برّان برس - وحدة الرصد:
تصدر “هاشتاج” (أحفاد الرسي يقذفون اليمنيات)، منصّات التواصل الإجتماعي في اليمن، إثر إساءات وجهتها قيادات في جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، للنساء اليمنيات، وهو ما أثار ردودًا غاضبة من قبل اليمنيين.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع مصورة ومنشورات لقيادات حوثية تتضمّن إساءات في هذا السياق، وأبرزها حديثًا للقيادي الحوثي “حمود عبدالله الأهنومي”، الذي تضمّن ما أسماه النشطاء “طعنًا في شرف نساء اليمن”. كما وصف اليمن بأنها بلاد “دعارة حديثاً وقديماً وقد جاء الإمام الرسي ليطهرها”، حسب زعمه.
وتصدى ناشطون وإعلاميون وباحثون لهذا الخطاب من خلال حملة إلكترونية متواصلة لليوم الثالث على كافة منصات التواصل الاجتماعي.
وتضمّنت محتويات الحملة نبشًا لتاريخ الإساءات التي وجهتها مرجعيات “هاشمية” لليمنيين، قائمة على العصبية والعنصرية، وتستحل فيها أموال وأعراض اليمنيين. وهو ما اعتبره النشطاء نهجًا أرساه “الهادي الرسي” الذي قدم إلى اليمن في 284 هجرية، وسارت عليه الإمامة، وصولاً إلى عبدالملك الحوثي وجماعته العنصرية، وفق "التدوينات".
يرصد “برّان برس”، بعضاً من هذه التدوينات، التي كشفت استناد الحوثيين في فكرهم العنصري على مرويات طويلة قائمة على الكذب والتدليس واتهام المخالفين لهم بأقذع التهم، والتي لم يسلم منها الصحابة، وفق النشطاء.
وتركزت الكثير من الردود على ما ذكره القيادي “حمود الأهنومي”، وهو ما دفعه لاحقًا تحت ضغط السخط الشعبي إلى محاولة التوضيح، وبعدها أورد ما أسماه "اعتذاراً" إلا أن النشطاء اعتبروه اعترافًا وتذكيرًا بسجل الإمامة الحافل بالإساءات لليمنيين.
وردًا على اعتذار “الأهنومي”، كتب رئيس الهيئة العامة للكتاب، “يحيى الثلايا”، منشوراً بعنوان: “هروب كاذب وليس اعتذار”، وقال فيه إن “القيادي الحوثي حمود الأهنومي، يعلن الاعتذار اعترافه بجرم وسفاهة منقولاته من سيرة الفاسق يحيى الرسي وقذفه اليمنيين واليمنيات”.
وأضاف: “لكن اعتذاره رغم الاعتراف الصريح- والاقرار سيد الأدلة- وقراره التوقف عن تدريس هذه المحتويات السوقية لطلبة جامعة صنعاء تحت مسمى مادة (الثقافة الوطنية)، مازال يعتقد بقداسة الشخص ذاته الذي نسبت إليه هذه السفاهة (الرسي)”.
واعتبر الثلايا، الاعتذار بأنه هروب جبان “جاء تحت تأثير الحملة الاعلامية وليس احتراما للشعب وتراجعا عن هذا الفكر العفن، بل ورغبة في إخفاء ما تبقى من فضائح السيرة المخزية لهذا الدجال الذي يزعمونه إماما وهاديا وجناياتهم بحق اليمنيين طيلة قرون”.
وقال “لكي يكون الاعتذار حقيقيا وينهي المشكلة فلابد من تطبيق الحد الشرعي والقانوني بحق المتهم بعد اقراره بجريمته وتوفر الشهود عليها وهذا يلزم اخضاعه للجلد حدا وإسقاط عدالته وعدم قبول شهادته أبدا كونه صار يدخل تحت مسمى (الفاسقين) كما هو نص الآية: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)”.
وأضاف: “ثانياً، تطبيق الحكم والرأي ذاته على الفاسق الصادرة عنه الرواية كون المدعو الاهنومي إنما روى هذه الجريمة عن سيده وإمامه الفاسق يحيى بن حسين الرسي المدعو بالهادي، وكاتب سيرته العلوي، وكل من يؤمن بعدالة الفاسق الرسي”.
وتابع: “في اعتذاره الصريح عن جريمته وقراره الاختباء والانسحاب من المشهد والتوقف عن تدريس هذا الإفك الذي يسمونه ثقافة وطنية ويجبرون طلبة الجامعات على تقبلها كمقرر تدريسي، لازال المدعو حمود الأهنومي يؤمن بقداسة من روى عنه هذه الجريمة البشعة الفاسق الرسي، بل تحدث في الاعتذار ذاته (عن معالجة موضوعه عبر النيابات والمحاكم)”.
وطالب “الثلايا”، بأن تكون “المعالجة عبر النيابات والمحاكم النزيهة خيار الجميع، يحتاج أبناء اليمن حكماً عادلاً وشجاعاً يقضي بتجريم وإسقاط عدالة الرسي ومدرسته وعنصريته وفكره المتطرف والتكفيري المتخلف وادانتهم بالفسوق والحقد وسفك الدم”.
إضافة إلى “تجريم كل نزعات الحنين إلى إرثهم القذر وتاريخهم المظلم، وقطع دابرها وتجفيف منابعها بمختلف الصور والاشكال والوجوه واتخاذ كافة المعالجات والاجراءات التي تحقق رد الاعتبار لليمن”، وفق الثلايا.
من جانبه، علّق محافظ محافظة المحويت، “صالح سميع”، قائلاً: “يريد هذا التافه الكذوب الجهول أن يقول: إن اليمن كانت في جاهلية جهلاء قبل مجيئ المجرم يحيى حسين الرسي الذي تلقب بـ (الهادي) وكأن اليمن لم يمض على إسلامها ما يقرب من ثلاثة قرون وكأن الصحابي الجليل: معاذ بن جبل لم ينشر الإسلام في اليمن وينشئ مسجد الجند”.
وإلى ذلك، كتب الصحفي والحقوقي، “همدان العليي”: قالوا بأن حمود الأهنومي، اعتذر، والخضعان صفقوا لاعتذاره، طيب من يعتذر عن الإساءات التي تقدم لنا كدين على لسان أجداد عبدالملك الحوثي”,
وأرفق “العليي”، مقالاً يتضمن بعضًا من هذه الإساءات، وعلّق عليها قائلًا: اقرأوا وانشروا هذا المقال الذي يذكر نماذج بسيطة من اساءاتهم للقبائل اليمنية، في إشارة منه لمقال "الشتم والقذف في تاريخ الإمامة السلالية العنصرية الإرهابية" للكاتب “ثابت الأحمدي”.
وقال الأحمدي، في المقال إنه “لا يوجد جماعة من الجماعات أساءت إلى الأعراض، وقدحت في الأخلاق والأنساب كالشيعة بشكل عام، وكالهادوية الجارودية في اليمن على وجه الخصوص، كأداة من أدوات الحرب طول تاريخها، ابتداء من يحيى حسين الرسي، وحتى عبدالملك الحوثي، إلى حد اعتبار أن كل من عارضهم هو ابن "سِفاح" أو "يهودي" أو "دعي" أو "شقي" أو "سلقلقي" كما في بحار الأنوار للمجلسي".
واستشهد بعدد من النماذج وفي أولهم "الإمام الرسي"، قال إنه ورد في سيرة الرسي عن معارضه السياسي، الشيخ الدعام هذا النص: "وكان معَ الدعامِ جُندٌ فسَّاقٌ يشربون الخمورَ ويركبون الذكور، ويفجرون بالنسَاء عَلانية" انظر سيرة الإمام الهادي يحيى بن الحسين، رواية: علي بن محمد عبيدالله العباسي العلوي”.
وما تزال المنشورات الغاضبة تتقاطر على مختلف منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن، وتزداد كثافة مع محاولات قيادات ونشطاء من جماعة الحوثي التبرير لهذه الإساءات، أو التشكيك في دوافع الردود الغاضبة.