بران برس- وحدة الرصد:
مساء الجمعة 23 أغسطس/آب 2024، أعلنت قوات الجيش اليمني، إحباط هجوم شنّته جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، استهدف منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
وأوضح الجيش اليمني، في بيان نشره الموقع الرسمي لوزارة الدفاع “سبتمبر نت” مساء أمس، أن جماعة الحوثي استهدفت منشأة صافر النفطية، فجر الجمعة، بثلاث طائرات مسيرة انتحارية مجنحة تحمل مواداً شديدة الإنفجار، معتبرًا هذه العملية الهجومية “محاولة إرهابية جبانة لتدمير هذه المنشأة الحيوية المدنية”.
ولاقى هذا الهجوم، الذي يتزامن مع مساعٍ أممية ودولية وإقليمية حثيثة لإنهاء الحرب في البلاد، استنكارًا شعبيًا واسعًا، عبّر عنه سياسيون وكتاب وصحفيون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
عمل إرهابي وعدو همجي
وزير الإدارة المحلية اليمني، رئيس اللجنة العليا للإغاثة السابق، عبدالرقيب فتح، قال في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “منشأة صافر بمارب منشأة اقتصادية منتجاتها ومواردها تعود لكل اليمن”.
واعتبر “محاولة تدميرها من قبل جماعة الحوثية ع“مل إرهابي، يؤكد همجية الخصم الذي يواجهه كل أبناء اليمن وطبيعة الصراع معه”. وقال: “بهكذا محاولة تؤكد الميليشيات الحوثية رفضها لكل أنواع السلام بل تؤكد خصومتها مع اليمن كل اليمن؟!!”.
من جانبه، قال الناشط السياسي والحقوقي، عبدالكريم عمران، في تغريدة بحسابه على منصة “إكس”، إنه ”لولا أن الدفاعات الجوية للجيش الوطني في مأرب أسقطتها، لكانت أحدثت دمارًا هائلًا بأكبر منشأة نفطية في اليمن”.
وأضاف: “هؤلاء المجرمون لم يكتفوا بحرمان الشعب من حقوقه، ورواتبهم وعوائد النفط من خلال منع التصدير بل يسعون لتدمير مقدراته!”.
هل أخطأت الطريق؟
من جانبه، قال الباحث في برنامج شبه الجزيرة العربية التابع لمعهد الشرق الأوسط، “إبراهيم جلال”، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “بعد توعدهم بالرد على إسرائيل، استهدف الحوثيون منشأة صافر بمأرب”.
وأضاف متسائلًا: “ترى، هل الطريق إلى فلسطين يمر عبر مأرب؟ وهل تنوع الجماعة سبل تدمير مقدرات اليمنيين ورفع كلفة العيش، تارةً عبر جلب إسرائيل، وتارةً عبر نهجها؟ وهل فقد السلام ضوابطه وأطره الموضوعية ليصبح فوضى بلا أفق واضح؟”.
السياسي “عبدالكريم عمران”، استغرب في تدوينته، هذا الهجوم قائلًا: “بينما الكل منتظر رد المليشيات الحوثية على من استدعتهم لتدمير خزانات الوقود في الحديدة، إذا بها ترسل اليوم ثلاث طائرات انتحارية باتجاه منشأة صافر النفطية”.
عدو اليمن الأول
الكاتب الصحفي، عدنان الجبرني، قال إن الحوثي جَبُن “عن الرد على إسرائيل بعد قصفها خزانات الحديدة والتزم التعليمات الايرانية.. لكنه اتجه اليوم لشن هجوم بثلاث طائرات مسيرة على شركة صافر الوطنية في مأرب!! ”.
وأضاف، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “هذا هو الحوثي! عدو اليمن بالمقام الأول، وأخطر تهديد على حياة اليمنيين ومصالحهم مهما ادعى ارتباطه بقضايا نبيلة”.
من جانبه، علّق المستشار الإعلامي في سفارة اليمن بالرياض، “صالح البيضاني”، على خبر الاستهداف قائلًا: “كنا ننتظر الرد الحوثي على تل أبيب، ولكنه ذهب باتجاه مأرب لتدمير ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني، كما هو دأب هذه الميليشيات الإرهابية”.
الحوثية تفضح نفسها
وفي السياق ذاته، كتب الصحفي، أحمد الصباحي، قائلاً إن “إسرائيل قصفت ميناء الحديدة، ومن يومها والحوثي يهدد بالرد، واليوم جاء الرد. ولكن كان في منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب”.
وأضاف “الصباحي”، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”، أن “الحوثية تفضح نفسها وتكشف مخططاتها”.
دعوة لتفكير بعقلانية
إلى ذلك، قال الكاتب الصحفي، “مأرب الورد”، إنه “في الوقت الذي تلهج ألسنة خصوم الحوثيين المحليين بالحديث عن الهدنة وكأنها الكنز الثمين الذي يجب الحفاظ عليه، يستخدمها وكلاء إيران لتحقيق أهدافهم السياسية ولا يكترثون لهذا الحديث السامج”.
واعتبر “الورد”، في تدوينات بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”، استهداف الحوثيين لمنشأة صافر، بأنها “رسالة ضغط سياسي بأسلوب عسكري للتركيع لخارطة الطريق التي تخدمهم وحدهم”.
وقال إن هذا “تطور خطير لكنه ليس غريبًا على الحوثيين الذين يدمرون مصالح الشعب، ولا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة”.
وشدد الصحفي الورد، على ضرورة أن تذكّر هذه الحادثة، وما سبقها، وما قد يلحقها في أي مكان، جميع الأطراف أن التفكير بعقلية كل واحد "يوبه لجربته" ليس حلًا، وأنه ما لم يكونوا موحدين بالفعل لا بالكلام فسيخسرون جميعًا”.
تطور خطير يجب إيقافه
الصحفي المحرر من سجون جماعة الحوثي المصنفة بقوائم الإرهاب، “عصام بلغيث”، قال: جاء الرد الحوثي على الكيان الصهيوني باستهداف منشئات اليمنيين النفطية في مارب والتي تعاني التوقف منذ سنوات”.
وأضاف، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”،: “لم يكتف الحوثي بتعطيل المنشئات النفطية ومنع اليمنيين من خيراتها، وإنما يسعى لتدميرها بحيث لا تقوم بعم قائمة لعشرات السنين”.
وأكد الصحفي بلغيث، أن استهداف الحوثيين لمنشآت صافر النفطية “جريمة، وتطور خطير يجب إيقافه”، حسب قوله.
وكانت قوات الجيش اليمني، قد أكّدت في بيانها، إسقاط تلك الطائرات التي استهدفت منشأة صافر، قبل تحقيق أهدافها التي وصفتها بـ“الإجرامية”.
وأوضحت أن المعلومات تشير إلى أن هذه الطائرات “المعادية”، أُطلقت من نقطة واقعة بين منطقتي (دحيضة وقرن الصيعري) شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
وأكدت القوات اليمنية جاهزيتها للرد على مثل هذه الأعمال التي قالت إنها “تستهدف مصالح الشعب اليمني ومنشآته الاقتصادية السيادية”.
وفي مايو/أيار 2024، لوّح قيادي في جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، باستهداف منشئات النفط في محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، وإيقاف استخراج النفط من حقول صافر، على غرار ما حدث في محافظتي شبوة وحضرموت (شرق)، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الجماعة ما أسمته “المرحلة الرابعة” من التصعيد ضد السفن الإسرائيلية”.