقفت مأرب من ذاكرة التهميش المتعمد وحملت الراية والعلم الجمهوري بكل شجاعة واصرار وتقاطر أبناؤها بمختلف انتماءاتهم من كل حدب وصوب الى مختلف المطارح وقد لبسوا أكفانهم وأقسموا بصوت رجل واحد أن لا يدخلنها عليهم الكهنوت ولو كان مصيرهم الموت..
عندها رأى احرار اليمن في مختلف المحافظات بيرقهم قد ارتفع من جديد ولواء المقاومة قد ظهر يرفرف من جديد يناديهم بصوت الكرامة والحرية والشموخ أن هلموا الى أيها الأحرار هلموا إلى يا عشاق الكرامة فتقاطر أبطال اليمن زرافات ووحدانا من كل اتجاه نحو مأرب لمشاركة ابنائها في الدفاع عن الجمهورية والثورة..
حينها كان الحوثي لازال يعيش انتفاشة الانتصار مخمورا بسكرة الفوز ينادي اتباعه بغرور من أشد مني قوة؟  وكان يعتقد أن لديه القدرة والقوة والأسلوب الناجح لتجاوز مأرب وتحطيم مقاومتها كما تعود في تجاربه السابقة فساق القطيع من اتباعه وهو يقول لهم مراهنا أن الأمر يستغرق أياما فقط وحشد الالاف من مجنديه وساقهم إلى محارق الموت على أطراف مأرب العظيمة التي استبسل ابناؤها ومن معهم من الأحرار في الذود عن أخر قلاع الجمهورية وقدموا الالاف من قصص التضحية والبطولة التي تحتاج إلى مئات من المجلدات والكتب لتخليدها في ذاكرة التاريخ الجمهوري الجديد...
تحطمت معاول الهدم الحوثية التي حاولت اختراق جدار مأرب وتحولت أيامه التي وعد بها أتباعه إلى أعوام وأعماه زيف الغواية و توجيهات الملالي من طهران التي أمرته أن يفطر على رطب مأرب مكان كلما جن جنونه وساق الالاف الى مهالك الموت فأدخل النوائح إلى كل بيت في بيوت اليمنيين وصارت مواكب الجنائز الملونة جزء من برنامج يشاهد الناس في مناطق سيطرته يوميا دون توقف...
حينها وقف قائد الأحرار ورمز المقاومة في مأرب الشيخ سلطان بن علي العرادة ليقول للحوثي مهلا وكفى أهلكت اتباعك واتعبت نفسك ولن تصل الى غايتك ابدا وهيهات هيهات أن تصل اليها.
لم يقلها هكذا بهذا الصيغة لان الحوثي لن يفهم والقطيع الذي يرى في الحوثي الصريع ناطقا قرآنيا لن يستوعب فأوصلها لهم ببساطة ليستسيغوا فهمها فقال لهم مخاطبا: لن تدخلوا مأرب حتى يقوم حسين بدر الدين من قبره...
كانت هذه الكلمات التي ساهمت في كسر غرور الحوثي ليوقن بعدها أن نجوم السماء أن كان باستطاعته الوصول اليها بيده فهي أقرب له من مأرب ومن دخوله الى قلب المدينة،
كما أنها كانت تصريحا واضحا لكن الدول التي أعطت الضوء الاخضر للحوثي انكم لن تنالوا مرادكم فهذا القائد ومن حوله من الأبطال لسان حل كل واحد منهم: 
والله لن يصلوا إليك بجمعهم      ##   حتى أوسد في التراب دفينا..

وها نحن اليوم في الذكرى العاشرة لوقفة مأرب ( المطارح)  وها هي لاتزال واقفة شامخة كما كانت اول يوم وقد فتحت حضنها لكل أبناء اليمن  وها هي واضعة يدها على الزناد مدافعة عن الجمهورية يرفرف في سماءها علم اليمن الواحد ويقف في ظلاله بطل من أبطال الجمهورية يهتف عاليا:
تحت سماء هذا الوطن،،
رفرف عزيزا ياعلم،،
فوق الرؤوس والقمم،،
بالروح نفديك،، وبالدم نرويك،،
ومأرب واقفة تنظر وقد علت ثغرها ابتسامة الثبات..
ونعود مرة أخرى إلى شاعرنا أبي الطيب المتنبي ونستأذن منه في أخذ شطر بيت أخر من القصيدة لنكمل وصف مأرب يومها والان ونقول:
وقفتي وما في الموت شك لواقف..
ووجهك وضاح وثغرك باسم..