تأتي الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح "مأرب العزة والإباء" لتجسد تاريخ الأبطال، وتذكر الجميع ببطولات نادرة، وتضحيات جسيمة اجترحت في مرحلة تاريخية صعبة؛ لكنها دُونت في إضبارة التاريخ بدماء زكية سقت الأرض في زمن جدب شديد، لكنها صنعت جدارًا منيعًا تحطمت على أسواره جحافل غزاة اعتقدوا أن حربهم على مأرب نزهة ليس إلا، سرعان ما ينهونها ويعودون أدراجهم من حيث قدموا.
في صيف 2014 نُصبت الخيام وخرج الشيبان والشباب استعدادًا لمواجهة مليشيات الدمار والتخريب، التي كان يُخيل لها بأن الدخول إلى مأرب أمرًا سهلًا كما فعلت في المحافظات الأخرى، ولكنها لا تعلم بأن مأرب أبعد عليهم من عين الشمس كما قالها السلطان.
لقد مثلت مطارح مأرب علمًا للمقاومة، وغدت رمزًا للكرامة وعنوانًا للفداء والجود بكل شيء من أجل الأرض والإنسان، وستبقى كذلك مدى التاريخ تتداولها الأجيال جيلًا بعد جيل، دون إغفال بأن المطارح كانت من أبرز الأحداث التي شهدتها اليمن عامة ومأرب على وجه الخصوص، وسيبقي الثامن عشر من سبتمبر يومًا مجيدًا في سفر تاريخنا، باعتباره حصنًا منيعًا للدفاع عن مأرب وساكنيها، وتجسيدًا لوحدة فريدة بين أبناء مأرب الأحرار.
ختامًا.. لا ننسى بأن المطارح شكلت نقطة تحول مهمة في صراع لاتزال معاركة مستمرة، ونيرانها مستعرة, وفوق ذلك كان لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الوضع الأمني والسياسي العام في مأرب خاصة والبلد عامة، وفي مسار كفاح الشعب من أجل أهدافهم النبيلة .