بران برس- وحدة الرصد:
قال رئيس مؤسسة برّان الإعلامية “محمد الصالحي”، الأحد 26 مايو/ أيار 2024، إن جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب، حولت الجغرافيا اليمنية الخاضعة لسيطرتها إلى ”سجن كبير” تمارس فيه “صنوف التعذيب الجسدي والنفسي” بحق اليمنيين.
واتهم “الصالحي”، خلال مقابلة مع فضائية “العربية”، جماعة الحوثي بمحاصرة السكان في الداخل بإغلاقها الطرقات التي تؤدي من/إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال إنها لا تفتح المنافذ أمامهم للخروج أو الدخول إلا يومان في الأسبوع بعد وقوف مئات المركبات ومئات المسافرين في طوابير طويلة أمام تلك المنافذ. مضيفًا أنها تمنع حتى حالات المرض الطارئة.
وكنموذج على هذا، قال “الصالحي” إن الجماعة تغلق الطرق المؤدية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب مأرب، وتتحكم بالسكان من خلال منفذ واحد يسمى “حرة”. مضيفًا أن السكان أطلقوا عليه تسمية “معبر رفح” في إشارة إلى معاناة أبناء غزة جراء القيود الإسرائيلية في معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأضاف أن القيود الحوثية في معبر “حرة” جنوب مأرب، تسببت في وفاة فتاة، كان والدها يحاول إسعافها ومنعه الحوثيون من العبور لعدم حصولها على تصريح.
ووفق “الصالحي” فإن المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا يستطيع مغادرة قريته إلا بتصريح من الجماعة، ويحتاج إلى أسبوع ليتلقى الرد بالسماح أو الرفض. فيما يتطلب التصريح معرفة الجماعة بسبب الخروج، وأين يذهب، ومدة إقامته، ومع من ومتى العودة، إضافة إلى تقديم ضمين مقيم داخل مناطق سيطرتها لضمان عودته في الوقت المحدد.
وقال إن هذه الإجراءات لم يشهدها اليمن من قبل، ولا يشهدها أي بلد في العالم، وحتى لم تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين.
وأضاف أن جماعة الحوثي لا تتعامل مع اليمنيين بل تحول أرضهم إلى مستعمرة جديدة ومستوطنة جديدة. مضيفاً أن الجماعة أنشأت سجونًا جديدة في تلك المناطق، وتقوم باعتقال واختطاف أبناء القبائل وتغييبهم داخلها.
وإضافة إلى ذلك، قال “الصالحي” إن الحوثيين في هذه المنافذ يقومون بنهب المواد والسلع الغذائية الخاصة بالمواطنين القادمة من خارج مناطق سيطرتها بحجة أنها سلع أمريكية أو قادمة من الشرعية.
والأخطر وفق “الصالحي“، هو عمليات التهجير التي تقوم بها جماعة الحوثي بحق السكان واحتلال منازلهم، بما فيها أهالي مديرية الجوبة جنوب مأرب، الذين قال إن هجرتهم وقامت بإحلال أتباعها في منازلهم بعد أن استقدمتهم من عدة محافظات.
وتحدث عن عملية تغيير ديموغرافي تمارسها جماعة الحوثي في مديرية الجوبة، بعد أن هجرت 95% من سكان المديرية. واعتبر هذه “أكبر نسبة تهجير في الجمهورية”. وقال إن الجماعة أسكنت في منازلهم عناصرها الذين استقدمتهم من صعدة وحجة ومناطق أخرى.
وإلى ذلك، لفت “الصالحي” إلى الجرائم والانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثية حاليًا بحق أهالي مديرية نهم شرق صنعاء. وقال إن هذا يكشف جزء من المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها السكان في تلك المناطق.
وقال إن السكان الذين تمكنوا من الخروج من تلك الجغرافيا كشفوا عن معاناة غير عادية يعيشونها في أرضهم الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي على مختلف الأصعدة بما في ذلك الثقافية والدينية.
وبحسب “الصالحي” فإن ما يحدث في جغرافيا سيطرة جماعة الحوثي مغيب كلياً عن الاعلام نتيجة القمع الذي تمارسه الجماعة بحق الصحفيين والنشطاء والقيود التي تفرضها على عمل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.