بران برس- وحدة الرصد:
لاقت زيارة رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، إلى مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، تفاعلاً شعبيًا ورسميًا واسعًا، باعتبارها أول زيارة لأعلى مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها إلى المدينة المحاصرة منذ 10 سنوات.
وحظى “العليمي”، لدى وصوله مدينة تعز، باستقبال جماهيري حاشد، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حشود الجماهير على امتداد الطريق، وسط هتافات مرحبة بالزائر الأول من نوعه إلى المدينة، وهو ما دفع إلى اعتلاء العربة العسكرية لتحيتهم أيضًا.
يرصد “بران برس”، في هذه المادة أبرز الكتابات والتعليقات حول الزيارة، والتي دوّنها سياسيون وكتاب ونشطاء بحساباتهم على منصّة “إكس”، والتي تحدثت في مجملها عن دلالات وأبعاد الزيارة، وعرجت في مجملها عن معاناة سكان المدينة وضرورة تحريرها.
زيارة تاريخية
عضو مجلس الشورى اليمني عضو البرلمان العربي، علوي الباشا بن زبع، زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي المتوقعة لمدينة تعز، وبما تحمله من معاني الشجاعة والإقدام هي من أهم الزيارات التاريخية التي قد يقدم عليها الرجل في حياته.
وحيا “بن زبع”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، الرئيس العليمي، على هذه الزيارة، معبرًا عن ثقته بتعز الثورة والجمهورية وأهلها الأحرار”.
كما عبر عن أسفه أن “تحول هذه الحرب مدينة التعايش والحرية، تعز الباسلة، إلى أخطر مدينة في اليمن، حيث تتشاطر قوات الجيش مع المليشيات الحوثية الانقلابية بعض أكناف المدينة، وشوارعها كجبهات مواجهة واشتباكات متقطعة لقرابة عقد من الزمن ولا تزال.
وتمنى “بن زبع”، لو كان “ضمن هذه المغامرة الشجاعة”، التي اعتبرها “بصمة تاريخية نادرة، وإن كانت في توقيت صعب وفي غاية الخطورة والمخاطرة”. متمنًا ”أن “تكلل هذه الزيارة بالتوفيق والسداد ورعاية الله سبحانه”.
قدرات هائلة
من جانبه، قال وزير الإدارة المحلية السابق، عبدالرقيب فتح، إن زيارة “العليمي” لمدينة تعز “كشفت عن قدرات هائلة لدى السلطة المحلية فيها، وكذا وجود موارد محلية تستطيع من خلالها القيام بمعظم المهام المطلوبة منها”.
وأضاف في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”: “لذا هذه الزيارة من الأهمية أن تصحح وضع تلك السلطة، وتمكن تعز وسلطتها المحلية من إدارة نفسها وإعانتها وفقا لضوابط محددة”.
شغف الجماهير
سفير اليمن لدى المغرب، عز الدين الأصبحي، قال إن حشود الناس التي استقبلت رئيس مجلس القيادة في طريق من عدن لحج إلى الحجرية إلى تعز، “تؤكد شغف الجماهير بكل خطوة نحو تعزيز وجود الدولة”.
ووصف “الأصبحي”، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، هذه الزيارة بأنها “تاريخية تعيد الألق لمدينة صامدة في وجه حصار قاتل لعشر سنوات. وهتاف يؤكد مسار الانتماء لليمن كل اليمن”.
خطوة شجاعة
الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، أكد في مقال نشره بحسابه على منصة “إكس”، اطلع عليه “بران برس”، أنه “لا يجادل أحد في الأهمية التاريخية لزيارة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، في ظل وضع أمني ضاغط بحكم تواجد الانقلابيين ومعسكراتهم على مشارف المدينة”.
واعتبر هذه الزيارة، “خطوة شجاعة للغاية، وواحدة من أهم إنجازات الرئيس المعلنة حتى الآن”، موضحًا أن “زيارة كهذه لا تمثل محصلة طبيعية لسنوات من المؤامرات متعددة الأطراف التي تعرضت لها المدينة، إلى الحد الذي سمح للمتآمرين بتحويلها إلى ملاذ لشذاذ الآفاق من جهاديي الأجهزة الأمنية المنحلة وبقايا التركة السلفية المستأجرة”.
وقال: “الدكتور رشاد العليمي يزور مدينة تعز اليوم، وحق له أن يفخر بهذه الزيارة، فكل من حوله يؤمنون بدوره ويقدرونه وقد شهدوا محافظتهم تساهم في بناء دوره، وصعوده في سلم الدولة بدء من مدير أمن المحافظة، مرورًا بمناصب الأمنية الرفيعة في الداخلية، ومجلس الوزراء، وصولا إلى منصب الرئيس”.
أبعاد إنسانية ووطنية
رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة، هشام باشراحيل، أوضح في مقال نشره بحسابه على منصة إكس، اطلع عليه “بران برس”، أن الزيارة “تحمل دلالات كبيرة”.
وأوضح أنها “لا تقتصر فقط على كونها أول زيارة لرئيس الدولة منذ 11 نوفمبر 2010م، بل تتجاوز ذلك إلى كونها خطوة هامة في مسار إعادة الحياة إلى مدينة عانت الويلات من حصار جائر فرضته المليشيات الحوثية الانقلابية دون أي اعتبار لمعاناة سكانها من أطفال ونساء وشيوخ”.
وقال إن “هذه الزيارة تُعيد الأضواء إلى تعز، وتضعها في صدارة الأولويات الوطنية، بعدما غابت عن الأجندة الرسمية لسنوات طويلة”.
وأضاف أن “الرئيس العليمي سيجد في تعز شعبًا صامدًا، يتمسك بالأمل رغم الألم، ولن تكون هذه الزيارة مجرد جولة تفقدية عابرة، بل فرصة لتلمس أوضاع المواطنين عن كثب، ومعرفة احتياجاتهم من قلب الواقع”.
وتابع: في هذه اللحظة التاريخية، تعز تنتظر من رئيسها أن يكون بلسماً لجراحها، وأن يعيد لها الأمل في غدٍ أفضل. فهذه الزيارة، رغم رمزيتها، يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو تحقيق العدالة، ورفع الظلم، وإعادة بناء الوطن على أسس من الحرية والكرامة”.
واختتم مقاله قائلًا إن “الأمل لا يزال حيًا، وما زيارة الرئيس العليمي إلى تعز إلا خطوة في طريق استعادة الدولة والكرامة والحرية”. داعيًا للعمل “جميعًا من أجل تحقيق هذا الهدف، ولنكن يدًا واحدة في مواجهة الارهاب الحوثي الكهنوتي العنصري الذي يهدد الجميع ولن يستثني أحد”.
ثقل رئاسي واضح
الكاتب التميمي، قال إن الرئيس العليمي، يتحرك “بثقل رئاسي واضح في جناحي اليمن الرئيسين: حضرموت وتعز، حضرموت بما تمثله من عمق جغرافي وديموغرافي، وتعز بما تمثله من ثقل ديموغرافي، وأهمية جغرافية”.
وهذا التحرك، وفق الكاتب، “يتناغم مع التوجهات السعودية، للتصرف بشكل مختلف إزاء هاتين المحافظتين، اللتين تتسربان ببطيء شديد من بين يدي اللاعب الإقليمي المنافس والشرس: الإمارات مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد محاولات محمومة للسيطرة على المحافظتين عن طريق الحرب المزعومة ضد طواحين الهواء (الإره.اب) في اليمن”.
وأهم ما يجب التركيز عليه في تعز، وفق التميمي، هو “تحرير الزيارة من أهدافها التكتيكية، وتثقيلها بأهداف استراتيجية تتناغم مع مصالح المحافظة وأبنائها ومع أهداف استعادة الدولة اليمنية من براثن الانقلابيين الطائفيين”.
رد اعتبار
من جانبه، اعتبر الباحث السياسي والديبلوماسي السابق، مصطفى ناجي، زيارة رشاد العليمي، هي “أقل ما يمكن فعله لرد الاعتبار لمحافظة قدمت تضحيات جسيمة من أجل الحفاظ على العلم الجمهوري، وعلى يمنية اليمن، وعروبته من دنس التفريس”.
وأضاف “ناجي”، في مقال نشره بحسابه على منصة “إكس”، اطلع عليه “بران برس”، أن تعز تتواجد “في الخط الأمامي في مواجهة مع عدو حشد كل أحقاد التاريخ الجيوسياسية والمذهبية والجهوية، وأقذر الأساليب الأمنية والعسكرية والحصار والتجويع لإخضاعها ولم تخضع”.
لحظات فارقة
الصحفي والكاتب السياسي غمدان اليوسفي، قال إن محافظة تعز تعيش “لحظات فارقة” اليوم، بعد وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إليها “كأول رئيس يزورها منذ عقد ونصف”.
وأوضح “اليوسفي”، في مقال نشره بحسابه على منصة “إكس”، اطلع عليه “بران برس”، أن آخر أكبر المسؤولين زيارة للمدينة كان رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوة في 2013 حين نزل من صنعاء لمدة ساعات ليضع حجر الأساس لمشروع مستشفى السرطان في منطقة الحوبان والذي كان يفترض أن تموله دولة قطر ب 300 مليون دولار.
وجاء في المقال: “تأتي الزيارة كنوع من تطييب جروح المدينة، بعد أن تُركت تدير نفسها بأقل قدر من إمكانات الدولة وحضورها.. خُلقت إشكالات ما كان لها أن تُخلق إذا استندت المحافظة إلى ظهر دولة قوي، لكنها عانت من حصار خانق من جماعة إرهابية لا تعرف قيما ولا أخلاقًا ولا تقدر حق الناس في الحياة بحرية وكرامة، في حين ووجهت أيضًا بكافة سبل التضييق من شركاء المصير”.
وقال إن “أمام الرئيس ملفات عصيبة في هذه المحافظة المنهكة، فهي التي دفعت أغلى الأثمان والتضحيات في سبيل رفض المشروع الحوثي، وصارعت وحيدة في ظل توجه كل وسائل الدعم لبقية المحافظات”.
عودة الدولة الحقيقية
تحدث “اليوسفي”، في مقاله عن الحرمان الذي تعيشه تعز بخلاف بقية المحافظات المحررة، وقال إن “رشاد العليمي” يدرك “هذه التفاصيل، وحين يعود اليوم إلى المدينة فإنه يدشن مرحلة عودة الدولة الحقيقية، ويفترض أن تكون هذه الزيارة غير عابرة، وأن تكون زيارة كسر حصار، وكسر جمود في العلاقة بين أبناء تعز وقيادتهم.
واعتبر أن هذه الزيارة “تفتح باب الأمل لعودة الدولة إلى عاصمة مدنية الدولة”، وبرأيه فإن “مؤسسات الدولة لن تبدأ عودتها إلا من تعز، وما عداها مجرد مشاريع مجزأة لن يكتب لها النجاح إلا إذا كانت تعز نموذجا يحتذى به”.
وقال: “يستطيع فخامة الرئيس وبقية القوى السياسية الملتفة حول شرعية الجمهورية اليمنية أن يقودوا هذا النموذج من تعز، فهو أقل كلفة وأسهل إدارة، أما ماعدا ذلك فإنهم سيظلون ينفخون في قربة مخرومة”.
وخاطبهم جميعًا قائلاً: “أعيدوا المؤسسات لتعز كي تعود المؤسسات لبقية البلاد، ما لم يحدث في تعز فلن يحدث في مكان آخر، وعليكم أن تجربوا، فقد جربتم في أماكن أخرى وضاعت الجهود سدى”.
التحام بالشعب وآمال التحرير
وفي السياق، قال الصحفي زياد الجابري، إن “رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في حضرة مدينة المقاومة والصمود”.
وأضاف، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”: “هنا صورة من التحام القيادة بالشعب، هي مقدمة طيبة يجب استغلالها والاستفادة منها في إعادة الثقة وإدارة عجلة التنمية في هذه المحافظة المنسية طيلة السنوات العشر الماضية”.
فيما عبّرت الناشطة “سارة عبدالله حسن”، عن أملها في “أن يكمل الرئيس العليمي والمجلس الرئاسي فرحة أهالي تعز بتحرير المحافظة، والمضي قدماً في تحرير بقية المناطق وتوفير الخدمات لها”.
وقالت في تدوينة بحسابها على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “بقاء الأوضاع كما هي عليه الان لا تخدم أحد إلا الحوثيين”.
وصباح اليوم الثلاثاء، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى محافظة تعز (جنوب غربي البلاد)، قادماً من العاصمة المؤقتة عدن، في أول زيارة منذ تقلده منصبه عام 2022، برفقة عضوا مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، وعبدالله العليمي، وعدد من المسؤولين، وسط استقبال جماهيري كبير حظيت به الزيارة.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في تصريح لوسائل الإعلام، إن زيارته لتعز تأتي “تقديراً لصمود أبنائها الأسطوري إلى جانب القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في مواجهة المشروع الامامي المدعوم من النظام الايراني”.
وقال “العليمي”، إن “تعز ستبقى رافعة للمشروع الوطني، ومهد التغيير، وعاصمة للصمود الذي سطرته على مدى سنوات من الحصار الظالم الذي فرضته المليشيات الحوثية الارهابية”.
وأوضح أن لقاءاته مع قيادة السلطة المحلية والأجهزة المعنية والفعاليات المجتمعية في المحافظة، “ستركز دائماً على تعزيز سبل العيش، وتحسين الخدمات، وحشد كافة الطاقات خدمة لهدف التحرير”.