مأرب: حصن الجمهورية ورمز الصمود اليمني
عبدالكريم بن حيدر الشريف
خلال تاريخ اليمن المعاصر، تقف مأرب شامخة كواحدة من أبهى الصفحات في سجل الكفاح الوطني. لم تكن مأرب مجرد محافظة؛ بل كانت وما زالت رمزًا للمقاومة والصمود في وجه كل من يحاول النيل من الجمهورية اليمنية وسيادتها.
لم يكن الدور الذي لعبته مأرب في التصدي للغزو الحوثي الإمامي مجرد دور عسكري بحت؛ بل كان امتدادًا لتاريخ طويل من النضال والتضحية. كانت قبائل مأرب، بصلابتها وإرثها النضالي، تمثل الدرع الحصين الذي وقفت فيه الجمهورية اليمنية في وجه أعدائها. ففي مطارح نخلا والسحيل، سطرت قبائل مأرب صفحات من المجد والعزة، حيث اجتمعت جميعها على قلب رجل واحد للدفاع عن الأرض والعرض، ورفعت راية المقاومة عالية في مواجهة الغزو الحوثي الذي حاول تدمير كل ما بنته الأجيال اليمنية من تضحيات.
لقد قدمت قبائل مأرب نموذجًا فريدًا في الوحدة والتكاتف، حيث اجتمعت جميع المكونات والقبائل تحت لواء الجمهورية، متناسية كل خلافاتها وجراحها لتقف صفًا واحدًا أمام المشروع الإيراني الذي حاول عبر مليشيا الحوثي فرض أجنداته على اليمن واليمنيين. كان لهذا الموقف البطولي أثره الكبير في تحفيز جميع أبناء الوطن على التصدي لهذا العدوان، وأصبح مثالًا يحتذى به في كل المحافظات اليمنية.
إن الحديث عن مأرب ودورها في هذه المرحلة التاريخية لا يمكن أن ينتهي، فهي ليست مجرد محافظة؛ بل هي رمز للأمل والمقاومة. ومن هنا، نجد أنه من الضروري أن نبرز ونوثق هذا الدور البطولي في كتاباتنا ومقالاتنا، ليبقى شاهدًا للأجيال القادمة على ما صنعته مأرب وقبائلها في الدفاع عن الجمهورية والدولة اليمنية.
وفي الختام، نعبر عن فخرنا واعتزازنا بكل من شارك وساهم في هذا النضال، ونؤكد على أن مأرب ستبقى دائمًا وأبدًا حصن الجمهورية ورمز الصمود اليمني.