في 11 أبريل 2024، أدلى المبعوث الأممي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بحديث تلفزيوني مع قناة تلفزيون الصين المركزي. تناول الحديث الذكرى العاشرة للصراع في اليمن، وعرض غروندبرغ وجهة نظره حول مسار السلام وجهود الأمم المتحدة.
يقدم هذا المقال تحليلًا نقديًا لخطاب غروندبرغ خلال اللقاء التلفزيوني، مع التركيز على أشكال التحيزات التي ظهرت خلال حديثه.
1️⃣التفاؤل المفرط:
يُظهر غروندبرغ تفاؤلاً مفرطًا بشأن إمكانية تحقيق السلام في اليمن، على الرغم من استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية و توسع التهديدات العابرة للحدود.
ففي حديثه، يشدد غروندبرغ على التقدم الذي أحرزه في التوصل إلى هدنة واتفاقات بين الأطراف اليمنية، ويُغفل حجم التحديات التي تواجه عملية السلام، مثل الخلافات العميقة بين الأطراف اليمنية ونقص الموارد والتطور نحو تهديدات دولية لخطوط الملاحة البحرية.
يُمكن تفسير هذا التفاؤل المفرط على أنه محاولة من غروندبرغ للحفاظ على معنويات المجتمع الدولي ودعم جهود الأمم المتحدة في اليمن.
ومع ذلك، قد يُساهم هذا التفاؤل في إعطاء صورة غير واقعية عن الوضع، مما قد يُؤدي إلى خيبة أمل لاحقًا.
2️⃣التبسيط المفرط:
يقدم غروندبرغ تحليلًا مبسطًا للصراع في اليمن، مما يُقلل من تعقيده وتعدد أسبابه.
ففي خطابه، يُركز غروندبرغ على دور جهات محددة، مثل الأمم المتحدة، في الصراع، بينما يُغفل دور جهات أخرى، مثل القوى الدولية و الدول الإقليمية.مثل إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة والجماعات المسلحة.
يُمكن تفسير هذا التبسيط المفرط على أنه محاولة من غروندبرغ لتجنب الخوض في تفاصيل قد تُثير الجدل أو تُهدد مصالح بعض الأطراف.
ومع ذلك، قد يُساهم هذا التبسيط في فهم خاطئ لطبيعة الصراع، مما قد يُعيق إيجاد حلول فعّالة.
3️⃣التحيز نحو الأمم المتحدة:
يُقدم غروندبرغ صورة إيجابية للغاية لدور الأمم المتحدة في النزاع اليمني، مع تجاهل بعض الانتقادات الموجهة لها.
ففي حديثه، يُشيد غروندبرغ بجهود الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار والتفاوض بين الأطراف اليمنية، بينما يُغفل بعض الاتهامات الموجهة للأمم المتحدة بالتواطؤ مع بعض الأطراف أو عدم بذل جهود كافية لإنهاء الصراع.
يُمكن تفسير هذا التحيز نحو الأمم المتحدة على أنه رغبة من غروندبرغ في الدفاع عن مؤسسته والحفاظ على مصالحها.
ومع ذلك، قد يُساهم هذا التحيز في إعطاء صورة غير موضوعية عن دور الأمم المتحدة في اليمن، مما قد يُؤثر على ثقة المجتمع الدولي بها.
يُقدم تحليل خطاب المبعوث الأممي للسلام في اليمن، هانس غروندبرغ، صورة عن بعض التحيزات التي ظهرت خلال حديثه.
فالتفاؤل المفرط والتبسيط المفرط والتحيز نحو الأمم المتحدة، هي بعض أشكال التحيزات التي تُثير تساؤلات حول موضوعية وجهة نظره وفعالية جهوده في تحقيق السلام في اليمن و كذلك الانتقاء حيث يركز غروندبرغ على الجوانب الإيجابية للوضع ويتجاهل الجوانب السلبية، مثل استمرار المعاناة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان ، علاوة على أنه
لا يتناول بالتفصيل التحديات التي تواجه عملية السلام، لذلك
لا يقدم غروندبرغ خطة محددة و واضحة لكيفية تحقيق السلام في اليمن.
من المهم قراءة خطابات وبيانات المسؤولين الدوليين بعين نقدية، مع الأخذ بعين الاعتبار تحيزاتهم ومصالحهم، من أجل تكوين صورة شاملة ودقيقة عن الأحداث والوقائع في اليمن .