برّان برس | تعز - محمد الحاجبي:
شهدت مديرية مقبنة، غربي محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، الخميس 1 أغسطس/آب 2024، أمطار غزيرة، تحولت إلى منخفض جوّي، تدفقت على إثره سيولًا كبيرة خلفت أضرارًا وخسائر مادية “جسيمة”.
وبحسب إحصائية حصل عليها “برّان برس”، أسفرت السيول التي تدفقت في “وادي هجر” بعزلة “شمير” بمديرية مقبنة، عن جرف جامع “هيجة العوجاء”، إضافة إلى هدم 13 منزلًا، وجرف مقبرة، وطمر 4 آبار مياه، واقتلاع 350 شجرة نخيل ومانجو.
فيما أسفرت السيول الجارفة التي شهدتها أودية (الهجر والذنب والنشيمة وبيدحة) في شمير مقبنة، عن فقدان 5 أشخاص، وجرف محل تجاري وسيارة (نوع صالون)، يتبعان المواطن “مبارك منصور”، إضافة إلى تدمير مصنع "بلك وطوب" وسيارة يتبعان المواطن "نبيل سيف"، وطمر بئر مياه، ومنظومة مشروع مياه الشرب لقرية كدامة، وجامع هيجة العوجا، ومحل تجاري يتبع المواطن "رشاد جمال"، ومحل تجاري آخر يتبع المواطن "محمد الحاج".
وطبقًا للإحصائية، فقد جرفت السيول بئرًا آخر ومنظومة مشروع مياه بقرى “الغباري”، إضافة إلى بئر وبستان المواطن “غالب الحاج” وشقيقه “محمد الحاج”، واقتلاع نحو 350 شجرة نخيل ومانجو، كما خلف أضراراً بـ13 منزلًا، ومقبرة في القرى ذاتها، وكذا تضررت مساحات واسعة من الاراضي الواسعة، وعدد من الآبار في وادي النشيمة.
وحصل “برّان برس” على إحصائية خاصة عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن سيول الأمطار في عزل وقرى مديرية مقبنة، والتي شملت المنازل والمزارع والآبار والمساجد والمنازل والمحلات التجارية.
والقرى المتضررة من السيول في عزلة بيدحة، هي (المجبجب، والمنابرة، والكدف، والغباري، وبيدحة، والعوجاء، وكدامة، والغيل، والحابس، وقوفع، وشعب الجبالة).
وتسببت السيول في هذه القرى في جرف (4 سيارات، و7 مواطير، و2 منظومات مياه، و2 رؤوس ماشية، و11 بئراً ، و3 مساجد، و7 منازل، و6 دكاكين، و2 مفقودين، و5 خزانات مياه)، فيما شملت الأضرار في عزلة أخدوع أعلى، قرى (الراحة، والجراربيب، وقباعة، والهجر، وسعنب)، 11 مزارع، وآبار، ومواطير.
وأما الأضرار في عزلة بني سيف، محلة (البرح)، شملت 2 منازل، وطالت سيارة واحدة في عزلة الواغين قرية (السواغ).
الناشط المجتمعي، نجيب الشميري، الذي قام بإعداد الإحصائية عن الخسائر، تحدث لـ“بران برس” عن الأضرار “الفادحة” التي تعرضت لها المنشآت والممتلكات في المنطقة، نتيجة المنخفض الجوي الأخير.
وقال “الشميري”، إن “السيول طمرت 11 بئرًا بالكامل، باستثناء بئر واحد فقط لم يتأثر لأنه محاط بإسمنت الخرسانة"، مؤكدا أن “المساجد تعرضت أيضاً لأضرار، حيث دُمّر مسجد كليًا، بينما تضرر اثنان آخران جزئياً، خاصة في الصرح والمقدمات الجوانب”.
وعن الأضرار على المجتمعات المحلية، قال إنه “كان هناك منظومات مجتمعية لرفع المياه إلى خزانات في القرى المجاورة، دُمّرت بالكامل نتيجة أمطار السيول”، مشيرًا إلى أن “المنازل تعرضت لأضرار جسيمة، واقتربت الأضرار من الأساسات ما ينذر بانهيارها في أي لحظة، خاصة في حال حدوث زيادة في السيل أو هزة أرضية”.
وأضاف الناشط “الشميري”، أن “الخزانات التي كانت تجمع المياه من الآبار، والتي كانت تستخدم لتزويد المنازل والمواشي بالماء، تضررت بشكل كبير”.
وتجاوز الأضرار الممتلكات لتشمل الأراضي الزراعية، حيث أكد الشميري، أنها “تعرضت لتدمير شامل، مما يزيد من معاناة السكان في المنطقة”.
ودعا الناشط “الشميري”، الجهات المعنية إلى “اتخاذ إجراءات سريعة للتعامل مع هذه الأضرار وتقديم الدعم اللازم للمتضررين”.
في السياق ذاته، قالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” (رسمية)، أن لجنة برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الساحل، المهندس رشاد الاكحلي، تفقدت “أضرار السيول في مديرية مقبنة، ومعاينة وحصر الأضرار الناجمة عن السيول وتلمس هموم المواطنين ومعاناتهم”.
ونقلت الوكالة، عن الوكيل الأكحلي، قوله إن “اللجنة المكلفة باشرت نزولها الميداني مع المهندسين إلى منطقة السويهرة بعزلة براشة المنطقة الأكثر تضرراً من السيول، والذي تسبب في جرف عدد من الأراضي الزراعية والسواقي المؤدية اليها، وطمر بيرين ماء وتضرر عدد من المنازل والطرق الفرعية والرئيسية نتيجة تدفق السيول.
وأضاف أن اللجنة قامت “بحصر ومعاينة الأضرار”.. مشيرًا إلى أنه “سيتم الرفع بتقرير مفصل عن تلك الأضرار والمعالجات الكفيلة حيال ذلك لقيادة السلطة المحلية لاتخاذ الاجراءات اللازمة”.
ودعا الوكيل الأكحلي، وفق وكالة سبأ، “المنظمات والهيئات لمساعدة المناطق المتضررة في إطار مديرية مقبنة”.
وفي وقت سابق، أفاد المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر، بأن أغلب المحافظات اليمنية ستشهد أمطاراً رعدية غزيرة، وأخرى متفاوتة الشدة خلال الـ 42 ساعة القادمة، داعيا إلى أخذ الحيطة والحذر من التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول.
ومنذ نهاية الشهر الماضي، تشهد معظم المحافظات اليمنية أمطارًا غزيرة، خصوصًا المرتفعات الشمالية الغربية التي تحولت إلى منخفض ألحق أضرارً في الأرواح والممتلكات.
وتعاني اليمن ضعفًا شديدًا في البنية التحتية، ما جعل تأثيرات السيول تزيد مأساة السكان الذين يشتكون تردي الخدمات الأساسية جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.