برّان برس - ترجمة خاصة:
تحدث تقرير غربي، الجمعة 10 مايو/ أيار 2024م، عن دوافع وأهداف جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، من الهجمات في البحر الأحمر، والتي بدأت أواخر العام المنصرم (2023).
وبحسب التقرير الصادر عن موقع الديبلوماسية الحديثة (مودرن ديبلوماسي)، المختص في تقييم القضايا الدولية المعقدة، ترجمه للعربية موقع “برّان برس”، فإن الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن التجارية التي تعبر المضيق البحري الحيوي، في إشارة إلى مضيق باب المندب، "بدأت متفرقة سرعان ما تصاعدت إلى عملية مستمرة، مما عرض أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم وشريانًا رئيسيًا للتجارة العالمية للخطر".
وأشار الموقع إلى مزاعم الحوثيين في البداية بأن هجماتهم كانت أعمال تضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون القصف الإسرائيلي في غزة، ورسموا صلة واضحة بين أفعالهم في البحر الأحمر والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع. ومع ذلك.
ويرى أنه مع استمرار الضربات وتصاعد الاضطرابات الاقتصادية، أصبح من الواضح أن دوافع الحوثيين امتدت إلى ما هو أبعد من مجرد التعبير عن الدعم للقضية الفلسطينية.
وقال (مودرن ديبلوماسي) إن "استيلاء الحوثيين على سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" التابعة لإسرائيل في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مثل تصعيداً كبيراً، مما دفع الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف أمني بحري متعدد الجنسيات أطلق عليه اسم "عملية حارس الرخاء" في منتصف ديسمبر/كانون الأول".
وأضاف أن التحالف الذي يضم أكثر من 20 دولة يهدف "إلى ردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات على السفن التجارية".
وتابع "مع ذلك، ظل الحوثيون دون رادع، وواصلوا وابلهم من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على الرغم من الوجود الدولي، وبحلول أوائل عام 2024، علقت شركات الشحن الكبرى مثل بي بي وترافيجورا عمليات النقل عبر البحر الأحمر بالكامل بسبب المخاطر والتكاليف المتزايدة".
وذكر أنه "في محاولة لإجبار الحوثيين على وقف هجماتهم، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية في منتصف يناير/كانون الثاني 2024، استهدفت مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين، والرادارات، والبنية التحتية المرتبطة بها داخل اليمن".
وأشار أنه "تم وصف حملة القصف هذه، التي أُطلق عليها اسم "عملية بوسيدون آرتشر"، في البداية على أنها "لمرة واحدة" ولكنها سرعان ما تصاعدت إلى قصف شبه يومي.
حيث تم قصف أكثر من 230 موقعًا بحلول أواخر فبراير، وتدهور الوضع أكثر في 18 فبراير/شباط، عندما أجبرت غارة للحوثيين طاقم السفينة (سفينة روبيمار) المسجلة في المملكة المتحدة على ترك السفينة بعد تعرضها لأضرار، مما أدى إلى انحراف السفينة وتسرب النفط إلى البحر الأحمر - مما يؤكد المخاطر البيئية الجسيمة التي تشكلها بالأزمة.
وقال "مع استمرار الهجمات وتزايد الخسائر الإنسانية والاقتصادية، ظهرت انقسامات داخل المجتمع الدولي بشأن الرد المناسب"، لافتاً أنه دعا البعض إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية والتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، بينما دعا آخرون إلى تصعيد عسكري كبير، ربما يشمل عمليات برية ضد الحوثيين أو حتى توجيه ضربات مباشرة إلى داعميهم الإيرانيين.
ومع عدم وجود حل واضح في الأفق، سلطت الأزمة في البحر الأحمر الضوء على هشاشة طرق التجارة البحرية العالمية والتحديات التي تفرضها الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تستخدم أسلحة متطورة بشكل متزايد. كما أنها سلطت الضوء بشكل واضح على الشبكة المعقدة من المنافسات الإقليمية، والصراعات بالوكالة، والمنافسة بين القوى العظمى التي أوقعت دولة اليمن المضطربة في شركها.
عن دوافع الحوثي وأهدافه، قال موقع (مودرن ديبلوماسي) إن جماعة الحوثي التي هي "شيعية" وقد انخرطت في صراع طويل الأمد مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا منذ عام 2014، لافتاً أنه "في البداية، قدم الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر على أنها عمل تضامني مع الفلسطينيين الذين يواجهون القصف الإسرائيلي على غزة. ومع ذلك، تبدو دوافعهم وأهدافهم أكثر تعقيدًا ومتعددة الأوجه.
وأكد أن أحد الدوافع الأساسية وراء هجمات الحوثيين هو رغبتهم في تأكيد سيطرتهم على نقاط التفتيش البحرية الحيوية وكسب النفوذ في الصراع المستمر، من خلال تعطيل الشحن في البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.
كما يهدف الحوثيون بحسب الموقع إلى الضغط على المجتمع الدولي والقوى الإقليمية للتدخل في الصراع اليمني بشروط مواتية لقضيتهم.
ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي، تشن جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، هجمات بالصواريخ والمسيرات تجاه سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، أدت إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الرئيسي لإسرائيل تحالفا متعدد الجنسيات، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب.
رابط التقرير من مصدره الأصلي:
https://moderndiplomacy.eu/2024/05/10/can-we-demystify-houthi-attacks-in-the-red-sea/