مطارح نخلا رمز الصمود والشموخ والمقاومة
سنان العراقي
مطارح نخلا رمز الصمود والشموخ والمقاومة في قلب محافظة مأرب حيث تعانقت أصالة التاريخ مع قوة الإرادة على هذه الأرض الطاهرة التي لم يدنسها الكهنة قديمًا وحديثًا.
كان لمأرب وقبائلها الأحرار دور تاريخي في مقارعة الظلم والاستبداد والكهنوت، وسطروا أنصع صور التضحية والبطولة في سبيل تثبيت دعائم الجمهورية حين انتفشت عصابات الكهنة محاولة استعادة الماضي الأسود للسلالة القذرة بالانقلاب المشؤوم وعودة اليمن إلى عصور الظلام.
كان لأحفاد التبابعة وملوك سبأ ومعين كلمة الفصل، وأعادوا رسم جغرافيا اليمن من جديد وخطوا بدمائهم ملامح التاريخ، وشكلوا حاجزًا كالسد العظيم، ووقفوا بشموخ هيلان والبلق، وكسروا جحافل المليشيا التي ركضت بخيلها ورجلها لالتهام اليمن وحطموا أحلام ومخططات الفرس ومليشيات الموت والدمار.
تداعت القبائل في مأرب لتشكيل نواة المقاومة في مطارح نخلا والسحيل وتجمع الأحرار من مختلف مناطق اليمن لمشاركة الموقف التاريخي الذي تصدرته القبيلة المأربية، فخاضوا معركة مفصلية ساهمت في تحويل مسار التاريخ اليمني لمئات السنين
كان لهذه الوقفة الشامخة للقبائل في مأرب دور بارز في الحفاظ على الهوية اليمنية والقيم النبيلة والأهداف السامية والعادات القبلية الأصيلة التي توارثها اليمنيون، والتي تقوم على مكارم الأخلاق السائدة في المجتمع اليمني، وتسعى عصابات الموت إلى تجريفها وإعادة تشكيل المجتمع اليمني من خلال الأفكار والعادات والقيم المستوردة والتي لا تمت لليمن بصلة.
علاوة على ذلك، فإن وقوف الأبطال في مطارح نخلا ساهم في إيجاد بيئة خصبة لتأسيس نموذج مثالي للدولة ابتداءً بالجيش الوطني وتفعيل مؤسسات الدولة وتوفير الأمن والاستقرار، وإحداث نهضة تعد جيدة بالنظر إلى الوقت القصير والحرب المستمرة.
سكب الجميع دماءهم على أطراف مأرب، واختلطت دماء اليمنيين على هذه التربة الطاهرة والأرض الطيبة.
لكن يجب علينا جميعًا أن ندين بالفضل لهؤلاء العملاقة الذين وقفوا في مطارح نخلا في أحلك الظروف، وفي مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن وغيروا مجرى التاريخ وجعلوا من مأرب رقمًا صعبًا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.