بران برس- خاص:
قال رئيس منظمة “حماية” للتوجه المدني، الدكتور علي التام، إن جماعة الحوثي المصنّفة عالميًا على قوائم الإرهاب، “ترسل معظم الأطفال الذين تلحقهم بالمراكز الصيفية إلى جبهات القتال”.
وفي الجبهات، أوضح “التام” في تصريح لـ“بران برس” إن الأطفال يتعرضون “للقتل أو الاصابة، أو الأمراض النفسية نتيجة الخوف أو تعرضهم للاستغلال الجسدي، سواءً كانوا في الخطوط الأمامية أو العمليات اللوجستية”.
وتحدث عن “انتهاكات كبيرة يتعرض لها هؤلاء الأطفال، و لا يرغب الطفل وأسرته الإفصاح عنها حفاظاً على السمعة، ومن باب حفظ الكرامة؛ رغم أن الطفل فقد كرامته منذ أن فارق أسرته، وبات بيد جماعة بلا أخلاق، لا يردعها قانون ولا قيم”.
واعتبر “التام” في حديثه لـ“بران برس”، تعرض الأطفال للأفكار المتطرفة “انتهاك بحد ذاته”، موضحاً أن هذا “يسلبهم طفولتهم، ويجعلهم يعيشون أعماراً غير أعمارهم، ويولد لديهم الرغبة في ممارسة العنف”. وقال إن هذا الأمر “يسهل لجماعة الحوثي تجنيدهم والزج بهم إلى جبهات القتال”.
واتهم الحقوقي التام، اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، بالتقصير في واجبها تجاه ما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات جسيمة في جغرافيا سيطرة جماعة الحوثي، باعتبارها الجهة المعنية بإعداد ملف تجنيد الأطفال، وأيضاً المؤسسة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان، والرفع به إلى الجهات المعنية الدولية.
وقال إن اللجنة “لم تقدم ملفات الادعاء إلى القضاء على المستوى المحلي والمستوى الدولي، لمحاكمة المنتهكين كأفراد من هذه الجماعة المسلحة”.
وعن الأطفال في المجتمعات اليمنية ذات التركيبة القبلية كمناطق جنوب محافظة مأرب، قال “التام”، إن الجماعة “تفرض مثل تلك الافكار المسمومة داخل المناهج ومن خلال وسائل واساليب مختلفة”، مؤكدًا أن هؤلاء الأطفال سيتأثرون بها بشكل أو بآخر”.
وهذا يعني، وفق التام، أن “هناك مشكلة قادمة في هذه المناطق قد تكمن في حالة عدم استقرار حتى وإن تم تحرير تلك المناطق”. معتبراً تلك الأفكار التي يتم غرسها في عقول الأطفال أساس لحالة عدم استقرار دائم.
وقال الحقوقي “التام” إن “الأطفال هم جيل المستقبل، وتغذيتهم بالأفكار المسمومة لن يكون هناك مستقبل آمن سواء جنوب محافظة مأرب أو غيرها من المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي”.
ورغم هذا، قال إن هناك حالة رفض مجتمعي وعدم استسلام لتلك الأفكار في مناطق جنوب مارب ومعظم المجتمعات اليمنية كون تركيبتها الاجتماعية تركيبة قبلية لا تقبل أبداً بالطائفية وغير حاضنة للثقافة الطائفية وثقافة العنف والعنصريةˮ.
وانتقد رئيس منظمة “حماية” للتوجه المدني، غياب الضغط الدولي على جماعة الحوثي لوقف انتهاكاتها بحق الأطفال، واستغلالها للمنظمات العاملة في مناطق سيطرتها واستمرارها في زراعة الألغام ورفضها تسليم الخرائط.