يتعلق الغريق بقشة كما يقول المثل الشائع وفي تهامة لا يجد الغريق حتى القشة ليتعلق بها بغية النجاة بنفسه من وطأة الفيضانات و السيول .
ولانه مستور الحال ومتواضع العيش، فان أبسط جائحة يواجهها في حياته تهتك ستره وتكشف سوءته وترمي به في العراء .
وقد جرفت السيول والفيضانات التي شهدتها تهامة خلال اليومين الماضيين كل شيء يقف في طريقها واخذت قرى بأكملها وبما فيها من بشر وحيونات وبيوت وسيارات .
وكما في كل مرة يترك ابناء تهامة يواجهون مصيرهم منفردين ، ويلاقون حتفهم عزلا إلا من ايمانهم بالحق في الحياة .
وعلى مدى الانظمة المتعاقبة يواجهون تلقبات الدهر وتغيرات المناخات البيئية والسياسة والاجتماعية والعسكرية دونما سند وبلا نصير .
يهتف التهاميون بحياة الجميع ولا احد يهتف لهم بالحياة او يعيرهم بعضاً منها بل وللمفارقة وجد من يصنع من قتلهم وموتهم مادة للتباهي والتفاخر كما فعل انصار الموت عقب العدوان الصهيوني على ميناء الحديدة قبل أيام .
يغرق أبناء تهامة منذو سيطرة الحوثيين على بلادهم في ماس كثيرة ومصائب متعددة ويعيشون من نكبة إلى اخرى ومن معاناة إلى معاناة .
يستثمر الحوثيون في كل شيء حتى في معاناة الناس لمواصلة الثراء ويجعلون من نكباتهم مواسم لجمع الاموال وجلب الجبايات وهاهم اليوم يستغلون اضرار الفيضانات والسيول في تهامة للمتاجرة بمعاناة الناس هناك.
وبدلاً من أن يقوموا بواجبهم في مناطق سيطرتهم ويوفروا للناس المواد الاغاثية والايوائية ويتيحوا المجال للمنظات لفعل ذلك راحوا يمنعوا اهل الخير من القيام بواجباتهم فهم كما يقال لا يرحمون الناس ولا يتركون رحمة الله تتنزل عليهم .
لسنوات ظلت ناقلة النفط صافر غارقة في البحر وتهدد حياة اليمنيين والعالم كله قلق من تداعيات واثار ما قد يتسرب منها من مواد سامة بينما يستخدمها الحوثب كورقة للابتزاز والمساومة لتحقيق بعض المكاسب .
ومع سبق الإضرار بمصالح الناس يقوم الحوثي باغراق السفن بما فيها من مواد سامة وسط المياه اليمنية وهذا وحده كاف لاغراق اليمن في كارثة بيئية وانسانية كبيرة لا تحمد عوقبها في المستقبل القريب .
بل انه وبحسب تصريحات الحكومة الشرعية تسبب بشكل كبير في اغراق المدن والقرى نتيجة اغلاقه للعبارات ومجاري السيول ومن خلال حفر الخنادق والانفاق حولها .
وكأن عدوانه على اليمنيين وحده لا يكفي حتى يقامر الحوثي بحياة الناس ومصالحهم في الحديدة وهو يستدعي ويستجلب العدوان الصهيوني لها .
ولانه لا يعنيه من الحديدة الا ميناؤها حيث يمثل له الشريان الرئيس الذي يمده بسبل الحياة فهو على ما يبدو غير معني بحياة الناس هناك ولا يهمه في اي واد هلكوا .