لا يريدون للناس أن تفرح إلا لفرحهم ولا تحزن إلا لحزنهم ولا تبكي إلا لبكائهم ولا تتعب إلا لتعبهم ولا يجوز لها أن تعيش ساعة فرح لنفسها أو لانتصارها لتحقيق النجاح في حياتها حياة أقربائها وتلك الحالة لا تليق إلا بهم وحدهم ونحن لسنا مؤهلين لذلك ، تلك هي فلسفة الحياة لدى عصابة الحوثي الإيرانية الإرهابية ونظرتها لغيرها من اليمنيين.
طبيعة المقهورين والمكلومين أن يفرحون لهلاك من قهرهم أو ظلمهم أو تسبب بقهرهم وظلمهم أو حتى ساعد وساند في ظلمهم وطغى عليهم، هي حالة شعورية وجدانية لا إرادية تعتري الإنسان في المناسبات أو الأوقات التي تحقق فيها أحلامه.
بمناسبة تحطم طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي اعترت الفرحة كل الشعوب المقهورة التي دمر النظام الإيراني دولهم ،اليمن ، العراق ، سوريا ، لبنان وكل شعوب الأرض التي ترفض الظيم والقهر ليس تشفيا او محبة في الشر أو عدوانية او استنقاصا للقيمة الإنسانية للرئيس الإيراني لكنها طبيعة النفس البشرية المقهورة تفرح بموت الطاغية والقاتل والمجرم والسفاح في أي بقعة من هذا الكوكب.
إيران صدرت الشر والإرهاب الى كثير من شعوب المنطقة ، صدرت القتل الخراب الدمار ، صنعت القهر في كل بيت وبه صنعت لها حالة من العداء اللامنتهي آذت الناس عبر كلابها وعبيدها ، لم تترك هامشا للتعاطف معها للتضامن للمساندة شعبيا وجماهيريا بل حتى رسميا وما يحدث من تبادل اعلان التضامن والتعازي الرسمية عربية عالمية فلا يعدو عن كونها برتكولات متعارف عليها أو مجاملة سياسية فيما الجميع مقهور ويتمنى زوالها تماما كما يتمنون زوال إسرائيل.
الفرح العارم الذي يجتاح مواقع "السوشل ميديا" ويعبر عنه الناس بطرق مختلفة للحادث الأليم الذي اصاب إيران في رئيسها ليس استهتارا بأقدار الله أو قفزا على المشاعر الإنسانية إنما هي نتيجة طبيعية لما صنعه النظام الإيراني من مآسي وكوارث في الكثير من شعوب الأرض وشعوب العالم الإسلامي.
في اليمن ينزعج عبيد إيران الحوثيون من هذه الفرحة العارمة التي تجتاح مواقع التواصل من كل أطياف الشعب اليمني ويهاجمون يشتمون يخونون من يعبر عن فرحهم بهلاك الرئيس الإيراني ويوصيمونهم بالصهينة ونسوا أنهم سبب رئيسي لهذه الفرحة.
قتلوا الرئيس الأسبق لليمن علي عبدالله صالح وخرجوا محتفلين بإغتياله وسجدوا سجدات الشكر ووزعوا الهدايا ورقصوا على أوجاع وقهر محبيه وهم بمئات الألاف وقبله قتلوا عميد الجمهورية القائد حميد القشيبي واحتفلوا لمقتل القائد عبدالرب الشدادي والقائد أمين الوائلي وغيرهم وغيرهم ولم يراعوا أي جوانب إنسانية.
بل أحتفلوا وتشفوا بإغتيال وموت عدد من ملوك ورؤوساء وزعماء وقادة عرب ومسلمين ووصفوهم بأسواء الأوصاف واليوم يقولون أن الإبتهاج بما حدث لرئيس النظام الإيراني رئيسي ومرافقيه أمر معيب وغير أخلاقي وأنه لا يحتفل بذلك إلا صهيوني.
عندما يتعلق الأمر برموزهم وأسيادهم فجأة يرتفع لديهم منسوب الأخلاق والقيم وهم المجردين من كل الأخلاق والقيم.
سبحان الله العظيم، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار!!!!.