برّان برس- وحدة التقارير:
بعد أكثر من 100 يوم من “الرفض والهروب والمراوغة”، أعلنت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب “استجابة جزئية” لمبادرة فتح الطرق، بفعل الضغوط المجتمعية التي أعقبت مبادرة عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، بفتح كافة الطرقات التي تربط مأرب بصنعاء.
وظهر اليوم الثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2024، وصلت قافلة المسافرين القادمين من محافظتي صنعاء والبيضاء لتنفيذ مبادرة اللواء سلطان العرادة، بفتح الطرق، بعد اجتيازهم للحواجز الأمنية الحوثية شمال البيضاء، والتي انتظروا فيها 6 أيام للحصول على موافقة الحوثيين بمرورهم، وفق مصادر محلية تحدثت لـ"بران برس".
وتعليقًا على هذه التطورات، اعتبر عضو مجلس الشورى اليمني، رئيس لجنة الحقوق في البرلمان العربي الشيخ علوي الباشا بن زبع، “فتح طريق البيضاء خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح وحق للشعب اليمني“. إلا أنه انتقد رفض الحوثيين “فتح طريق صنعاء نهم مأرب”، والتي قال إنها “أسهل للمواطنين، وأقرب“.
وفي تعليق نشره على منصة “إكس”، وأرسله لـ“برّان برس”، اعتبر “الباشا” تهرب الحوثيين من فتح طريق فرضة نهم “دليل على إصرارهم على استمرار معاناة المواطنين والإنتقاء المصحوب بمزايدات وحسابات صغيرة“.
ودعا الشيخ “بن زبع”، إلى فتح طريق (مأرب- نهم - صنعاء) كونها الأقرب والأسهل للمواطنين، واعتبر فتحها “مقياس الجدية والانسانية”.
وأورد السياسي اليمني، مقارنة بين الطريقين، (طريق نهم وطريق البيضاء)، قائلاً إن “طريق (صنعاء- البيضاء- مأرب) تبلغ مسافتها 525 كم، ومع وعورة الطريق يقطعها المسافر خلال 9 إلى 10 ساعات”، ومع هذا قال إن فتحها “مهم للمارة بأي حال” .
فيما تبلغ مسافة طريق (صنعاء- نهم- مارب)- وفق الباشا- 173 كم، وكون الخط أسفلتي كامل يقطعها المسافر بين من ساعتين إلى ساعتين ونصف. وقال إن “فتحها أهم”.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والباحث همدان العليي، في تصريح لـ“بران برس”: “بلا شك الحوثي لا يستطيع أن يصمد أمام مطالبات الناس المستمرة بحقوقهم سواء كانت متعلقة بالطرقات أو أي مطالبات أخرى”.
واعتبر “العليي” هذه المبادرات المجتمعية للمطالبة بالحقوق “مهمة جداً”، مؤكداً أهمية “الاستمرارية وتكتل الجهود حتى لا تكون منفردة”.
وقال إنه “لا يمكن الاعتماد بشكل مطلق على الأطراف اليمنية الأخرى التي كانت وما تزال تقوم بدورها لرفع المعاناة عن اليمنيين الموجودين في مناطق سيطرة هذه العصابة”.
ولفت “العليي” إلى أن محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة، “أعلن سابقًا كثر من مرة عن استعداده لمد شبكة الكهرباء وخدمة الكهرباء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن الحوثيين تخلفوا”.
وهذه المرة، قال “العليي” إنه “قبل حوالي 4 أشهر، بادرت السلطة المحلية بمحافظة مأرب بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي الشيخ سلطان العرادة، بفتح الطرقات من جانبها، ورفضت هذه العصابة، ولولا المطالبات المجتمعية لما خضع الحوثي بشكل جزئي”.
وأكد على “ضرورة الضغوط المجتمعية”. وقال إنه “لا يمكن حصول الناس على حقوقهم ما لم يكون هناك ضغوط مجتمعية مسؤولة؛ يمكن من خلالها إجبار هذه العصابة على تسليم حقوق الناس؛ سواء كانت مرتبات أو الكهرباء أو الصحة أو الطرقات وغيرها”.
بدوره، قال رئيس منظمة مسارات المصالحة والسلام، أحمد العباب، لـ“بران برس”، إن “كافة الطرقات من جانب مأرب مفتوحة من إعلان عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، في فبراير/شباط الماضي".
واعتبر “العباب”، استجابة الحوثيين “الجزئية“ بفتح طريق البيضاء “جاءت نتيجة الضغط المجتمعي الذي حصل بعد مبادرة العرادة“، متهمًا الحوثيين بـ“التهرب من فتح الطريق الرئيس (مأرب- نهم- صنعاء)”.
وأكد هو الآخر، أن “طريق نهم هو الأسهل والأقرب، والحركة عبره تمر بسهولة ويسر، بما فيها حركة الشاحنات التجارية"، مطالبًا الحوثيين بفتح كافة الطرقات الرئيسية في مختلف المحافظات “دون قيد أو شرط، باعتبارها حق إنساني أصيل”.
وأضاف “العباب” في حديثه لـ“بران برس”، أنه “لا مخرج أمام جماعة الحوثي سوى فتح الطرق الرئيسية أمام المواطنين ورفع المعاناة عنهم”، مجددًا التأكيد على أن “مأرب فتحت جميع الطرق منذ ثلاثة أشهر ونصف”.
وفي 22 فبراير/شباط الماضي، أعلن اللواء سلطان العرادة فتح طريق (مأرب نهم صنعاء) وبقية الطرق، وقال حينها إن المبادرة هدفها إنساني لتخفيف معاناة المسافرين في الطرق الصحراوية. مطالبًا الحوثيين بفتح الطريق من جانبهم وإبعاد الطريق كحق إنساني عن بقية الملفات.
وحظيت “مبادرة العرادة“ بترحيب شعبي واسع في مختلف أرجاء اليمن، حتى من مؤيدين لجماعة الحوثي. إلا أن الحوثيين تلكأوا وراوغوا بإعلان رفضهم فتح طريق نهم والمناورة بطريق صرواح صنعاء.
وقوبلت مراوغات الحوثيين باستنكار شعبي واسع كون الطريق التي ذهبوا لفتحها ذات تضاريس وعرة وخطرة ولا تصلح لحركة الشاحنات وباصات النقل.
وتطورّت حالة الاستنكار الشعبي إلى لجان مجتمعية مارست ضغوطًا مستمرة على الحوثيين للاستجابة لمبادرة اللواء العرادة.
ولمحاولة امتصاص الغضب الشعبي، أعلن الحوثيون في 10 مايو/أيار الماضي، فتح طريق (مأرب الجوبة البيضاء). ورداً على ذلك، أكدت سلطات مأرب في اليوم التالي (11 مايو/أيار) أن هذه الطريق مفتوحة فعلا منذ مبادرة العرادة.
رغم إعلان الحوثيين فتح طريق البيضاء، إلا أنهم لم يسمحوا للمسافرين بالمرور منها، وحصل “بران برس” على معلومات وتسجيلات مصورة تظهر منع الحواجز الحوثية جنوب مأرب المواطنين من العبور عبرها خلافًا للإعلان.
وفي 14 مايو/أيار الماضي، جددت السلطات المحلية بمأرب تأكيد جاهزية نقطة “الفلج” لتسهيل عبور المسافرين منذ 3 أشهر بموجب مبادرة العرادة فتح الطرق من جانب واحد. واطلع وكيل المحافظة عبدربه مفتاح، وقادت الأجهزة الأمنية في زيارة ميدانية على مستوى التجهيزات والترتيبات اللازمة في النقطة لتسهيل عبور المواطنين.
وفي 1 يونيو/حزيران الجاري، انطلقت مبادرة شعبية لفتح طريق (مأرب- البيضاء) وتوافد إليها نشطاء من البيضاء وذمار وإب وصنعاء للضغط على الحوثيين لفتح الطريق فعليًا بموجب إعلانهم عقب مبادرة العرادة.
وتحت ضغط المواقف الشعبية والمساندة المجتمعية، لم يجد الحوثيون مهرباً، فطلبوا مهلة لتدارس الأمر.
والثلاثاء 4 يونيو/حزيران، أعلنت جماعة الحوثي استكمال الإجراءات العسكرية والأمنية لفتح طريق البيضاء بعد أكثر من 3 شهور على المبادرة التي أعلنها العرادة من جانب واحد.