/أحمد حوذان
في مثل هذا اليوم، تجسدت مأرب كرمز للحضارة والقوة من خلال حصونها وقلاعها، وبتكاتف رجال الدولة والقبائل والجنود والمدنيين الذين بذلوا جهودًا مضنية لاستعادة تاريخهم المجيد كملوك سبأ، حيث يعد أصل العرب واليمنيين. إن تاريخهم يمتد ويتواصل، وما يزال يُسجل بحروف من ذهب. لقد كانوا دائمًا سندًا لهذا الشعب، ولثورة سبتمبر المجيدة، ولذكرى الرابع من أكتوبر، وللتضحيات التي تروي معاني النضال والصمود. إن هذا يجسد مشروع مقاومة التمدد الحوثي والامتداد الإمامي الاستبدادي الذي خيم على كاهل اليمنيين لعقود.
وفي الذكرى الأليمة للانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر، تجسد ذكرى مأرب تحول الحزن إلى فرح وسعادة، لتصبح علامة فارقة في التاريخ. ستظل هذه الذكرى خالدة في أذهان الأجيال القادمة.
بعد أن انهارت الرتب والنياشين وسُلمت المعسكرات، ومع الانتفاشة الحوثية واجتياحها العاصمة صنعاء والسيطرة بالقوة على عدة مدن يمنية، برزت هذه الجماعة المدعومة من إيران بشكل صارخ، مهددة بأنها ستواجه أي معارض لها بمخاطر جسيمة، مما يشير بشكل واضح إلى نيتها في اجتياح مأرب.
وفي ظل هذه الظروف، استعدت مأرب وقبائلها جيدًا لمواجهة مشروع الوهم والخداع، فارضةً نفسها كتجربة حيوية وعاملاً ذا أهمية في التاريخ، حيث لعبت دورًا محوريًا في التصدي للفوضى والنشاطات الحوثية التي تتبنى الفكر الإمامي.
هاجمت الميليشيات من جميع الجهات، ولكن مأرب كانت لها بالمرصاد، تتصدى لكل ما تحاول اقتحامه وتبتلع أساطيرها وخيالها وقوة سحرها. وفي مواجهة هذه التحديات، برزت أمامها قوة عظمى تتجاوز كل ما يمتلكونه، تمثلت في قبيلة عريقة وشجاعة، نشأت في معاقل مأرب التاريخية.
وكانت تُعد مطارح مأرب النقطة الأساسية التي انطلقت منها المقاومة والجيش، حيث وفرت الأرضية اللازمة لبدء هذه الحركات العسكرية.
على الصعيد الاجتماعي، لعبت مطارح مأرب دورًا محوريًا في تحقيق صلح قبلي أسهم في إنهاء كافة النزاعات والثأرات بين أبناء المحافظة.
كما تميزت مطارح مأرب بالتخلي عن أي شكل من أشكال العنصرية الحزبية أو المناطقية أو الطائفية، مما أتاح لها استقبال جميع أبناء مأرب أولاً، ثم أبناء الشعب اليمني بشكل عام.
يقول الدكتور والسفير اليمني لدى اليونسكو محمد جميح
في الوقت الذي كاد عَلَم الجمهورية أن يطيح تحت أقدام "الإماميين الجدد"، امتدت له يد الملكة بلقيس فارتفع عاليًا في المدينة التي لا عَلَم فيها اليوم إلا عَلَم اليمن، ولا صوت فيها يعلو فوق صوت الجمهورية التي دافعت عنها "مطارح مأرب" التي شكلت تجربة فريدة في المقاومة والثبات.
كما سلط السياسي والسفير اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان“ لدى المملكة المتحدة، في لقاء صحفي مع احد المواقع الإلكترونية الضوء على الدور الحيوي الذي لعبته "مأرب" في مقاومة انقلاب جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب منذ عام 2014، و"محاولات طمس الجمهورية في وعي الناس".
وقال “نعمان” لموقع بران برس تزامنًا مع “الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب”، إن “المحافظة العريقة قدمت نموذجًا متميزًا في الدفاع عن قيم الدولة والجمهورية”، التي “ظلت حاضرة في وعي المجتمع بصورتها التي نشأت في مأرب”.
واضاف ، أن قبائل مأرب تصرفت كجزء من الدولة، متجاوزةً الانتماءات القبلية التقليدية لتصبح نموذجًا في دعم النظام الجمهوري، كما كانت وفية للدولة خلال فترة الانهيار، موضحًا أن حماية الدولة تتطلب حماية القبيلة في إطار تطور طبيعي نحو النمو الحضري والمدني
أما شاعر سبأ فقد أفرزت قريحته إبداعاً. يقول
في مطارح كاسبين الجمايل
في وسط نخلا ووادي السحيل
جاو من شتى جميع القبايل
رافضين الذل سو المستحيل
للغزاه ألصو نيار الفتايل
يشهد التاريخ جيلاً لجيل
قبل دعم العاصفه والبدايل
قبيله للخصم شلو الصميل
والردي يشناه حمش الجدايل
ذي قعد يوم اشتعال الفتيل
كما زاد للذكرى بداهةً وقوةً وأضافت بدورها عمقًا وقوةً، تمكن الشاعر أبو جواس العبّاب من الردّ ببلاغة، قائلًا:
'بامتحان العز تكون مأربُ أوائل،
ومن يغزوها يعود صاغرًا ذليلًا.'
بامتحان العز مأرب أوائل،
من غزاها عاد صاغرًا ذليلًا.
أسأل التاريخ تلقى الدلايل
في صروح المجد من ألف جيل
في مطارح عاشقين الهوايل
يوم نخلا كل نشمي أصيل
شد بأسه والتحق بالقبايل
وصار كابوس الاعادي وويل
بعد ربي لـ آل مأرب فضايل
في مدِحهم ألف زامل قليل
تعود الذكرى لنستلهم منها الأحداث والعبر والدروس
والاستفادة منها في الذكرى العاشرة لمطارح مارب
تأسست في وقت كان التوسع الحوثي في ذروته، وكان مشروع المقاومة أشبه بمشروع انتحار، وكان لنجاح المطارح في كسر شوكة الحوثي دور كبير في انضمام اليمنيين لمشروع المقاومة
وفي هذا اليوم الأربعاء 18سبتمبر 2024م ستنطلق الساعة الثامنة مساء ،حملة الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج #مطارح_مأرب_تلاحم_جمهوري، والتي مثلت الجدار الصلب الذي تحطمت عليه أحلام المليشيات الحوثية الإرهابية ،