كلما تأخرت عن زيارة مدينة مأرب الصامدة، أشعر بأنني مقصر وأن الحنين يجذبني نحوها بكل قوة. فمأرب تعني لي ولكل اليمنيين الأحرار الكثير، فهي ليست مجرد مدينة، بل مصدر للعزم والقوة والصبر والثبات، وكل زيارة إليها درس في مواجهة التحديات، واستمداد القوة والعزيمة والشجاعة والإرادة التي لا تلين.
مأرب، تلك الأرض العريقة، موطن الحضارة القديمة وسد مأرب العظيم الذي وقف شاهدًا على عظمة اليمن وأصالة شعبه، ومنبع العروبة منذ القدم، التي لم تنكسر رغم الرياح العاتية، ودفعت وما زالت تدفع ثمنًا غاليًا، هي حصن اليمن الحصين، ليس لها شبيه وكل شبر فيها يروي قصة عزيمة وإرادة لا تعرف الانحناء، وأهلها وساكنوها من كل أرجاء الوطن، هم القلب النابض لليمن، وسند لهذه الأمة، وجهودهم المخلصة ستظل شاهدة على قيم الوفاء والتضحية في سبيل الوطن.
في زمن التحديات والصعاب يبرز الرجال العظماء ليخلدوا أسمائهم في انصع صفحات التاريخ، ومنهم سيادة اللواء البطل سلطان بن علي العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي.. محافظ محافظة مأرب، الذي جسد بتفانيه وشجاعته قيم الوفاء والانتماء للوطن، وسطر ومعه كل قيادات مأرب وأبنائها الكرام، وكل من حلّ فيها من كل أرجاء اليمن، بفضل صمودهم وبسالتهم وتضحياتهم ومواقفهم البطولية اروع الملاحم في الدفاع عن الوطن.