تهامة، المنطقة الساحلية الغربية الممتدة على طول البحر الأحمر، والتي يوجد بها أهم الموانئ البحرية في البلاد. تعتبر تهامة بوابة اليمن إلى البحر الأحمر، مما يمنحها أهمية استراتيجية كبيرة. ومع ذلك، فإنها تواجه العديد من التحديات، أبرزها كارثة السيول التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات.
تعاني تهامة من أوضاع إنسانية مأساوية، خاصة بعد تعرضها لسيول وفيضانات شديدة جعلتها منطقة منكوبة. هذه الكارثة الطبيعية فاقمت من معاناة السكان المحليين، الذين يعانون بالفعل من أوضاع إنسانية متردية بسبب النزاع المستمر في البلاد.
تتفاقم هذه الكوارث الطبيعية بسبب تقاعس الحكومة في التعامل معها، إلى جانب انتهاكات الحوثيين التي تزيد من معاناة السكان. وتسببت السيول الأخيرة في تهامة بأضرار واسعة النطاق، حيث دمرت العديد من المنازل والمزارع والبنى التحتية، وأدت إلى نزوح آلاف السكان. تأثرت طرق النقل والاتصالات، مما عزل بعض المناطق تمامًا وصعب من عمليات الإغاثة. نقص الغذاء والماء الصالح للشرب والمأوى أصبح مشكلة ملحة، مع ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.
هذه الكوارث الطبيعية ليست جديدة على المنطقة، لكنها تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب تغيرات المناخ وغياب التخطيط العمراني الجيد. تواجه الحكومة اليمنية انتقادات حادة بسبب تقاعسها عن تقديم المساعدة الفورية والضرورية للمناطق المنكوبة.
تعتبر الإجراءات الحكومية بطيئة وغير كافية للتعامل مع حجم الكارثة، مما يزيد من معاناة المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، الفساد وسوء الإدارة يفاقمان الوضع، حيث تذهب العديد من المساعدات الدولية إلى جيوب بعض المسؤولين بدلاً من الوصول إلى المحتاجين. وأيضاً غياب البنية التحتية اللازمة حيث تفتقر تهامة إلى بنية تحتية قادرة على مواجهة السيول، مثل شبكات تصريف المياه والسدود. هذا النقص يزيد من حدة تأثير السيول على المنطقة. بالإضافة الى نقص المساعدات الإنسانية حيث تعاني المنطقة من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، حيث لم تصل الكثير من الإمدادات الضرورية إلى المتضررين في الوقت المناسب.
من جهة أخرى، يواصل الحوثيين ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السكان المحليين. تحكم مليشيا الحوثي سيطرتها على المساعدات الإنسانية، وتستخدمها كأداة سياسية وعسكرية. تمنع وصول الإغاثة إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرتها، مما يزيد من معاناة المدنيين. كذلك، تجند الأطفال والشباب قسرياً وتستخدم المدنيين كدروع بشرية، مما يضيف طبقة أخرى من الأزمات إلى الموقف المتأزم بالفعل. كما يعمد الحوثيين إلى استخدام العنف والترهيب للسيطرة على السكان، مما يزيد من حالة الرعب وعدم الاستقرار في المنطقة.
رغم الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية، إلا أن التحديات الكبيرة تعرقل هذه الجهود. القيود التي تفرضها الأطراف المتنازعة، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي، تصعب من وصول المساعدات إلى المحتاجين. الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى تطالب بفتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات بشكل عاجل ودون عوائق.
إن كارثة السيول في تهامة تعكس مدى تعقيد الأزمة اليمنية، حيث تتداخل العوامل الطبيعية مع السياسية والإنسانية. يتطلب التعامل مع هذه الكارثة جهوداً متضافرة من الحكومة والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات العاجلة وإعادة الإعمار.
كما يجب الضغط على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم والسماح بمرور المساعدات الإنسانية. فقط من خلال هذه الجهود المشتركة يمكن لتهامة أن تتعافى وتستعيد عافيتها بعد هذه الكارثة المدمرة.