برّان برس - خاص:
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، عن إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”، في اليمن، بعد انتهاء كافة الإجراءات المتعلقة بإطلاق الخدمة.
وأكدت الحكومة في اجتماع لها عقدته في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الثلاثاء 6 أغسطس/ آب، برئاسة رئيس الحكومة “أحمد بن مبارك”، انتهاء كافة الاجراءات المتعلقة بإطلاق خدمات "ستارلينك" في اليمن مما سيحقق تقديم خدمة الإنترنت الفضائي بأسعار منافسه لكافة الفئات وبسرعات عالية الجودة، وفق وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” (رسمية).
وعن اتخاذ هذ الخطوة حاليًا، قال خبير الاتصالات اليمني، المهندس “رائد الثابتي”، إن إطلاق “ستارلينك” رسميًا، يأتي “في إطار قيام الحكومة اليمنية بواجباتها في تأمين اتصال آمن، وبأسعار منافسة لليمنيين المتواجدين في مناطق سيطرتها”.
وأضاف في تصريح لـ“برّان برس”، أن شبكات الاتصالات والانترنت والعامة والخاصة هي متواجدة في صنعاء، والحوثيون مسيطرون عليها منذ بداية الحرب، وبالتالي جاءت الحاجة لإيجاد بديل مواز، وكان البديل الأفضل هو خدمة "ستارلينك" خصوصا في مسالة الانترنت عالي السرعة”.
وفق الثابتي، فإن “هذه الخدمة ستكون لها آثار إيجابية سواء على القطاع الخاص أو القطاع العام، أو حتى على الأفراد”.
وقال إنها “ستلبي جزءاً كبيراً من احتياجات الناس في مسألة خدمة الانترنت خاصة وأن الطلب ما زال أكثر من العرض”.
ويرى أن خدمة “ستارلينك” حيوية وهامة، وتعتبر العصب الرئيسي للاقتصاد العالمي هذه الأيام، كما يمكن الاستفادة منها في أي مكان، على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي هذه الخدمة، يمكن الاستفادة منها في أي منطقة من مناطق الجمهورية اليمنية”.
وبحسب الخبير الثابتي، فإن هذه الخدمة “ستغني عن كثير من التمديدات والمعدات التي نحتاجها في مسألة توصيل خدمة الانترنت عالي السرعة من ألياف ضوئية وتمديدات أخرى وهنا تكمن إيجابية كبيرة جداً”.
وأوضح أن “هذا الانترنت يصنف ضمن الانترنت عالي السرعة في الخدمات تصل بالنسبة للأفراد في باقات شهرية مفتوحة وسرعة تصل من 50 إلى 200 ميجابيت، وقال إنها “سرعة ممتازة جداً غير موجودة في اليمن حالياً”.
وبالنسبة للحكومات والمؤسسات فإن السرعة تصل إلى 600 ميجابيت بير سكند، وفق الثابتي، الذي قال إنها “سرعة ممتازة جداً”، مشيرًا إلى أنها “ستساهم في رفد الخزينة العامة بنسبة لا بأس بها من إيرادات الشركة، كما ستؤمن حياة الناس خصوصا القيادات والأفراد الملاحقين من قبل جماعة الحوثي”.
وتحدث الثابتي، عن ميزات أخرى لخدمة “ستارلينك”، حيث “ستساعد كافة القطاعات بما فيها قطاع الصحافة والتربية والصحة وبالتالي هذه الخدمة ستحل الكثير من إشكالات الوصول إلى الانترنت وكذلك استخدامه”.
ورغم الميزات، إلا أن المهندس الثابتي، تحدث عن عيوب “ستارلينك”، ومنها أنها الخدمة ما زالت أسعارها مرتفعة نوعاً ما، مستدركاً: “لكن مقارنة بما هو موجود في السوق، يعتبر أنها مناسبة”.
وقال: “نحن نتكلم عن أسعار تبدأ من 70 دولاراً للمحطة الواحدة بالنسبة للرسوم، أما للأجهزة حسب موقع الشركة فهي تتراوح بين 500 إلى 700 دولار للجيل الثاني والثالث”.
ومن إشكالياتها الأخرى، وفق الثابتي، “عدم الرقابة خصوصا في المسائل الأخلاقية، كون الانترنت في هذه الشبكات مفتوحاً”، وبالتالي “نحتاج إلى ملاك الشبكات الذين سيتفيدون من هذه الخدمة على إدخال أجهزة تنظم الخدمة وتمنع الوصول إلى المواقع الضارة”.
عن انعكاس إدخال خدمة “ستارلينك” على الحوثيين الذين يسيطرون على قطاع الاتصالات اليمنية، أشار المهندس الثابتي، إلى أنها “ستمثل ضربة معلم، إن لم تكن ضربة قاضية، ليمن نت لأن يمن نت محتكرة كما هو معلوم وأيضاً ستقتطع جزءاً كبيراً من إيرادات الحوثيين”.
ويرجع ذلك إلى كون الاستخدام الأكبر اليوم هو للانترنت، في كافة القطاعات سواء في شبكات اتصالات الجيل الرابع أو الثالث أو الثاني أو حتى الانترنت الأرضي، أو حتى الانترنت الفيبر العالي السرعة، وبالتالي هذه الخدمة ستشكل ضربة قاصمة وقوية على إيرادات الحوثيين من خدمات الاتصالات”.
وقال إن الحوثيين “منعوا هذا الخدمة منذ ما يقارب ثلاث سنوات لأنهم يدركون خطورتها، لذا لن يسمحوا ببيعها في مناطق سيطرتهم لكن باعتقادي أن الخدمة ستصل”.
وأضاف أنه “تم إدخال آلاف الأجهزة، إلى اليمن”، مضيفًا أن “هناك الكثير من الأجهزة تعمل في مناطق سيطرة الحوثيين لكنها في الخفاء وستكون هناك حملات كبيرة من قبل تلك الجماعة لمنع مثل هذه الخدمة وسيبررون للناس أسباباً كثيرة على أنها تمثل خطراً كبيراً على أمنهم ومشروعهم”.
وتحدث “الثابتي”، عن استغلال الحوثيين للاتصالات خلال الفترة الماضية، وقال إنهم “عسكروها بصورة فجة وقاموا باستهداف الكثير من الناس وملاحقة كذلك الكثير من الصحفيين واستهداف قيادات”.
وعن ردة فعل الحوثيين على الخطوة الحكومية، يعتقد “الثابتي” أنهم “لن يسمحوا باستخدام هذه الخدمة في مناطق سيطرتهم، إلا إنها ستصل كونها مثل الأطباق الفضائية الخاصة، كما أنها أسهل في مسألة التركيب والتوجيه”.
وأكد أن الخدمة “ستصل إلى كل المناطق والناس سيعتمدون عليها لأسباب كثيرة منها الأسعار المناسبة والسرعة العالية وأيضا سهولة التشغيل والتركيب في أي منطقة من مناطق اليمن”.
وخدمة “ستارلينك” هي خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الصناعية أنشأتها شركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردير الأميركي “إيلون ماسك” وصممت لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي.
ويتكون نظام “ستارلينك” من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وتعمل الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
وأُعدت هذه الخدمة لربط المناطق المنكوبة ومناطق الحروب بالإنترنت، واستفادت منها أوكرانيا خلال الحرب الحالية مع روسيا، وحاليا الخدمة متوفرة لـ40 دولة فقط، ليس من بينها فلسطين.