تحتفل اليوم اليمن بالذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب، تلك الذكرى التي تتزامن مع حلول شهر الثورة اليمنية المجيدة 26 سبتمبر/أيلول. مأرب، بمديرياتها وقبائلها وأحزابها السياسية، قدمت درسًا بليغًا في كيفية الدفاع عن الوطن وحمايته من مشاريع التمزق والانهيار. فعلى أرضها انبثقت نواة المقاومة الشعبية التي تصدت ببسالة لهجمة إمامية رجعية كانت تسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة البلاد إلى زمن الإمامة البائد.
منذ تأسيس مطارح مأرب، تجسدت في هذه البقعة من الوطن أسمى معاني الصمود والكرامة الوطنية. لقد لعبت مأرب دورًا محوريًا في صد عدوان المليشيا الحوثية الإرهابية على الجمهورية اليمنية، وساهمت بشكل كبير في إجهاض المشروع الإيراني التوسعي في اليمن. ولم تك تلك المطارح مجرد مواقع عسكرية، بل كانت حاضنة للروح الثورية والوعي الوطني، إذ تحولت إلى قاعدة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية اليمنية المنهارة، وانطلقت منها قوافل التحرير إلى مختلف المحافظات اليمنية.
تعتبر مأرب اليوم نموذجًا حيًّا للحضور الفاعل للدولة ومؤسساتها في ظل فوضى الحرب والانهيارات المتتالية التي عصفت بالبلاد. في وقتٍ كانت فيه الكثير من المناطق تتهاوى تحت وطأة مليشيا الحوثي، ظلت مأرب صامدة بقوة شعبها وحكمة قيادتها المحلية، رافضةً الخضوع لقوى الظلام والرجعية. وقد تحولت إلى ملاذٍ آمن لكل اليمنيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، مما يؤكد أن مأرب ليست مجرد محافظة، بل هي قلب اليمن النابض وروحها الثائرة.
في هذه الذكرى العظيمة، نجد أن من واجبنا تسليط الضوء على مأرب وما قدمته من تضحيات في سبيل الحفاظ على الجمهورية وحماية سيادة اليمن. إن هذه الوقفة البطولية تستحق أن تُخلد في الذاكرة الوطنية، وتُدرس للأجيال القادمة كنموذجٍ فذ للبطولة والشجاعة.
ختامًا، نستطيع القول إن مأرب بشموخها وصمودها ما هي إلا تجسيد للروح اليمنية الثورية الأصيلة التي ترفض الذل والاستسلام، وتصر على العيش بحرية وكرامة تحت ظل الجمهورية والوحدة الوطنية.