برّان برس - خاص:
أفادت مصادر قبلية، الأحد 28 يوليو/تموز 2024، بنجاح وساطة قبلية في إبرام صلح لمدة 6 أشهر بين قبيلتي آل "فجيح" وآل "راشد منيف" المنتميتان لقبائل "عبيدة" بمحافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، والاتفاق على أمناء شرعيين لحل القضية التي طرأت بين القبيلتين على أرض متنازع عليها منتصف العام الماضي شرقي المحافظة.
وقالت المصادر لـ"بران برس" إن وساطة قبلية نجحت، مساء اليوم، في إبرام اتفاق بين قبيلتي “آل راشد منيف” و“آل فجيح”، يفضي إلى صلح بين القبيلتين مدته 6 أشهر من تاريخ اليوم، والاتفاق على الأمناء الشرعيين، الشيخ "الحسن السليماني" والشيخ "عبدالله البازلي" لحل قضية الأرض المتنازع عليها.
وفرضت الوساطة على الطرفين، وفق المصادر، إحضار “عدول تحكيم” من سيارات وأسلحة ومبالغ مالية، لضمان عدم إخلال أحد الطرفين ببنود الإتفاق، على أن يتم البت في حل القضية في غضون الستة الأشهر.
وكانت مواجهات مسلحة اندلعت بين قبيلتي “آل فيجح” و“آل راشد منيف”، منتصف مايو/أيار من العام الماضي، بمديرية مأرب الوادي شرقي محافظة مأرب، على خلفية خلاف على أرض تسمى "مبشر" شرقي المديرية.
في 16 ديسمبر/كانون الاول 2022م، اندلعت مواجهات بين القبيلتين في منطقة "مبشر"، وكانت هي الأولى بين القبيلتين في الأرض المتنازع عليها، وأسفرت عن مقتل الشاب "حسن محمد ابن حسن وهيط" من قبيلة آل راشد منيف.
وفي 17 ديسبمر/كانون الأول 2022، تدخلت وساطة قبلية من قبائل مأرب وشبوة يقودها الشيخ ناصر راكان السحاقي، ونجحت في فرض صلح بين الطرفين، والسعي في حل قضية الأرض المتنازع عليها.
في 15 مايو/أيار 2023، نجحت وساطة محلية بقيادة الشيخ "حمد بن علي ابن جلال العبيدي" في إقناع الطرفين على تحويل قضية الأرض المتنازع عليها إلى القضاء الشرعي بالمحافظة.
في 18 مايو/أيار 2023، تجدد المواجهات بين القبيلتين، وأسفرت عن 7 قتلى من الطرفين، رغم التوقيع من قبل الطرفين على تحويل القضية إلى القضاء الشرعي، وفشلت جهود الوساطة في احتواء الصراع.
في اليوم التالي 19 مايو، نجحت وساطة قبلية بقيادة الشيخ علي بن حسن بن غريب العبيدي، والشيخ حمد بن جلال العبيدي، في فرض هدنة مؤقتة لمدة 48 ساعة، ليتسنى للوساطة إيجاد حلول خلال ساعات الهدنة تنهي الصراع القائم.
في 20 مايو/أيار 2023، انهارت الهدنة بين الطرفين، وعادت المواجهات بشكل أعنف وأوسع بمختلف الاسلحة وتسببت في قتلى وجرحى من خارج القبيلتين وألحقت أضرار مادية بمخيمات النازحين والاسواق العامة بالمديرية، واستمرت المواجهات حتى اليوم التالي 21 مايو.
في 22 مايو، نجحت الوساطة القبلية بقيادة بن "غريّب" وبن "جلال" في وقف الإقتتال وفرض هدنة لمدة 8 أيام، وتقديم كل طرف شيخ قبلي ضمين عليه بعدم الاخلال بالهدنة وتقديم مبلغ "2 مليون ريال سعودي" وعشر سيارات، كضمانة مادية من كل طرف بعدم الاخلال بالهدنة، وفرضت الوساطة "أيمان" على كل طرف لمعرفة من بدأ بإطلاق النار ونقض الهدنة السابقة.
في 23 مايو/أيار، تم تنفيذ الإيمان بشأن الإخلال بالهدنتين بين الطرفين، وقدمت قبيلة آل منيف 11 محلفًا حول نقض الهدنة الأولى، وقدمت قبيلة آل فجيح 22 محلفًا حول نقض الهدنة الاخيرة، وبعد المضي في الإيمان استكملت الوساطة استلام عدال الضمان المالي من الطرفين المتمثل في 10 سيارات و2 مليون سعودي من كل طرف.
وفي مساء اليوم ذاته، بدأت الوساطة برفع كل ما تم استحداثه من مواقع قتالية من قبل الطرفين وعودة كل طرف إلى أماكنه السابقة قبل اندلاع المواجهات منتصف مايو.
وفي 24 مايو، استكملت الوساطة رفع مواقع وتم اختيار الشيخ أحمد بن علي بن جلال والشيخ علي بن حسن بن غريب للحكم بين الأطراف في أحداث الحرب وأضرارها وما أسفرت عنه.
في 5 يونيو/حزيران 2023، صدر حكم الشيخ علي بن حسن بن غريب" في القضية، وحكم في الإخلال بالهدنة على "آل منيف" حكم "محدش مربوع" (أي مضاعف 11 مرة ثم يضاعف 4 مرات، أو يتم ضرب مبلغ الحكم في الرقم 11 ثم يتم ضرب العدد الاجمالي في الرقم 4) وكل دية مليون وخمسمائة وبإجمالي 66 مليون ريال يمني.
وفي ما حصل من أضرار لـ“ال فجيح”، فيشكل الشيخ المحكم بينهم أمناء شرعيين، يقيمون الأضرار المادية ويلزم “آل فجيح” 11 حالف يقولون يمين بالله أن الأضرار حصلت من الحرب الأخيرة وأن آل منيف هم من اضر بذلك، وبعد مضي اليمين فإن "غاليها وغلاها" (أي قيمتها القانونية والعرفية) يعود إلى ما يحكم به الشيخ "حمد بن علي بن جلال" الذي اختاروه “ال منيف” يحكم بما لهم من “آل فجيح” في إقدامهم على الاخلال بالهدنة في الحادث الأول وما يترتب عليه من إقدام ومعاور وغيرها.
وسن الشيخ “بن غريب” في حكمه "حكم العيب" على ما تم من تصويره ونشره وتداوله من "مقاطع فيديو وصور" للمواجهات بين الطرفين وما أسفرت عنه، وبعد الحكم تم ترحيل القضية الأولى إلى الشيخ "بن جلال" للحكم في إطلاق النار على المنازل والمستشفيات والاسواق.
في 20 يونيو/حزيران 2024، وفدت قبيلة “آل فجيح” عبيدة من محافظة مأرب إلى مديرية مرخة بمحافظة شبوة، للتحكيم في مقتل "عبدالله طالب علي حسن جوبان" والذي قتل في الحرب التي دارت بين القبيلتين منتصف مايو/أيار 2023م.
وحكمت قبيلة “جوبان” بمبلغ وقدره "مائتين وعشره مليون ريال يمني، وتم إسقاط ثلث المبلغ وقدره 70 مليون ريال يمني لوجاهة “ال فجيح” ومن معهم، وكذلك إسقاط 10 مليون ريال يمني لقبائل شبوة، وخمسة مليون ريال يمني للوسيط والضمين، والمبلغ المتبقي الحكم مائة وخمسة وعشرون مليون ريال"، وبعد مفاوضات تم تخفيض المبلغ إلى 68 مليون ريال يمني وتم دفعه مباشرة من قبل قبيلة آل فجيح.
وفي 28 يوليو/تموز 2024، نجحت الوساطة في فرض صلح لمدة 6 أشهر واختيار الأمناء الشرعيين الشيخ الحسن السليماني والشيخ عبدالله البازلي في حل قضية الارض المتنازع عليها بين الطرفين.