بران برس- خاص
"عدن عاصمة اليمن واستقرارها ونجاحها هو نجاح لنا جميعاً"، هذا ما قاله عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، اللواء سلطان العرادة في حديث ودي خلال لقائه عدداً من الصحفيين الإثنين 6 مايو/أيار 2024، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة.
وأفصح "العرادة" بأن محافظة مأرب تدعم "العاصمة المؤقتة عدن" منذ سنوات في إشارة إلى دعم محطات الكهرباء بالوقود، مؤكداً أن ذلك الدعم "يغيض جماعة الحوثي، المصنفة في قوائم الإرهاب العالمي" حد تعبير اللواء العرادة.
ويقرأ حديث عضو مجلس القيادة الرئاسي عن الدعم الذي تقدمه مأرب، من الجانب السياسي بأن أكثر ما تخشاه الجماعة الحوثية، هو حالة الوفاق بين الأطراف المؤيدة للشرعية، وأن التماسك هو ما سيعجل بهزيمتها.
كما يعكس حرص "العرادة" على إيجاد الحلول لكل الأزمات التي يعاني منها اليمنيون ومنها مشكلة الكهرباء والتي تعاني منها محافظة عدن بشكل أكثر من غيرها من المحافظات.
تصريح “العرادة” كشف السر وراء تهديد جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، باستهداف نفط مأرب، على غرار ما قامت به في وقت سابق من العام 2022 من استهداف لموانئ تصدير النفط في محافظتي شبوة وحضرموت (شرقي اليمن).
إذ قال "حسين العزي" نائب وزير خارجية حكومة جماعة الحوثي (غير معترف بها)، "من دون أي خجل أو شعور بالذنب يستأثرون بنفط مأرب في حين أن 90% من الشعب محرومون تماما وكأنه ملكية خاصة للعرادة (محافظ مأرب وعضو المجلس الرئاسي) وحزب الإصلاح".
وأضاف "العزي" على منصة "اكس": "هل رأيتم وقاحة وبشاعة بهذا المستوى؟"، وقال متسائلاً: "هل ترون أن علينا إيقاف النفط في مأرب ومنع الاقتراب منه كما فعلنا في أماكن أخرى لحين منح الشعب في مناطقنا الحرة (المناطق الخاضعة لجماعته) حصته الكاملة؟"، في إشارة منه إلى الهجمات التي شنتها الجماعة على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة أواخر العام 2022.
غير "النفط" الذي أثار حفيظة الحوثيين، وهو ما ظهر في ما كتبه القيادي "العزي" المعروف بإثارة الجدل، فإن أكثر ما تخشاه الجماعة وفق مراقبين، هو ظهور صف الشرعية اليمنية، في وفاق سياسي أكثر قوة، فمأرب التي تمد عدن والمحافظات اليمنية الأخرى "المحررة" بما تحتاجه من المشتقات النفطية يزيد من حالة الوئام والذي سيدفع باتجاه تقويض الجماعة الحوثيين وإفشال مخططاتها.
عكس ذلك تفاعل ناشطون مع ما جاء في تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، منهم ناشر صحيفة عدن الغد، "فتحي بن لزرق" الذي قال في تدوينة على منصة "اكس"، رصدها “برّان برس” متسائلاً: "هل ستصدق إذا قلت لك إنه منذ تشغيل محطة الرئيس (المسيلة) في عدن وهي تعمل بوقود خام مصدره مأرب وقدره 3 آلاف برميل".
وأضاف: "المشكلة مش هنا، المشكلة أن الحكومة منذ أشهر تحاول مع محافظ حضرموت لتزويد نفس المحطة بكمية إسعافية وقدرها ألف برميل فقط من احتياطي نفطي وقدره 3 ملايين برميل ولكن كل الطلبات رفضت".
ويصل ما يُضخ من محافظة مأرب يومياً لمحطة توليد كهرباء عدن، 9 آلاف برميل، وفق ما أكده خطاب موجه إلى وزير النفط من قبل شركة النفط اليمنية.
وفي أغسطس/أب من العام الماضي (2023)، قالت شركة النفط في مأرب، في خطاب موجه لوزير النفط، إنه تم استئناف ضخ النفط الخام لتوليد المحطة، مشيرة إلى قيام "صافر" بضخ نفط خام من قطاع 18 بمأرب لتشغيل محطة كهرباء عدن (الرئيس) منذ بدأ تشغيلها، وبكمية إجمالية تقدر بـ 745 ألفاً، و955 برميلاً، خلال الفترة من 7/8/2021 وحتى 29/10/2022م.