برّان برس:
أفاد مرصد الصراع والبيئة البريطاني، برصد بقعة نفطية في البحر الأحمر تمتد على 220 كلم قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد هجوم شنّته الحوثيون الاثنين على ناقلة نفط.
وقال المرصد، وهو منظمة غير حكومية يراقب التأثير البيئي للنزاعات، إن “صورًا التقطتها أقمار صناعية لوكالة الفضاء الأوروبية أظهرت البقعة الثلاثاء قرب موقع هجوم الحوثيين على سفينة “خيوس ليون” CHIOS Lion”.
وأوضح المرصد، في تدوينة على منصة “إكس”، رصدها “برّان برس”، أن البقعة الظاهرة والتي تمتدّ على 220 كلم، تشير إلى أن “السفينة المتضررة تسرّب النفط”.
وتعرّضت ناقلة النفط “خيوس ليون” التي ترفع علم ليبيريا لهجوم تبنّته جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، وذلك على بُعد 97 ميلًا بحريًا نحو شمال غرب مدينة الحُديدة الساحلية (جنوبي غرب اليمن)، وفق هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية “بو كاي أم تي أو”.
وقالت الهيئة، التي تديرها القوات الملكية البريطانية، الاثنين إن زورقًا مسيّرًا “اصطدم” بالسفينة، ما ألحق بها “أضرارًا طفيفة”.
ووفق مرصد الصراع والبيئة، فإن البقعة النفطية بدأت تظهر على بُعد 106 أميال بحرية نحو شمال غرب الحديدة، وهو موقع يتوافق مع موقع الهجوم على سفينة “خيوس ليون”.
ونشر المرصد صورة، تُظهر ما قال إنه بقعة نفطية في البحر الأحمر قرب محمية جزر فرسان البحرية قبالة سواحل اليمن والسعودية.
والثلاثاء، أعلن “مركز المعلومات البحرية المشتركة” التابع لقوات بحرية متعددة الجنسيات تضمّ الولايات المتحدة ودولًا أوروبية ومقرها البحرين، إن السفينة “خيوس ليون” تحقق في تسرب نفطي محتمل بعد تعرّضها لهجوم الحوثيين.
وفي مارس/ آذار، تسبب هجوم للحوثيين بغرق سفينة ترفع علم بليز وتشغّلها شركة لبنانية، وكانت محمّلة بـ22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي.
وأثارت الحادثة المخاوف من تأثير تسرّب المواد الكيميائية هذه والنفط، على الشعاب المرجانية والحياة البحرية في البحر الأحمر.
وقال فيم زفيننبرغ من منظمة “باكس” الهولندية لبناء السلام، إن “هذه الهجمات المستمرة على العديد من ناقلات النفط والكيماويات والبضائع لا تشكل مخاطر على العاملين في المجال البحري وحركة الشحن بشكل عام فحسب، بل تؤدي إلى تدهور خطير في النظم البيئية في البحر الأحمر”.
وأضاف، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن “الهجمات الحالية تشكل تهديدًا إضافيًا للبيئة والمجتمعات الساحلية في اليمن”.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، تواصل جماعة الحوثي، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وأدت هجمات الجماعة المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن الدولية إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
ولردع الحوثيين، وحماية حركة الملاحة البحرية، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، في ديسمبر/كانون الأول 2023، تحالفًا متعدد الجنسيات، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.
وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير الماضي، نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إن الضربات الغربية ليست ذات جدوى لتحييد الخطر الحوثي على الملاحة، وأن الحل الأنجع هو دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.