قبل أسابيع أحتفلنا بالذكرى 42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ، والآن نحتفل بالذكرى 34 لتأسيس التجمع اليمني، للاصلاح والتنظيمان الاصلاح والمؤتمر. الأكثر تاثيراً في الحياة السياسية اليمنية خلال العقود الأربعة الأخيرة، ومن الصعب على الباحث فصل مسيرتهما المشتركة مثلما هو صعب الفصل بينهما في التداخل التاريخي والفكري والاجتماعي.. ... ولعبا معاً دور المعارضة والسلطة وشكلا بنية النظام السياسي سلطة ومعارضة أو توافق وطني مثلما هو الحال قبيل سقوط حكومة التوافق الوطني من قبل المليشيات الحوثية الإ نقلابية.
وبعد سقوط حكومة التوافق الوطني ودخول المليشيات صنعاء. لم يتوفق التنظيمان
في صد المؤامره واختلفت الرؤى.. وفي هذا الجانب ربما مثلت مارب كجغرافيا نموذج سياسي حيوي أستطاع تلافي خطأ المركز وكافح من أجل بناء معادلة ضمن الممكن السياسي وبدعم عربي ممثل بالتحالف العربي..
لقد قلت أكثر من مرة نحن لا نحتاج الى فعاليات شكلية لإحياء ذكرى أي تنظيم يهدف المنظمون من خلاله إلى دعاية سطحية لا قيمة لها من وجهة نظري في ظل الظروف الحالية.. ..........
مارب يجب أن تتسع لحوارات نقدية للمرحلة في كل المناسبات وفي ذكرى أي تنظيم ويشارك فيها صانعوا قرارات التنظيمات وإخراج السياسة من التداول الضيق و التقليدي إلى طيف جماهيري واسع و خطاب مسموع وواضح ..
و دون ذلك لا جدوى من إقامة مثل هذه الإحتفاليات إن لم تستهدف تقييم المرحلة لكل تنظيم أو بشكل جمعي كما هو حال مارب حيث لازال الطيف المتعدد موجود ويجب الحفاظ عليه...
وفي ظل الظروف الراهنة تشكل الفعاليات التقليدية المتكررة عبء على العمل السياسي، مالم تجيب على أسئلة المستقبل الملحة! وتفتح نقاشات جادة لتقييم المرحلة ، ويتم إزاحة بعض الممارسات الوصائية التقليدية، وتتحول السياسة إلى فعل جماهيري مفتوح على الأقل من حيث ممارسة النقد البناء والنقاشات ..
هذا السلوك وحده سوف يعيد هيبة البناء السياسي في المرحلة الراهنة...
وبدون أدنى شك أن البنية السياسية تضررت خلال سنوات الصراع وبشكل كبير، إن لم تكن قد اقتربت من الإجتثاث ومغادرة الساحة لصالح قوى أُخرى، واذا جاز لنا القول أن منح القوة للبنية التنظيمية السياسية الديمقراطية لن يتم إلا عبر نقاشات واسعة ومشاركة جماهيرية عريضة تستطيع خلالها المنظومة السياسية إكتشاف تطلعات الجماهير وتحفيز المنظومة السياسية على تلبية الطموحات المشتركة للجماهير وإنهاء حالة الإنفصام السياسي الموجود فعلاً بين الشارع والمنظومة السياسية.....
لقد استهدف الصراع اقتلاع المنظومة السياسية الوليدة، بلل إن هناك من راهن على عدم صلاحيتها للمستقبل، تزامن هذا مع أداء ضعيف وهش للمنظومة خلال سنوات الصراع..
والحقيقة أن الصراع علاوة على الضرر الذي ألحقه بالمنظومة السياسية الديمقراطية، فقد أثبت هشاشتها بشكل كبير، وأمام هذا الواقع نحن لسنا بحاجة إلى إحتفالات شكلية، نحن بحاجة الى إجابة على أسئلة المستقبل وكيفية معالجة الضرر الذي لحق بالمنظومة ولا نغامر اذا قلنا ضرورة اثبات صلاح هذه المنظومة او كيفية تجديدها للنهوض بالوضع السياسي الكارثي الذي خلفه الصراع.. ..
ومن هنا نهني جميع منتسبي الطيف التعددي الديمقراطي الموجود فعلياً في مارب بمناسبة الذكرى 34 للتجمع اليمني للاصلاح.