مطارح نخلا: رمز الوحدة والمقاومة في وجه التحديات
ناجي بن حسن بن جلال
في الذكرى السنوية لتأسيس مطارح نخلا، يجسد هذا الحدث التاريخي روح النضال والتضحية التي تجلت في صفوف قبائل مأرب، الذين وقفوا صفًا واحدًا للدفاع عن أرضهم وكرامتهم. تأسست مطارح نخلا كجزء من تجمع قبائل مأرب، الذين أظهروا التزامهم الثابت بالقضية الوطنية ورفضهم للهيمنة الحوثية الإرهابية التي اجتاحت العاصمة صنعاء.
بعد سيطرة ميليشيات الحوثي على صنعاء، أصبح من الواضح أن التهديدات تتجه نحو مأرب، ما استدعى من القبائل أن تتحد وتؤسس تجمعًا قبليًا قويًا لمواجهة هذا الخطر. كانت هذه الخطوة تعبيرًا عن الإرادة الجماعية للقبائل في الدفاع عن هويتها وثقافتها، وللحفاظ على مكتسبات الثورة الشبابية التي اندلعت في عام 2011م، والتي كانت تهدف إلى تحقيق التغيير والإصلاح.
لقد لعبت مطارح نخلا دورًا محوريًا في تعزيز التلاحم الاجتماعي بين القبائل، حيث كانت بمثابة نقطة انطلاق لتنظيم الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة المعتدين. وتجلت شجاعة رجال القبائل في المعارك التي خاضوها، حيث أثبتوا أنهم قادرون على الدفاع عن أرضهم بكل بسالة وإقدام.
كما إن تأسيس مطارح نخلا يعكس الوعي العميق لدى قبائل مأرب بأهمية الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات. فقد أدركوا أن الانقسام لن يؤدي إلا إلى ضعفهم، وأن التعاون والتنسيق بين مختلف الفصائل والقبائل هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر.
في ذكرى تأسيس مطارح نخلا، يجب أن نتذكر التضحيات التي قدمتها القبائل، ونستلهم من عزيمتهم وإرادتهم القوية في مواجهة الظلم والعدوان. إن هذه الذكرى ليست مجرد احتفالية، بل هي دعوة لتجديد العهد بالوحدة والعمل المشترك من أجل مستقبل مشرق لليمن، مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
إن تاريخ مطارح نخلا سيبقى محفورًا في الذاكرة الجماعية لشعب اليمن، كرمز للتحدي والصمود، وكنقطة انطلاق نحو استعادة الدولة وبناء يمنٍ جديدٍ ينعم بالحرية والكرامة.