برّان برس - خاص:
قال مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة المحويت (شمال غربي اليمن)، يحيى السقير، إن جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، إضافة إلى تضاريس مديرية ملحان، جنوبي غرب المحافظة، ضاعفا معاناة أهالي المنطقة المنكوبة، والذين قال إنهم يواجهون الكارثة بمفردهم دون أي سند.
وأضاف “السقير”، في حديث خاص لـ“برّان برس”، إن المحافظة تعرضت خلال اليومين الماضيين، لأمطار غزيرة استمرت نحو 18 ساعة، امتدت من شبام كوكبان شمالاً وحتى مديرية ملحان، أقصى الجنوب الغربي للمحافظة.
كارثة ملحان
وعن كارثة ملحان، قال “السقير”، إن المنطقة “تعرضت لأمطار غزيرة جداً أدت إلى انهيارات طينية وصخرية”، مضيفًا أنه من المعروف أن القرى هناك في عرض الجبال”.
وأضاف أن 7 سدود (حواجز مائية متوسطة)، انفجرت، وجرفت المنازل والمزارع ووصلت المياه إلى تهامة، مضيفًا أن الطرق تقطعت، وأصبحت ملحان معزولة كلياً اليمن وعن العالم.
شاهد المحويت تصحو على كارثة هنـــــــــــــا
وعن الطبيعة الجغرافية لمديرية ملحان، قال إنها “منطقة جبلية تقع عزلها على قمم شاهقة وعرة جداً لم تصل الطرق إلى بعضها، والمنازل في عرض الجبال”، مشيرًا إلى أن “بعض القرى في المديرية لا يزال أهلها يصعدون إليها بالحبال”.
إحصائية رسمية
وعن الإحصائيات الأخيرة للكارثة، أكد “السقير” ما نشره “برّان برس”، في وقت سابق، حيث تهدم 37 منزل كليًا في عزلتي القبلة وهمدان بمديرية ملحان، في حين بلغ عدد القتلى 43 قتيلًا.
وقال إنه “تم انتشال 30 جثة حتى العاشرة مساء الأربعاء 28 أغسطس2024، مضيفًا أن “بعضهم تحول إلى أشلاء تم جمعها من عدة أماكن بعيدة عشرات الجثث لا زالت مفقودة بعضها تحت الركام”.
ومن ضمن الخسائر المادية، تحدث عن تدمير “8 سيارات، وأربعة محلات تجارية، وسوق بأكمله، إضافة إلى تهدم 7 سدود، و10 حقول زراعية جرفتها السيول بالكامل، فضلًا عن انقطاع تام للطرق والاتصالات”
عوامل ضاعفت الكارثة
وعن العوامل التي ضاعفت الكارثة، قال “السقير”، إن “التضاريس القاسية ووجود المنازل في عرض الجبال والسدود في الأعلى، أسهمت في مضاعفة الكارثة، مبينا ان السدود، هي حواجز مائية أهلية وليست حكومية، أي شيدها الأهالي بأنفسهم “ولم يكن وضعها جيد”.
وإضافة إلى ذلك، قال إن من ضمن العوامل “عدم صيانة السدود، وكونها قديمة، وأيضاً المنازل قديمة، ولم يتمكن الأهالي من صيانتها أو بناء منازل جديدة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والسيئة للغاية بعد انقلاب الحوثي، ووعورة تضاريس المنطقة”.
وأوضح أن الأهالي “يواجهون صعوبة في نقل مواد البناء، وهو ما جعل بناء منازل جديدة مكلف جدًا“. وعن أسباب بناء السدود في الأعلى، قال “السقير”، إن “وجود المدرجات الزراعية، وحفاظاً عليها يتم تشييد المنازل في عرض الجبال والسدود في الأعلى ونزلت السدود والمياه والأحجار والتربة على المنازل”.
واتهم جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم بـ“مضاعفة الكارثة، بعد أن استهلكت كافة مقدرات، وأموال الدولة وأصبحت المؤسسات جسم بلا روح لم تستطع تقدم أي إغاثة للناس”.
وقال: “الناس هناك في ملحان يواجهون الكارثة عزل وفرادى بدون سند، ومن غير دولة تسندهم، ومن غير هيئات أو مؤسسات تغيثهم.. يواجهون مصيرهم منفردين لأن الحوثي أفرغ المؤسسات من أعمالها واستغلها في حربه العبثية ضد اليمنيين”.
أعمال الإنقاذ
وعن طبيعة التدخلات الإغاثية والإنقاذية، قال إن “فريق الهلال الأحمر الذي أتى من صنعاء والمحويت هم أشخاص معهم 3 سيارات تويوتا، ولم يستطيعوا الصعود من أسفل الجبل إلى الأعلى حيث تقع القرى المنكوبة”، مؤكدا أن عناصر الفريق “لا يملكون معدات شق ولا معهم أجهزة وآلات”.
وفي حديثه لـ“برّان برس”، اتهم المسؤول المحلي، جماعة الحوثي باستهلاك مؤسسات الدولة، التي قال إنها “أصبحت مفرغة من محتواها، وأصبحت جسم بلا روح”، مضيفا: “عندما يأتي فريق الدفاع المدني أو الهلال الأحمر يأتون أفراد بأيديهم دون وسائل أو معدات ولا جدوى من وجودهم”.
وأردف: “الحوثي استخدم مقدرات الدفاع المدني والهلال الأحمر في معركته ضد اليمنيين وأصبحت مؤسسات خاوية لا تقدم شيء للمواطنين وأصبح السكان في مناطق سيطرة الحوثي يواجهون مصيرهم بأنفسهم”.
شاهد مشاهد صادمة هنـــــــــــــا
الاحتياجات ودور السلطة
وعن احتياجات الأهالي في ملحان، قال “السقير”، إنهم “يحتاجون إلى معدات ثقيلة تخرج الناس من تحت الركام إلى طيران ينقل المصابين ويصل المناطق التي لم يعد الوصول إليها سهلاً، أما إرسال أفراد الهلال الأحمر بدون معدات، فهناك الأهالي معهم الفؤوس والمعاول وليسوا في حاجة أفراد بدون معدات انقاذ وانتشال وإسعاف.
وبشأن دور السلطة المحلية المعترف بها، قال: “أصدرنا بيان حول الكارثة، وأعلنا فيه مديرية ملحان منطقة “منكوبة”، وأطلقنا نداء استغاثة عاجل ناشدنا الحكومة بسرعة بالتحرك، وناشدنا الأمم المتحدة والأوتشا".
وأضاف: “مهما حاولنا إرسال مساعدات، لا نثق بوصولها، ولنا تجربة مع الحوثي في العام 2020 أثناء جائحة كورونا، أرسلنا نحن في السلطة المحلية للمحويت مساعدات ولم تصل استولى عليها الحوثي".
ودعا المسؤول المحلي، المنظمات الأممية والوكالات الدولية والمتبرعين لأن يوصلوا مساعداتهم بأيديهم إلى الأسر المتضررة والمنكوبة في ملحان.
أمطار متواصلة وكارثة قائمة
للأسبوع الثالث على التوالي، تشهد محافظة المحويت (شمال اليمن)، أمطارًا متواصلة، ومتفاوتة الغزارة، إلا أن أشدها غزارة شهدتها المديريات الجنوبية والغربية الثلاثاء 27 أغسطس/آب 2024.
وبعد 10 ساعات ليلية متواصلة من الأمطار الغزيرة، بدأت عصر الثلاثاء وحتى الساعة الثانية فجرًا، صحت محافظة المحويت، أمس الأربعاء، على كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المحافظة، شهدتها مديرية ملحان 105 كيلو متر (غربي المحافظة).
“برّان برس”، كان له السبق في نقل أولى تفاصيل الكارثة، حيث أبلغتنا مصادر محلية في المحويت (في وقت متأخر من مساء الثلاثاء) بحدوث كارثة إنسانية في مديرية ملحان ذات التضاريس الجبلية الشاهقة وشديدة الانحدار، نتيجة الأمطار الغزيرة التي تسببت في انهيار العديد من المنازل، وسقوط العديد من الضحايا.
وقالت مصادر محلية في أحاديث منفصلة لـ“برّان برس”، إن الأمطار الغزيرة والمستمرة، أدت إلى امتلاء الحواجز المائية المنتشرة في عزل المديرية، وانفجار العديد منها، ما أدى إلى جرف منازل المواطنين، وأراضيهم الزراعية، ومحالهم التجارية، كما تهدمت بعض المدارس والمساجد.
وأضافت أن جميع سكان عزل قبلة ملحان نزحوا إل المساجد والمدارس وإلى قمم السلسلة الجبلية في المديرية، مؤكدّة أن الأسر تعيش أوضاعًا كارثية نتيجة انعدام الغذاء والدواء والمأوى ووسائل البقاء، في ظل الظروف المناخية العنيفة.
إلى ذلك، قالت المصادر، إن صخورًا عملاقة تساقطت من المرتفعات الجبلية، وأغلقت الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية من/إلى المديرية، مؤكدًة أن أهالي المديرية باتوا محاصرين كليًا وسط غياب تام لأي دور من سلطات الأمر الواقع التابعة لجماعة الحوثي والتي تسيطر على المحافظة، لمساعدتهم.