مطارح الكرامة
وليد المعلمي
مطارح نخلا الاسم الذي أصبح رمزًا خالدًا في ذاكرة الشعب اليمني، شهدت في ساحاتها لحظات فارقة من تاريخ اليمن الحديث، حيث وقفت قبائل مأرب، ومعها رجال القبائل الأحرار، ليكونوا أول من رفع راية الدفاع عن الجمهورية، والكرامة، والحرية في وجه قوى الإمامة والكهنوت. لقد سبقت هذه القبائل الكثير ممن تغنوا بالتضحية والفداء للوطن، حينما أسست تجمعًا قبليًا جمهوريًا ليكون حجر الزاوية في استعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية.
عندما نتحدث عن نخلا، فإننا لا نتحدث فقط عن منطقة جغرافية، بل عن رمز للمقاومة والصمود، المكان الذي اجتمع فيه الأحرار من كل حدب وصوب، ليجعلوا من قبائل مأرب مركزًا للمقاومة الشعبية، وركيزة لاستعادة الوطن. فقد كانت مطارح نخلا هي النواة التي جمعت حولها القبائل، ليصبح هذا التجمع القبلي نموذجًا للتضحية والفداء، ومثالًا يُحتذى به في الوفاء للأرض والجمهورية.
قبائل مأرب لم تكن فقط السباقة في حمل السلاح والدفاع عن اليمن، بل كانت هي الحصن الأخير الذي وقف في وجه من خانوا الجمهورية والوحدة. رغم كل المحاولات لتمزيق الوطن، كانت هذه القبائل مثالًا حيًا على أن القوة الحقيقية تكمن في إرادة الشعب وحبه لوطنه. وما إن دقت ساعة الخطر، حتى لبّت هذه القبائل نداء الواجب، ليثبت رجال مأرب أن الحرية لا تُشترى ولا تُباع، وأن الجمهورية أغلى من كل المغريات.
قد لا تفي الكلمات قبائل مأرب ورجال نخلا حقهم، فقد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل مستقبل اليمن وأبنائه. هؤلاء الرجال الذين لم يبحثوا عن الشهرة أو المجد الشخصي، بل كان دافعهم الوحيد هو الوفاء للأرض والوطن. إن الشعب اليمني سيظل مدينًا لتلك اللحظات التاريخية التي أعادت للجمهورية نبضها، وللوطن كرامته. فمطارح نخلا، وقبائل مأرب ورجالها، سيظلون في قلوب وذاكرة اليمنيين، رموزًا للحرية والجمهورية.