برّان برس - ترجمة خاصة:
أفاد تقرير نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، السبت 4 مايو/آيار، بتعاون جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، مع ما يعرف بـ“تنظيم القاعدة”، وتزويدهم بالطائرات المسيّرة، بهدف استعادة السيطرة على المحافظات الجنوبية، معتبرًا ذلك “تهديد جديد لليمن”.
وقال التقرير الذي ترجمه للعربية موقع “برّان برس”، إن من وصفهم بـ“المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران”، في اليمن “يقدمون الأسلحة لتنظيم القاعدة، ويقومون بصفقات تبادل للأسرى معهم”.
وأضاف: “يعمل الحوثيون مع الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في شراكة تهدد بالمزيد من زعزعة استقرار البلد الفقير الذي مزقته الصراعات”.
واتهم التقرير الحوثيين بـ“مساعدة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال إعطائهم طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات قيادية في التنظيم من سجونهم”.
وأردف: “على الرغم من أن المجموعتين الإرهابيتين تنتميان إلى فرعين مختلفين تمامًا من الإسلام - الحوثيون شيعة والقاعدة في شبه الجزيرة العربية سنية - يبدو أنهم ينسقون لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر ما يعرف بـ“تنظيم القاعدة” في شبه الجزيرة العربية من بين أخطر فروع الشبكة الجهادية العالمية، بعد أن نفذت هجمات مميتة في الولايات المتحدة وفرنسا واليمن والمملكة العربية السعودية.
وتابع: “خطر جديد وسط التوترات في غزة، ويبدو أن نشاط التنظيم قد تضاءل في السنوات الأخيرة”، مستدركا بالقول: “لكن تعاون التنظيم الواضح مع جماعة إرهابية تدعمها طهران يخاطر بخلق مخاطر جديدة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط بالفعل توترات متصاعدة بشأن الحرب في غزة".
وفي هذا الأسبوع فقط، أُتهم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بتفجير عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل ستة جنود موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، وهي علامة على نشاطهم المتزايد في البلاد، وفقا للتقرير.
وأكد تقرير الصحيفة البريطانية أن الأدلة على التعاون بين الحوثيين “واضحة”، ومن أهمها تنفيذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على مجموعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة (شرقي اليمن) مطلع مايو الجاري".
ونقل التقرير عن “روبن داس” وهو باحث في المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة، قوله: "بالنظر إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لديه قدرة فنية محدودة في تطوير طائرات بدون طيار، خاصة بعد مقتل خبراء المتفجرات مؤخراً، فإن الدعم الخارجي للحصول على هذه الأسلحة ربما كان حاسماً".
وذكر التقرير أن الطائرات بدون طيار “حصل عليها أبو أسامة الضياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من (زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الراحل) خالد باطرفي، الذي يحتفظ بعلاقة وثيقة مع الحوثيين".
ونقل التقرير عن متحدث باسم قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، قوله إن “توفير الطائرات بدون طيار هو مجرد قمة جبل الجليد”، مؤكدا أن "الحوثيين قدموا للقاعدة الدعم اللوجستي، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والطائرات بدون طيار ومعدات الاستطلاع".
وقبل بضعة أشهر فقط، تبادلت المجموعتان الأسرى، حيث أطلق الحوثيون سراح الجهاديين القعقاع البيحاني وموحد البيضاني مقابل اثنين من مقاتليهم، وفقا للتقرير الذي أضاف: “وعلى الأرض، يقول السكان المحليون إن المجموعتين لم تعد تخوضان مناوشات مع بعضهما البعض”.
وقال محمد، الذي رفض ذكر اسمه الكامل بسبب مخاوف أمنية: “يدير مسلحو تنظيم القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء (في جنوب شرق اليمن) على بعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يقيم الحوثيون نقاط تفتيش خاصة بهم ترفع علمهم”.
وأضاف: "إنهم يعيشون في وئام، إنهم لا يتصادمون أبداً وكل مجموعة ترفع رايتها، مما يشير بوضوح إلى التعاون المتزايد بين المجموعتين".
معركة واحدة ومصالح مشتركة
والأمر الأكثر إثارة للقلق -بحسب التقرير- هو أن “المجموعتين يبدو أنهما تخوضان المعركة معًا.
وقُتل أبو قصي الصنعاني، الذي يُعتقد أنه قيادي حوثي رفيع المستوى، أثناء قتاله إلى جانب مسلحي القاعدة في سبتمبر 2022، وفقًا للعقيد" علي البداح"، قائد العمليات في المنطقة الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأضاف "البداح" أن "العديد من المقاتلين الحوثيين الذين كانوا يرافقونه أصيبوا في المعركة، وتلقينا معلومات مسبقة من مصادرنا في مكيراس تؤكد أن الصنعاني كان يزود مسلحي القاعدة في مديرية مودية بالإمدادات الغذائية والأسلحة والذخائر عندما داهمت قواتنا وادي عومران".
وقال "فرناند كارفاخال"، الذي عمل سابقًا في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن: "من الواضح أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين وسط الحرب الأهلية التي طال أمدها، وخاصة القضاء على الطموحات الانفصالية الجنوبية".
وأردف: “يهدف الحوثيون إلى السيطرة على كامل الأراضي الفعلية للجمهورية اليمنية، في حين يواصل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إنشاء ملاذ آمن له في اليمن”، مشيرا إلى أن المحافظات الجنوبية “توفر أفضل التضاريس بسبب الوصول دون عوائق إلى خط ساحلي كبير وممرات برية إلى شمال اليمن ودول الخليج."
ويقول الخبراء للصحيفة البريطانية إن التعاون بين المجموعتين “يعرض أيضًا اللاعبين الدوليين، بما في ذلك المملكة المتحدة، الذين يقومون بحماية مصالح الشحن في البحر الأحمر، لهجمات جديدة".
وقال “إياد قاسم”، وهو محلل يمني، إن “تورط الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية في الصراع البحري بالقرب من شواطئ اليمن يمثل فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وأشار إلى ان التنظيم “قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة والاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل، وإذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها في هجماته السابقة عبر الحدود".
رابط التقرير من مصدره الأصلي:
https://www.telegraph.co.uk/world-news/2024/05/04/houthis-team-up-feared-al-qaeda-branch-new-threat-yemen/