في فضاء الوطن الحبيب يخيم ليل الحرب وبؤس الإقتصاد على اليمن الكبير عامة وعلى محافظة مأرب كما هو في عامة محافظات الجمهورية للاسف الشديد.
ما الذي جنيناه جميعا على هذا الوطن العزير، وعلى هذا الشعب النبيل، من مأساة الحرب التي جرتنا إليها جميعا المليشيات الحوثية المتمردة، وانقلابها المدمر، وتجربتها البائسة في تجريف الدولة وملشنة البلد؟ وما الذي جعلنا في الجانب الآخر نزيد الطين بلة فنضاعف من الكارثة الحوثية بتقليدها أحياناً وبالاخفاقات والأنانيات أحياناً أخرى؟ .. هل هي لعنة أصابت الجميع؟ لا أدري كلما أعرفه أن ذاكرة الشعب لا تعرف النسيان وسيقتص لنفسه يوماً، وأن التاريخ لن يرحم أحد مهما أقنع نفسه بأنه برئ من تلك الدماء التي سفكت، ومن هذه المجاعة التي يجري تعميمها على كل أسرة وكل بيت، وكأنها أخر ما تفتقت عنه أذهاننا المشغولة بترتيب الأوضاع الشخصية، وجلب المصالح الحزبية، وتعمبم السلبية والانتهازية في ثقافة الناس في مختلف الفرقاء.
واقع مؤسف، ورؤية منعدمة، ونفق طويل في ليل مظلم، نمشي فيه هائمين على وجيهنا لا نعلم إلى أين، ولا نفكر ماذا بعد، وأمام هذا الواقع البائيس والمخيف الذي يمر به وطننا وشعبنا من أقصاه إلى أدناه نقف حيارى نتلمس الطريق، ونحاول أن نرى بصيص أمل، أو قبس من نور، أو نافذة إلى وطن نراه ينتحر أمامنا ونحن نتفرج، أو نندب حظنا، أو نبكي على الأطلال واللبن المسكوب.
“برّان برس”.. شمعة أشعلها الصديق العزيز “محمد الصالحي” في ليل مأرب والوطن الدامس، ليلتحق ببعض الشموع التي لا زالت تتقد في بلاط صاحبة الجلالة، نتمنى لهذه المؤسسة الفتية الواعدة والقائمين عليها كل التوفيق، ونتطلع إلى أن تساهم شمعتهم في بصيص النور الذي لا زالت تقاتل على جبهته بعض مسؤسسات اعلامية مسؤولة ومهنية محايدة، تحاول أن تعيد تسليط الأضواء على مأساة وطن وشعب ورث تاريخ مجيد، وتراث زاخر، وتجارب رائدة، وهو الان أسير البندقية، ورهين الفساد، وضحية القتلة الذين يتربصون به في كل زاوية وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* عضو مجلس الشورى
عضو البرلمان العربي