إن سبتمبر هو بوابة اليمن لدخول العصر، محطة تاريخية كبيرة ؛ أعاد لليمن قيمته التي كاد أن يفقدها على يد الإمامة، صاغ هويته التي كادت أن تضيع؛ بل إن سبتمبر هو قراءة يمنية معاصرة للإسلام وليس فكرة بديلة له كما تحاول الإمامة تصوير الأمر، وهو إعادة اعتبار للدين الذي شوهته الإمامة وحولته إلى امتيازات واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا. إن ركائز الهوية السياسية اليمنية السبتمبرية التي يجب أن يعظ عليها اليمنيون بالنواجذ، هي الجمهورية والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعدالة والسيادة، ومن يرفض هذه المبادئ فهو جاهل ويخدم مشروع الإمامة، سواء عرف أم لم يعرف أن تفوق أحرار سبتمبر الأوائل والمتأخرين على الإمامة يكمن في مبادئ سبتمبر، وأن قيمة ثوار سبتمبر تأتي من قيمة هذا الحدث العظيم، ومكانة هذه المهمة الجسيمة، وعظم التضحيات التي قدمت في سبيل ذلك.
وإنه لمن جميل الأقدار أن تأتي مناسبة مطارح مأرب متزامنة مع سبتمبر، ولا غرابة فهي ( أي مطارح مأرب) امتداد لثورة سبتمبر، ومحطة من المحطات الوطنية الكبيرة التي لا يمكن محوها، أو نسيانها. لقد صنعت هذه المطارح الحدث بكل جدارة، صنعت التاريخ وانتصرت لسبتمبر المغدور من الإمامة التي ظنت أنها بعد التعثرات التي مر بها الوطن قد أصبحت قادرة على العودة، ولكن خاب ظنها، لقد شكلت مأرب حصنًا جمهوريًا منيعًا وعصيًا على الاقتحام، وحضنًا عصيًا على التفرقة والعنصرية لاذ به كل أبناء الوطن، ووقفوا صفًا واحدًا، وسالت دماؤهم على ترابه في مواجهة الإمامة الجديدة. لقد شكلت مطارح مأرب نواة للمقاومة الوطنية وسندًا كبيرًا للجيش الوطني، وأصبح بمأرب منيعًا؛ بل إن اليمن اليوم كله يعول على مأرب ومقاومتها وجيشها الوطني لما هو أبعد؛ وذلك في استعادة الوطن والدولة من يد الإمامة.
إن أسماء كالشدادي وشعلان والحاضري والوائلي .. هي بلا شك قامات وطنية ملهمة للنضال، لا تقل أهمية عن قامات مثل علي عبد المغني والزبيري والسلال وجزيلان، وهذه المعركة لا تقل أهمية عن سبتمبر؛ بل هي امتداد له، وسيكون النصر حليفها بإذن الله.