برّان برس - ترجمة خاصة:
أفادت صحيفة “واشنطن بوست“ الأمريكية، الأربعاء 22 مايو/ أيار 2024، باعتزام سلطنة عمان ترحيل 28 يمنيًا من معتقلي “غوانتانامو” الذين أُعيد توطينهم في السلطنة، بينما تدرس إدارة ”بايدن” نقل 11 آخرين إليها.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها ترجمه إلى العربية “بران برس”، أن اليمنيين الـ28 سبق ونقلتهم إدارة أوباما إلى عُمان بين عامي 2015 و2017، “وسرعان ما أصبح برنامج الدعم الخاص بهم مثالاً نموذجيًا لإعادة التأهيل والمعاملة الإنسانية لمعتقلي غوانتانامو السابقين في الخارج“.
وقالت إنه لعدة سنوات، وعدت عمان 28 يمنياً نقلوا إليها من السجن العسكري الأمريكي في “غوانتانامو“ بحياة جديدة، ومنحتهم “السكن والرعاية الصحية والوظائف، بل وساعدتهم في العثور على زوجات وتكوين أسر”. وكان ذلك “بمثابة تحول مذهل في الحظ بعد سنوات من الاستجواب التعسفي والاحتجاز دون تهمة”.
وأضافت أنه “ابتداء من يناير/كانون الثاني، بدأ المسؤولون العمانيون في استدعاء هؤلاء الرجال إلى اجتماعات أوضحوا فيها أنه بحلول يوليو/تموز، سيتم تجريدهم من المزايا والإقامات القانونية وسيتعين عليهم العودة إلى اليمن”.
ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء، والذي قالت إنه تحدث لها شرط “عدم استخدام اسمه الحقيقي”، لأنه قال إن الحكومة العمانية هددتهم بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام: “لقد كانت صدمة كبيرة لنا جميعاً. لسنوات عديدة، كانت عمان داعمة ومفيدة للغاية. قالوا لنا: أنتم هنا لتبقوا. لكن الآن، قالوا: انتهى وقتكم، وعليكم المغادرة.
وتأتي خطوة عمان، وفق الصحيفة، في حين لا تزال فيه عملية نقل أخرى لمعتقلين في غوانتانامو على المحك. ففي الخريف الماضي، خططت إدارة بايدن لإرسال 11 يمنيًا إضافيًا إلى عمان. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الإدارة، بناء على طلب من أعضاء الكونجرس، أوقفت عملية النقل مؤقتا بعد اندلاع الحرب في غزة، 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الإدارة قولهم إنهم ما يزالون يأملون في حدوث عملية النقل، فمن غير الواضح ما إذا كان تهديد عمان بطرد المجموعة الأصلية المكونة من 28 يمنيًا مرتبطًا بموافقتها على قبول المجموعة الجديدة.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن التزامات عمان بتوفير الإقامة للمجموعة الأولى من المعتقلين السابقين قد انتهت منذ فترة طويلة، ولا يوجد شرط بأن توفر السلطنة للرجال الإقامة الدائمة، وفق ما نقلته الصحيفة.
وبحسب “واشنطن بوست” فإن الحكومة العمانية لم تستجب لطلباتها المتعددة للتعليق، لكن المدافعين القانونيين عن اليمنيين، وكذلك مسؤولين حكوميين أمريكيين تحدثوا لها بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أكدوا التقارير التي تفيد بأن عمان قررت إنهاء دعمها المعتقلين السابقين.
ووفق الصحيفة فإنه “من بين 780 رجلاً كانوا معتقلين في غوانتانامو، لم يبق منهم سوى 30 رجلاً؛ تمت الموافقة منذ فترة طويلة على نقل نصفهم تقريبًا من قبل لجنة تضم مسؤولين من أعلى وكالات الأمن القومي الأمريكية”.
ويأتي الطرد المحتمل لليمنيين من عمان، وفق الصحيفة، وسط تجدد الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك في اليمن، حيث أدت سنوات من الحرب الأهلية إلى أزمة إنسانية على مستوى البلاد واستمرار العنف.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم “لا يستطيعون إرسال المعتقلين اليمنيين المتبقين الذين تمت الموافقة على نقلهم إلى اليمن بسبب المخاوف الأمنية الناشئة عن الصراع المستمر”.
وتطرقت الصحيفة إلى انتقادات المدافعين عن حقوق الإنسان، منذ فترة طويلة، لما يعتبرونه “إخفاقات مستمرة من قبل الإدارات الأمريكية المتعددة في توفير الإنصاف والاستقرار طويل الأمد لمئات الرجال الذين تعرضوا للتعذيب والاحتجاز دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة على مدى العقدين التاليين لأحداث 11 سبتمبر 2001”.
ويقع “غوانتانامو” بأقصى جنوب شرق كوبا، وبدأت السلطات الأمريكية باستخدامه عام 2002 لسجن من تشتبه بكونهم “إرهابيين”، واشتهر بأساليب التعذيب الوحشيّة المخالفة لكل قوانين حقوق الإنسان.
وفي مارس/ 2024، قالت منظمة “العفو الدولية”، إن معتقل “غوانتانامو”، بعد 22 عامًا من افتتاحه، “لا يزال يحتفظ بإرث التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى وكراهية الإسلام والظلم”.
ووفق المنظمة الدولية فإن “المعتقلين هناك يُحتجزون دون اتهامات أو محاكمات عادلة، وهو ما يشكل انتهاكا للدستور الأميركي، ويحرمهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية”.