برّان برس:
سجلت درجات الحرارة في أغلب المحافظات اليمنية، خلال الأيام الماضية، ارتفاعاً قياسياً، خصوصًا في المناطق الصحراوية والساحلية، حيث بلغت 44 درجة، في ظل توقعات بارتفاعها أكثر.
وحذر المركز الوطني في نشرته التحذيرية، اطلع عليها “برّان برس”، من استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الساعة القادمة في المناطق الصحراوية والساحلية في البلاد، متوقعًا أجواء حارة إلى شديدة الحرارة تتراوح درجات الحرارة العظمى بين (38 - 44) درجة مئوية.
وتوقع المركز أجواء صحوة وجافة في المناطق الصحراوية، شديدة الحرارة تتراوح درجات الحرارة العظمى بين (38 - 44) درجة مئوية، وفي المناطق الساحلية ستتراوح درجات الحرارة العظمى بين (38 - 40) درجة مئوية.
الصحفي المختص في شؤون المناخ والفلك، علي العقيلي، أرجع أسباب الارتفاع “القياسي” لدرجات الحرارة في اليمن خصوصاً في المناطق الصحراوية والساحلية، إلى “النشاط الرعدي المحدود للأمطار في مناطق معينة وخلال فترات قصيرة جداً”.
ويقول “العقيلي”، في حديث لـ“برّان برس”، إن “الأمطار المحدودة والضئيلة على المناطق الجبلية في اليمن، تسببت في ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الصحراوية نتيجة جفاف الاجواء في المناطق الصحراوية، بالإضافة لسيطرة التيارات الشمالية الجافة والمرتفعات الجوية”.
وأشار إلى أن “حرارة الشمس تسهم أيضًا في زيادة احترار البحار والمحيطات وعملية تبخر المياه مما يرفع درجة الحرارة في المناطق الساحلية والمنخفضة”.
ويضيف: “من المعروف أن موسم الأمطار في اليمن في فصل الصيف، وفي حال كانت عملية التبخر مرتفعة في البحار والمحيطات نتيجة ارتفاع حرارة الشمس، تسهم في تشكل السحب المرتفعة الغير ممطرة”.
وأردف: “وإذا كانت الأمطار ضئيلة أو محدودة في اليمن نتيجة نشاط التيارات الشمالية الجافة القادمة من صحراء الربع الخالي وسيطرة المرتفعات الجوية على الأجواء فإن ذلك يسهم في جفاف الأجواء وارتفاع درجات الحرارة في اليمن”.
ولفت إلى أن “السحب الخفيفة والرقيقة والمرتفعة تسهم في رفع درجات الحرارة كونها تسمح بعبور أشعة الشمس وتحبس الحرارة تحتها وهي بمثابة استخدام الغطاء أو الدفاء في فصل الصيف أو الملابس الثقيلة”.
وبشكل عام، فإن من أسباب ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الارض، يقول “العقيلي”، إنها “نتيجة ظاهرة النينو التي تشكلت في المحيط الهادي العام 2023، ولا زالت مستمرة، ورغم انحسار ذروتها إلا أن تأثيراتها لا تزال عالية".
وبحسب “العقيلي” فإن ظاهرة النينو هي “ظاهرة طبيعية دورية تحدث كل 4 أو 8 سنوات، وتستمر لعام أو عامين، وحدثت عامي 2015 و 2016، إلا أنها هذه المرة هي الأقوى وسجلت درجات حرارة قياسية لم يتم تسجيلها منذ البدء بحفظ سجلات درجات الحرارة في العام 1850م".
“وظاهرة النينو تأتي نتيجة زيادة نشاط الرياح التجارية على امتداد خط الاستواء في المحيط الهادي والت التي تهب من المحيط الهادي باتجاه السواحل التجارية الجنوبية لآسيا فيعمل ذلك النشاط على دفع الحرارة المخزنة في المحيط إلى الغلاف الجوي"، بحسب العقيلي.
وقال: “أيضًا قد تسهم العاصفة الشمسية الشديدة التي وصلت انبعاثاتها إلى الارض 10 مايو/أيار الجاري، في رفع درجات الحرارة في الارض، وهي العاصفة الاقوى منذ العام 2003م، إضافة إلى الشمس حالياً تقترب اكمال ذروة نشاطها الدوري الذي يتكرر كل 11 عام”.