مثلت مطارح مأرب النواة للفعل الشعبي المقاوم ضد مليشيات الحوثي الكهنوتية، والخيار لكل القوى الجمهورية في مواجهة مخلفات الإمامة، وشكلت الحصن المنيع للبلد من الوقوع في مستنقع الأجندة الإيرانية ومليشياتها الطائفية.
تلاحمت في مطارح مأرب كل المكونات السياسية والاجتماعية في ملحمة تاريخية تبعث على الفخار، وتضاف إلى المعارك المفصلية التي خاضتها الأمة ضد المشروع الفارسي التوسعي التدميري.
لقد أكدت هذه المطارح الرواية التاريخية بأن مأرب وعلى مر الزمن عصية على التبعية والغزو الخارجي، فتحطمت على صخرة مقاومتها جحافل إيرلو وأتباع العمائم السوداء في طهران، وابتلعت صحراء سبأ حشود الظلام ومشروع الاستعباد والجهل والفقر والمرض.
لم يكن في حسبان المليشيات الإيرانية أن تلقى هذه المقاومة الشرسة في مأرب التاريخ والحضارة، من المقاومة والجيش والأمن، فأحفاد أولي البأس الشديد انطلقوا ومعهم الأحرار من سائر محافظات الجمهورية الذي استقروا في هذه المحافظة التي جمعت شتات اليمنيين، ولملمت قواهم وحملت آمالهم وتطلعاتهم في الخلاص من هذه العصابة العنصرية التي سامت المواطنين في مناطق سيطرتها أشد العذاب قتلًا واختطافًا ونهبت رواتب الموظفين والممتلكات العامة والخاصة، وأذلت واستعبدت وطغت وتجبرت.
لقد أثبتت مطارح مأرب أن القوة الحقيقية والغلبة لإرادة الشعب اليمني الحر الأبي الذي رفض الإمامة في نسختها الأولى، ويرفض الإمامة بنسختها الحوثية، وفجر براكين المقاومة التي أحرقت أوهام وأطماع المليشيات في النيل من أرض الحضارة والتاريخ.
إن النار تشتعل تحت الرماد وجموع المقهورين وضحايا الكهنة سينقضون على مليشيات الظلم والإجرام الحوثية، ويسدلون الستار على أبشع حقبة شهدتها اليمن، وينتصرون للجمهورية ومبدأ المواطنة المتساوية، وستبقى البطولات التي سطرتها مطارح مأرب ملهمة لليمنيين جيلًا بعد جيل في كيفية مواجهة الطغيان، وكسر عنجهيته وتحطيم عنصريته ووأد مشروعه الكهنوتي إلى الأبد بعون الله تعالى، وعزم وتكاتف الرجال الأحرار.