برّان برس:
قال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024م، إن إغراق ناقلة يونانية بعد استهدافها بزورق مسير أطلقته جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، الأسبوع الماضي، أدى إلى زيادة المخاطر بمضيق باب المندب ورفعها إلى "مستوى جديد"، الأمر الذي تسبب في ارتفاع تكلفة التأمين.
وقبل أسبوع، أصيبت السفينة التجارية "توتور" التي تملكها شركة يونانية بأضرار أثناء إبحارها في البحر الأحمر، وذلك بعد هجوم شنته الجماعة المصنفة إرهابيا باستخدام زورق مسيّر قبالة السواحل اليمنية، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة آخرين، ما أدى إلى غرقها.
ارتفاع تكلفة التأمين"
وبحسب "بلومبيرغ"، ارتفعت أسعار التغطية التأمينية لعبور السفن في البحر الأحمر كنسبة مئوية من قيمة السفينة نتيجة الهجوم الأخير إلى حوالي 0.6 بالمئة من مستوى كان يتراوح بين 0.3 و0.4 بالمئة.
وهذا يعني، وفقًا لشخصين فاعلين في السوق تحدثا للوكالة، أن السفينة التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار سيتعين عليها دفع 300 ألف دولار مقابل رحلة مرور واحدة، ومع ذلك، فإن هذا المعدل أقل قليلا من الذروة التي وصل إليها خلال وقت سابق من هذا العام عندما تصاعدت الهجمات.
ولا تدفع جميع السفن أقساط التأمين المرتفعة، إذ نقلت "بلومبيرغ" عن بعض الأشخاص الفاعلين في السوق، قولهم إن السفن الصينية لا تزال تحصل على خصم كبير، "على الأرجح لأنها أقل عرضة للاستهداف المتعمد حتى الآن".
ووفق الوكالة، فإن ما يقرب من 9 بالمئة من التجارة العالمية المنقولة بحرا مر عبر باب المندب العام الماضي، غير أنه من المتوقع أن ينخفض هذا الرقم في عام 2024.
وقالت 14 مجموعة تجارية للشحن في بيان الأربعاء إن "هذا وضع غير مقبول، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن. لقد سمعنا الإدانة ونقدر كلمات الدعم، لكننا نسعى بشكل عاجل إلى اتخاذ إجراءات لوقف الهجمات غير القانونية على هؤلاء العمال وهذه الصناعة الحيوية".
وكانت سفينة "توتور"، حديثة للغاية، إذ تم بناؤها في أواخر عام 2022، وهي قادرة على نقل حوالي 80 ألف طن من الفحم، وتقدر قيمتها بحوالي 37.5 مليون دولار في حال كانت جديدة، وفقا لبيانات من شركة "كلاركسون" المزودة لخدمات الشحن.
ولم تكن "توتور"، السفينة الوحيدة ذات القيمة التي أغرقت، حيث تعرضت السفينة "روبيمار" التي تم بناؤها عام 1997، للغرق في مارس الماضي، بعد هجوم شنه الحوثيون خلال حملتهم الحالية.
ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي، تشن جماعة الحوثي هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، أدت إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيس لإسرائيل، تحالفًا متعدد الجنسيات، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.