بران برس:
اتهم نائب وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الدكتور "علي العباب"، جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب بـ“السعي إلى تفخيخ البلد بالطائفية والعنصرية باستخدام المدارس في هذه المعركة"، آملاً من أولياء الأمور في مناطق سيطرة الجماعة “لفظ مثل هذه المشاريع التدميرية”.
وتحدث "العباب" في مقابلة متلفزة على قناة "اليمن اليوم" في برنامج "على طريق السياسة"، عن خطة شاملة لاحتواء المدارس وإلحاق الطلاب بها في عموم اليمن، بالتعاون مع بعض المنظمات، مستدركا “إلا أن الحوثيين وقفوا ضد ذلك”.
وقال: "هناك اتفاقية كنا نطلب منهم التوقيع عليها وتم الرفض من هذه الجماعة فهي لا ترى جدوى من استمرار العملية التعليمية بالشكل الحالي في هذه المدارس".
وأكد أن الوزارة سعت إلى توقيع اتفاقيات عبر اتفاقية ستوكهولم لصرف رواتب المعلمين، ولكن جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب تنصلت عن هذه الاتفاقية ولم تصرف رواتب المعلمين، حد قوله.
وأشار إلى أن الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء، “سعوا إلى تدمير البنية التحتية للتعليم وحولته إلى قطاع خاص بالسلالة الطائفية، لفرض أنشطتها من خلال المناهج التعليمية، وقامت بالتغيير الجذري لكل ما له صلة بالتعليم، وحولت المدارس في مناطق سيطرتها إلى أوكار تعج بالطائفية والسلالية".
وأردف: "هناك مخاطر على هذا الأمر، نحن اليوم في السنة العاشرة حرب، يعني من درس في الصف الأول في ظل هذه الجماعة هو اليوم في الصف الأول الثانوي، وتبقت عليه سنتان ويخلص الثانوية العامة، وهو متسلح بكل الأفكار السلالية الطائفية التي تبعث روح الكراهية والحقد".
وأضاف أنه "لا يخفى على الجميع ما أحدثته هذه الجماعة في كل قطاعات البلد ومنها قطاع التعليم بشكل خاص، لأنّ لديها هدفاً استراتيجياً في قطاع العملية التعليمية، وبالتالي عيّنت شقيق زعيم جماعة الحوثيين لانتحال صفة وزير للتربية والتعليم لما لهذه الوزارة من أهمية في نظر هذه الجماعة في الفترة المستقبلية، لتطييف الأجيال ومحو ذاكرة اليمنيين".
وفي حديثه أشار “العباب” إلى أن العملية التعليمية “دمُرت وتعاني كثيرًا من مخرجات هزيلة جدًا في الوقت الراهن نتيجة للحرب التي شنتها وتشنها جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب".
وبيّن أنّ “وزارة التربية والتعليم تواجه مشاكل عديدة، خلفها الحوثيون"، لافتاً إلى أن الجماعة الحوثية “تعتبر كارثة حلّت على اليمن، ويحتاج إلى جهود كبيرة للخروج منها".
وعن ما تبذله وزارة التربية التي يشغل نائباً لها، قال العباب، إن "هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل الوزارة لتحسين جودة التعليم، وتطمح الوزارة ممثلة بالوزير طارق العكبري، إلى أن تكون مخرجاتها ذات جودة عالية".
وذكر أن هناك نقاشات مستمرة في موضوع تجويد وتحسين وتطوير العملية التعليمية، وجرت العديد من الاتفاقيات مع عدد من المنظمات بهذا الخصوص، منوها إلى أن وزارة التربية من القطاعات المنهكة نتيجة الحرب، والبلد بشكل كامل بلد يمر بأزمة مالية خانقة.
وتابع: "نحن لا نصدر أي من منتجاتنا ومنها النفط الذي يمثل 70% من موازنة الدولة لهذا لا تجد موازنات للوزارات للقيام بمهامها"، مبيّناً أنّ هناك جهوداً ذاتية من وزارة التربية والتعليم ومن الحكومة للقيام بمهامها، وأنّ الوزارة وجهت المنظمات الدولية للقيام بدورها في زمن الحرب، ووجهتها لتقوم بدور ببناء المشاريع وتو فير المستلزمات.
وفي هذا السياق قال، إن "الوزارة وقعت اتفاقية شراكة قبل شهر تقريبًا، ووقعت اتفاقية قبل سنتين لصلاحية التعليم والتعلم، وستوقع بعد أشهر اتفاقية الخطة القطاعية من 2024 إلى 2030 بموازنة تقريبية 133مليون دولار، وأنه سيكون دعم التربية والتعليم كخطة أولى لتقوم بدورها بإنعاش العملية التعليمية من وضعها المتردي".
وأفاد نائب وزير التربية والتعليم، "أنّه رغم كل المشكلات التي تمر بها البلاد، وفي ظل الحرب، إلا أنّ الوزارة استطاعت توفير رواتب المعلمين، وكذا تعاملت مع المنظمات الدولية ومخاطبتها والجلوس معها لتوفير حافز للمعلمين سواء في مناطق الشرعية أو في مناطق الحوثي المنقطعة رواتبهم".
وقال: "كما نتعامل مع منظمة رعاية الأطفال والغذاء العالمي في توفير وجبات غذائية في مدارسنا في الداخل كخلق بيئة مناسبة أو جاذبة لأبنائنا الطلاب داخل هذه المدارس، وأيضًا في توسعة المدارس وترميمها، واتفاقية استعادة التعليم والتعلم مع البنك الدولي، ونحاول السعي بكل جهدنا لتوفير بيئة مدرسية جاذبة للطلاب لعدم التسرب من هذه المدارس".