محمد قحطان هو أحد القادة البارزين في حزب الإصلاح اليمني وكان عضواً في مؤتمر الحوار الوطني اليمني. اختُطف من قبل الحوثيين في أبريل 2015، ومنذ ذلك الحين، تزايدت الدعوات لإطلاق سراحه، خصوصاً مع تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن وتصاعد الضغوط الدولية. تم اعتقال محمد قحطان من قبل الحوثيين ضمن حملة واسعة ضد المعارضين السياسيين والنشطاء.
يُعتبر قحطان شخصية سياسية بارزة في اليمن، وله دور محوري في السياسة الوطنية والإصلاحية. الحوثيون اعتقلوه كجزء من استراتيجية تهدف إلى قمع المعارضة وضمان السيطرة الكاملة على المناطق الخاضعة لسيطرتهم. منذ اعتقاله، قوبلت مطالب إطلاق سراح محمد قحطان بممطالة شديدة من قبل الحوثيين. تتمثل المماطلة في غياب المعلومات الدقيقة فالحوثيون وبعد مايقارب من عشر سنوات على الاختطاف والاعتقال لم يقدموا أي معلومات واضحة حول حالة قحطان الصحية أو مكان احتجازه. هذا الغموض يزيد من القلق حول سلامته ويعقد الجهود المبذولة لإطلاق سراحه. وأيضاً في بعض الأحيان، قدم الحوثيون شروطاً معقدة لإطلاق سراح قحطان، مثل تبادل الأسرى أو الحصول على تنازلات سياسية كبيرة من الحكومة اليمنية أو التحالف العربي. بالإضافة إلى استغلال الحوثيين مفاوضات السلام المختلفة لتأخير إطلاق سراح قحطان، مستخدمة إياه كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية. فإن احتجاز قحطان يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لإضعاف حزب الإصلاح وغيره من الأطراف المعارضة للحوثيين، من خلال استهداف قياداتهم والضغط عليهم.
وأيضاً قد تكون هناك فصائل متشددة داخل الحوثيين ترفض الإفراج عن قحطان خشية أن يُفسر ذلك كتنازل، مما قد يؤثر على تماسك الجماعة ويعزز من موقف الفصائل المتشددة. إن استمرار احتجاز محمد قحطان له تداعيات إنسانية كبيرة على عائلته التي تعاني من غياب المعلومات عنه وخوفها على سلامته. كما أن ذلك يخلق جواً من عدم الثقة في المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية، مما يعقد فرص الوصول إلى حل سلمي للأزمة. بالإضافة إلى استمرار احتجاز قحطان يسهم في تصعيد التوترات بين الحوثيين وحزب الإصلاح، مما يعرقل جهود تحقيق السلام والتسوية السياسية في اليمن.
أيضاً احتجاز قحطان يعكس حالة حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تتعرض العديد من الشخصيات المعارضة للاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعزز مناخ الخوف والقمع. واجه الحوثيون ضغوطاً دولية متزايدة لإطلاق سراح قحطان وجميع الأسرى السياسيين. المنظمات الدولية والعديد من الدول دعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه، مؤكدة على أن اعتقاله يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. فهناك مطالبات مستمرة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية بالإفراج عن محمد قحطان، معتبرة احتجازه انتهاكاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. أيضاً يلعب التحالف العربي بقيادة السعودية دوراً في الضغط على الحوثيين للإفراج عن قحطان، ولكن حتى الآن لم تحقق هذه الضغوط النتائج المرجوة.
إن مماطلة الحوثيين في تسليم محمد قحطان تعكس تعقيدات الصراع والأزمة اليمنية، والتحديات الكبيرة التي يواجهها اليمن في مسار تحقيق السلام والاستقرار، حيث تُستخدم قضايا حقوق الإنسان والأسرى كورقة مساومة في الصراعات السياسية. من الضروري أن تستمر الجهود المحلية والدولية للضغط على الحوثيين للإفراج عن قحطان وغيره من المعتقلين السياسيين، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في اليمن. ان استمرار الضغط الدولي والجهود الدبلوماسية قد يكونان السبيل الوحيد لإطلاق سراح قحطان وتحقيق بعض التقدم نحو إنهاء الصراع في اليمن.