استشعر أبناء مأرب خطر مشروع المليشيات الحوثية منذُ وقت مبكر، عندما خرجت المليشيات الحوثية من صعدة لمهاجمة اللواء310 بعمران وبداية مشروعها التوسعي المدعوم من إيران، كان هناك تحرك للمليشيات الحوثية في أقصى شمال غرب مأرب تحديدًا بمديرية مجزر بغية السيطرة على محافظة مأرب طمعًا في ثروات البلاد بمأرب، تصدت قبائل مأرب بكل بسالة لهذه التحركات العسكرية، وقدمت القبائل في هذه المعركة العديد من الشهداء والجرحى أبرزهم القائد/ قايد بن رقيب الأجدعي، والشيخ/ مبارك الشليف الجهمي، والقائد/ منصور هندروس المرادي. وعدد من الشهداء نسأل من الله لهم الرحمة. استمرت المعارك في مديرية مجزر مأرب حتى سقطت العاصمة صنعاء بيد المليشيات الحوثية في 21 من سبتمبر عام 2014م. حينها اتخذت القبيلة المأربية استراتيجية جديدة للمواجهة حيث تم إنشاء عدد من المطارح لحشد الطاقات وتكاثف الجهود بشكل أوسع وأكبر مما كانت عليه سابقًا وفي كل الجوانب؛ لمواجهة المتغيرات حيث أصبحت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تسيطر على عاصمة البلاد و كذلك سلاح الدولة أصبح تحت تصرفها، وهذا التحول جعل القبائل المأربية أكثر اندفاعًا لتأسيس عدة مطارح قبلية في عدة مناطق من مأرب باستثناء بلاد الجدعان التي كانت حينها ميدان المعارك وفيها الخطوط الأمامية لمواجهة الزحف المليشاوي الفارسي، ومن تلك المطارح التي تم إنشاؤها ( نخلا والسحيل _ نجد المجمعة _الوشحاء وغيرها ) ضمت هذه المطارح أبناء قبائل مأرب والجوف وعددًا من أحرار اليمن الذين تنبهوا لخطر الحوثي مبكرًا.
تأسست المطارح، ورتبت القبائل صفوفها ودعت أحرار اليمن للانضمام للمطارح، وقد صدر من المطارح أول بيان رفض للانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية والذي كان أول بيان يرفض الانقلاب على مستوى اليمن و المنطقة، في توقيت يرى فيه المراقبون بأن إعلان المقاومة حينها يعد انتحارًا!!
إلا أن مطارح مأرب تأسست بقرار شجاع في منعطف خطير تمر به البلاد، وحملت هذه المطارح أبعادًا عسكرية وسياسية واجتماعية؛ فكانت عسكريًا تعتبر تكتيكًا قتاليًا من خلاله يتم الاستعداد لمعركة قادمة، وسياسيًا تعتبر نقطة النور الوحيدة وحاملة النظام الجمهوري والتعددية السياسية، واجتماعيًا كانت المطارح هي المكان الذي جمع كل الأطياف بعيدًا عن الخلافات القبيلة والحزبية في تلاحم أخوي حول الثوابت الوطنية والشرعية الدستورية.
وبعد بزوغ شعاع النور لمشروع المقاومة من مأرب توافد أحرار الجمهورية من كل حدب وصوب إلى مطارح مأرب التي كانت لهم الملاذ الآمن الذي وجدوا بها المناخ المناسب لتشكيل طلائع المقاومة التي أوقفت زحف الميليشيات الحوثية وأفشلت مشروعهم التوسعي في شبه الجزيرة العربية، وكانت مأرب ولا تزال وستبقى قلعة الجمهورية الحصينة المنيعة منطلق التحرير وعاصمة المقاومة في كل وقت وحين رغم كيد الكائدين وأعداء الوطن أجمعين.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، النصر للمرابطين على كل ثغور الوطن.