برّان برس - خاص:
قال وزير الشباب والرياضة، رئيس مجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية بمدينة عدن، نايف صالح البكري، إن محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، “كانت خلال العقد الأخير عند مستوى التحديات”، متحدثًا عن الدور الذي لعبته قيادة السلطة المحلية بالمحافظة والتي وصفها بـ“الحكيمة”.
وأضاف الوزير البكري، في تصريح خاص لـ“بران برس”، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب، إن المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية “خاضت معارك عسكرية وسياسية وأمنية، وأدت دورها بمهنية عالية ومسؤولة، ومضت بمسارات متوازية بين إدارة المعركة، وجهود البناء والتنمية”.
وإضافة إلى ذلك، قال إنها “عملت أيضًا على حماية المؤسسات السيادية، والمنشآت الحيوية، والمكتسبات الوطنية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار. كما هيأت الأرضية لانضمام الآلاف من أبناء القوات المسلحة والمقاومين من أبناء القبائل اليمنية، ووفرت ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين”.
ووصف “البكري”، وهو أوّل محافظ لمحافظة عدن بعد تحريرها من جماعة الحوثي في 20 يوليو/تموز 2015، تصدي مأرب للهجوم جماعة الحوثي على المحافظة بالوقفة الشجاعة والبطولية، قائلًا: “ونحن نعيش الذكرى العاشرة لمطارح مأرب، فإننا نستحضر تلك الوقفة الشجاعة والعمل البطولي في تشكيل السياج البشري والنسق الأول في مواجهة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا”
وعبّر عن إعجابه بما وصفه بـ“القرار التاريخي، والتجربة الفريدة لمحافظة مأرب”، التي قال إنها “جسدت روح الانتماء، وأكدت معنى التلاحم الوطني والمجتمعي والأداء المسؤول جنباً إلى جنب مع السلطة المحلية، بقيادة اللواء سلطان بن علي العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب”.
وقال إن اللواء العرادة “قدم نموذجاً في القيادة والإدارة، وتمكن ومن معه من القادة العسكريين والسياسيين ومشايخ القبائل من تشكيل ذلك الاصطفاف الوطني في مواجهة مليشيات الحوثي”.
وشدد “البكري”، في حديثه لـ“برّان برس”، على ضرورة أن يكون هذا النموذج الذي قدمته مارب في ظل حرب مشتعلة، “ملهما لكل المراحل”، مؤكدًا على أهمية “أن يدرك الجميع أن مصدر قوة مارب من قوة التلاحم الوطني والمجتمعي والإدارة الحكيمة والمسؤولة، فضلًا عن الإرادة المجتمعية الموحدة القادرة على حماية مؤسسات الدولة، وتعزيز سلطة النظام والقانون، وتنفيذ مشاريع البناء والتنمية وإفشال أي مخطط عدواني أو تخريبي”.
وقال: “لست هنا في مقام تقديم النصائح، فمأرب بمن فيها علمت الآخرين.. لكن لا بأس أن أعيد الدروس التي تعلمناها نحن من مأرب حين علمتنا أن مارب غالية، وأن التضحيات خلال ما يقارب 10 سنوات، وما تحققت من نجاحات تفرض على الجميع العمل بروح الفريق الواحد ومواصلة الجهود لتحقيق التنمية والازدهار، والاستمرار في مشاريع بناء الدولة وتقوية مؤسساتها".
وشدد الوزير البكري، على “ضرورة أن تكون مقومات النجاح التي شهدتها سنوات الحرب حاضرة في الرؤية المستقبلية، وأن تبقى ملهمة للأجيال، وأن يبقى النموذج محل تقدير الجميع”.
ولن يكون ذلك، وفق الوزير البكري، “إلا من خلال تقديم المصلحة العامة على المصالح الضيقة، وبذل مزيد من التعاون في وضع حلول للمشاكلات، ووقوف مختلف المكونات المحلية في وجه التحديات، والعمل معًا على تقوية المؤسسات الأمنية والقضائية، وتثبيت الأمن والاستقرار، وتعزيز التفاهم وبناء الثقة المتبادلة”.
إلى ذلك، أكّد الوزير أهمية “الاستفادة من النجاحات والإخفاقات السابقة في تحسين الأداء وتطوير المشاريع والاستراتيجيات بشكل مستمر، بما يمكن من تقديم مثال يحتذى به في بقية المناطق والمحافظات اليمنية”.
ووجه الوزير البكري، رسائل عبر “بران برس”، إلى “مأرب، وقبائلها، وأحزابها، وسلطتها المحلية في الذكرى العاشرة لموقفها البطولي دفاعاً عن الدولة والنظام الجمهوري، والهوية الوطنية، وقيم السلام والتعايش”. واصفًا هذه الذكرى بـ“العظيمة” التي “تجسدت فيها المواقف المشرفة في مواجهة مليشيا الحوثي سلام على مأرب الشامخة، رمز الصمود والكرامة وتحية حب ووفاء وتقدير”.
وقال في رسالته إلى “قبائل مأرب” التي قال إنها “وقفت صفًا واحدًا في وجه التمرد الحوثي، ومثلت صروحًا من الولاء والانتماء للوطن، وقدمت أروع الأمثلة في التضحية والإباء، وكانت ولا تزال درع اليمن الحصين، بما تمتلك من الحكمة وسداد الرأي: استمروا في الحفاظ على هذا النهج، واحرسوا هذا المنجز وهذا التاريخ الناصع.. وتذكروا دائمًا تضحيات الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية الأرض والعرض والكرامة.. وأن يكون حلمهم في وطن آمن ومستقر دافعًا لمواصلة السير في تحقيق تلك الغايات السامية”.
وفي رسالته للأحزاب السياسية، قال الوزير البكري: “في الوقت الذي انقسمت فيه السياسة وتباينت المواقف، كنتم الاستثناء والقدوة في تجاوز الخلافات وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة. وقدمتم تجربة ناجحة يجب أن تكون مثالاً يحتذى به في كل ربوع اليمن، فمزيدا من تكاتف الجهود السياسية ورعاية التجربة، والاستمرار في مد جسور الثقة بين مختلف المكونات، وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش”.
وأما رسالته إلى “السلطة المحلية بقيادتها التي وصفها بـ“الحكيمة” فجاء فيها: “إن النجاح الذي تحقق هو بصماتكم الواضحة، وهو دليل القدوة في القيادة الحكيمة والمسؤولة، وبجهودكم المباركة، وبرؤيتكم الواضحة حطمتم أطماع المشروع الإيراني وأذنابه، وحافظتم على الأمن والاستقرار.. استمروا في نهجكم هذا، واجعلوا من هذه الذكرى فرصة للتفكير في المستقبل والعمل من أجل استكمال مشروع التحرير. استمروا في تقديم النموذج الحي التلاحم، واعملوا على تعزيز المؤسسات وتحقيق التنمية، فأنتم الأمل في استعادة الدولة”.
واختتم وزير الشباب والرياضة حديثه لـ“برّان برس”، برسالة توجه بها إلى “كل الأبطال في مأرب الأحرار الذين التحموا بصفوف النضال وحماية الدولة والنظام الجمهوري”، وقال فيها: “لقد أثبتم أن اليمن لن يسقط، وأن أبناءه قادرون على استعادة الدولة، وأن إرادة الشعب لا يمكن كسرها. لقد قدمتم درساً عظيماً في الانتماء للوطن، وأثبتتم أن الحياة بكرامة تأتي من قوة الموقف وصلابة الإرادة. استمروا في نضالكم ومشواركم، فأنتم أمل اليمن واليمنيين”.
وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت القبائل في مأرب معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” بمنطقتي “نخلا والسحيل” شمالي غرب المحافظة ومن ثم في الأطراف الغربية والجنوبية، لمواجهة هجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة بالقوّة.
وجاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتدائها على أبناء القبائل بالمناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، ومع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.