برّان برس:
قالت وكالة “أسوشيتد برس”، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2024م، إن حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور" قد تكون واحدة من أقدم حاملات الطائرات في البحرية الأميركية، لكنها لا تزال قادرة على القتال على الرغم مما وصفتها بـ“الادعاءات الكاذبة المتكررة” من قبل جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.
وطبقًا للوكالة الأمريكية، زعم الحوثيون والحسابات الداعمة لهم على الإنترنت مرارا أنهم ضربوا، أو حتى أغرقوا، حاملة الطائرات في البحر الأحمر، التي تقود الرد الأميركي على هجماتهم المستمرة التي تستهدف السفن التجارية والسفن الحربية في الممر المائي الحيوي.
وهذا ما أبرز قائدها، القبطان كريستوفر "تشوداه" هيل، وتفاصيل شخصية عنه على وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة، فيما أصبح محل اهتمام على نحو متزايد على الإنترنت مع استمرار الحملة، بحسب الوكالة.
وأضافت في تقرير نشرته، اليوم، أن ذلك يمثل المستوى الجديد من حرب المعلومات التي يتعين على البحرية خوضها، وهي تواجه أعنف معاركها منذ الحرب العالمية الثانية، وتحاول الحفاظ على معنويات ما يقرب من 5 آلاف فرد على متن السفينة أيزنهاور، والذخائر جاهزة، مع امتداد انتشارها.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن “هيل” قوله خلال زيارة قامت بها الوكالة إلى حاملة الطائرات: "زُعم أنه تم إغراقنا مرتين أو ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية (في معلومات مضللة)، وهو ما لم يحدث... إنه أمر كوميدي تقريبا في هذه المرحلة. ربما يحاولون إلهام أنفسهم من خلال المعلومات المضللة، لكن هذا لا ينجح معنا".
وتمثل زيارة اثنين من صحفيي "أسوشيتد برس"، وآخرين، إلى “أيزنهاور” جزءا من الجهود التي أطلقتها البحرية لمحاولة مواجهة مزاعم الحوثيين بشأن الهجمات.
وأثناء وجودهما على متن السفينة لمدة يوم ونصف اليوم تقريبا، قام الصحفيان، برفقة البحارة، بجولة عبر طول السفينة التي تعمل بالطاقة النووية، ويبلغ طولها 1092 قدما (332 مترا).
وحلق صحفيا "أسوشييتد برس" بشكل متكرر حول أيزنهاور من الجو على متن طائرة مروحية من طراز سيهوك. ولم يظهر على السطح العملاق أي أضرار ناجمة عن انفجار أو ثقوب وفجوات، فقط رائحة وقود الطائرات، وبرك المياه الملوثة بالزيت، وضجيج المحركات قبل أن تحلق طائراتها المقاتلة من طراز اف/ايه 18.
وقالت الوكالة: “النصف الآخر من جهود حرب المعلومات كان من نصيب “هيل” نفسه، وهو أميركي من كوينسي في ماساتشوستس، ففي حين أن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، استخدم اسم الناقلة في خطاباته بينما كان يطلق ادعاءات كاذبة عنها، فقد قدم هيل رسائل إيجابية بلا انقطاع عبر الإنترنت عن البحارة الموجودين على متنها".
وبعد “ادعاء زائف” للحوثيين، رد “هيل” بنشر صور لفائف القرفة والكعك في المخبز الموجود على متن أيزنهاور، في ضربة خفية لهذه الادعاءات.
وقال “هيل”: “كان الهدف الأساسي من ذلك التواصل مع العائلات وتقريبهم من السفينة.. لذلك، إذا كان بإمكاني نشر صور الأبناء والبنات، والأزواج والزوجات هنا، أو حتى الآباء والأمهات، ونشرها، فهذا يجعل العائلة أقرب إلينا".
وأضاف: "هذه شبكة الدعم لدينا. لكنها أيضا تقوم بدور آخر لأن الجميع كانوا يراقبوننا ليروا ما نفعله".
وبقدر ما تراقب قوات جماعة الحوثي منشوراته، يستمتع “هيل” بشكل خاص بالكتابة عن "تاكو الثلاثاء" أو تناول شطائر التاكو على متن السفينة، تقول الوكالة الأمريكية.
وقال القبطان "سوف نحتفل بـ"ثلاثاء التاكو" لأنه اليوم المفضل لدي في الأسبوع. هذا لن ينتهي أبدا"، مضيفا: "إذا كنت تسمي ذلك حملة حرب معلومات، فيمكنك فعل ذلك. إنها مجرد ما أنا عليه، كما تعلمون، في نهاية اليوم".
ووفق “أسوشيتد برس”، قامت السفينة أيزنهاور والسفن المتحالفة معها بزيارة ميناء خلال فترة التناوب، التي استمرت ثمانية أشهر حتى الآن، إلى اليونان، وكان أحد البحارة، اللفتنانت جوزيف هيرل من رالي بولاية نورث كارولينا، يرتدي رقعة كتب عليها "اذهبوا إلى البحرية، اهزموا الحوثيين".
وقال هيرل: "إن الضغط اليومي الناتج عن معرفة أننا نتعرض لإطلاق النار يعطي بالتأكيد واقعية للتجربة بأكملها بأن هذا ليس انتشارًا عاديا".
وفي الوقت نفسه، تظل الذخائر أيضا مصدرا للقلق.
وقال وزير البحرية كارلوس ديل تورو للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في مايو إن البحرية أنفقت ما لا يقل عن مليار دولار على الأسلحة للقتال في البحر الأحمر.
واعترف كل قائد على متن السفينة "أيزنهاور" تحدثت إليه "أسوشيتد برس" بأن البحرية تحاول استخدام السلاح المناسب ضد الحوثيين، الذين جعلتهم حربهم غير المتكافئة يستخدمون ذخائر أرخص بكثير.
وحاليا، تواصل حاملة الطائرات أيزنهاور دورياتها جنبا إلى جنب مع حاملة الطائرات فلبين سي، وطراد ومدمرتين، هما غرافلي وميسون.
ويقول هيل إن بحارته ما زالوا مستعدين للقتال، وسيظلوا مستعدين لمواصلة عملهم.
ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي، تشن جماعة الحوثي هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، أدت إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيس لإسرائيل، تحالفًا متعدد الجنسيات، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.
المصدر: موقع قناة الحرة