مطارح مأرب : عقد من الصمود والمقاومة
مهدي محمد بلغيث
في قلب محافظة مأرب الصامدة، وقفت قبائل مأرب، من قبائل عبيدة وبني عبد ومراد وجهم والجدعان وغيرها من قبائل مأرب الأكارم كالسد المنيع الذي تصدى للهجمة الإمامية الحوثية على اليمن قبل عشر سنوات. شكلت مطارح مأرب نواة للمقاومة الشعبية، حيث وقفت القبائل إلى جانب القوات الشرعية، لحماية مأرب واليمن من السقوط في قبضة الميليشيات الحوثية. واليوم، وبعد مرور عشر سنوات، ما زال هذا الموقف البطولي مصدر فخر واعتزاز لكل يمني.
في سبتمبر/أيلول 2014، وفي خضم تصاعد الهجوم الحوثي على عدة مناطق في اليمن، أصبحت محافظة مأرب الهدف التالي للميليشيات. إلا أن قبائل مأرب لم تسمح بسقوط المحافظة، فتجمع الأبطال في "مطارح مأرب"، التي باتت رمزًا لمقاومة عدوان الحوثيين. شكلت هذه المطارح القاعدة الأمامية للدفاع عن الجمهورية، حيث توحدت حولها قبائل مأرب، حاملين راية المقاومة بكل شجاعة.
في عام 2014، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وامتدادهم إلى مناطق أخرى في اليمن، أصبحت مأرب، الغنية بالنفط والغاز، هدفًا استراتيجيًا للحوثيين الذين سعوا للسيطرة عليها لتحقيق مكاسب عسكرية واقتصادية. إلا أن قبائل مأرب أدركت خطورة هذه الخطوة، فتجمعت في مطارح المقاومة لتكون الحصن الأول الذي يتصدى للعدوان.
لعبت مطارح مأرب دورًا حاسمًا في مسار الحرب ضد الميليشيات الحوثية بقيادة الشهيد اللواء الركن عبد الرب قاسم الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، و اللواء سلطان بن علي العرادة محافظ محافظة مأرب، فالمطارح التي قادوها لم تكن مجرد مواقع لتجمع المقاتلين؛ بل كانت نواةً للمقاومة الشعبية التي تصدت لسقوط مأرب وكسرّت الهجوم الحوثي. هذا الموقع لم يكن مجرد معسكر؛ بل كان رمزًا للوحدة والتكاتف القبلي في وجه العدوان.
1. الرمز الأول للمقاومة الشعبية: شكلت مطارح مأرب بداية المقاومة الشعبية التي نجحت في التصدي للحوثيين ومنع سقوط المحافظة.
2. وحدة الصف القبلي: بفضل مطارح مأرب، توحدت القبائل تحت راية واحدة، مما عزز من قوة المقاومة وصمودها أمام الهجوم الحوثي.
3. الحفاظ على مأرب كقلعة صمود: أصبحت مأرب مركزًا للحكومة الشرعية وقاعدة لتحرير المحافظات الأخرى من سيطرة الحوثيين.
تمركزت المطارح على حدود مأرب وشكلت جدارًا دفاعيًا حال دون تقدم الحوثيين نحو المحافظة. هذه المواقع لم تكن فقط للدفاع، بل تحولت إلى نقطة انطلاق للعمليات الهجومية التي شنتها المقاومة ضد الميليشيات الحوثية، ما ساهم في تنظيم وتوحيد صفوف المقاومة.
الدور السياسي والاجتماعي :
لم تكن مطارح مأرب مجرد مواقع عسكرية، بل كانت رمزًا للتضامن الوطني والوحدة القبلية. مثلت هذه المطارح تمسكًا بالهوية اليمنية في وجه الهيمنة الإيرانية التي دعمت الحوثيين. كما أصبحت مأرب ملاذًا آمنًا للحكومة الشرعية وكل اليمنيين الرافضين لسيطرة الميليشيات.
بعد مرور عشر سنوات، لانزال نتذكر الشهيد عبد الرب الشدادي، والشهيد مبخوت الأحرق، والشهيد عبدالله ناصر بلغيث، والشهيد صادق محمد بلغيث، والشهيد عبد الرب بلغيث، والشهيد أحمد بن صالح العقيلي، والشهيد عبدالله حمد بن جرادان؛ بل والآلاف من شهداء مأرب. بعد مرور عشر سنوات لا تزال مطارح مأرب تمثل درسًا تاريخيًا في الصمود والوحدة. هذا التكاتف بين القبائل كان العامل الحاسم في الحفاظ على مأرب من السقوط، وحمايتها من محاولات الحوثيين للسيطرة عليها. إن ما حدث في مطارح مأرب ليس مجرد حدث عابر، بل شهادة على قدرة اليمنيين على التصدي للتحديات الكبرى عندما تتحد إرادتهم.
تمكنت المقاومة في مطارح مأرب من التصدي للهجوم الحوثي ومنعت سقوط المحافظة.
1.استمرار المقاومة الشعبية: ألهمت مطارح مأرب بقية المحافظات، حيث أصبحت رمزًا يُحتذى به في الدفاع عن الأرض والعرض.
2.حماية الشرعية: لعبت مأرب دورًا رئيسيًا في حماية مؤسسات الدولة الشرعية من الانهيار، حيث باتت ملاذًا آمنًا للحكومة وقوات التحالف.
الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب ليست فقط مناسبة للاحتفال بالصمود، بل هي فرصة للتأمل في أهمية التكاتف الوطني. بفضل شجاعة قبائل مأرب، تم إحباط الهجوم الحوثي وحفظت كرامة اليمنيين. واليوم، لا تزال مأرب نواةً للمقاومة ورمزًا للوحدة الوطنية، وشاهدًا على قدرة اليمنيين على الدفاع عن كرامتهم واستقلالهم ضد أي تهديد.
مطارح مأرب لم تكن مجرد مواقع دفاعية، بل كانت رمزًا للوحدة اليمنية في وجه التحديات الكبرى، وما تزال تمثل رمزًا للصمود والمقاومة في تاريخ اليمن المعاصر، بفضل قائدها وربانها وابنها البار السلطان بن علي العرادة حفظة الله ورعاه.