مثلت مطارح مأرب السد المنيع والحاجز الصلب الذي أوقف زحف المليشيات الحوثية، وانهيار الدولة.
كانت البداية من #مطارح_نخلا في ١٨سبتمبر 2014م، ثم تلاها #مطارح_الوشحا، و #مطارح_نجد_المجمعة و #مطارح_بني_ضبيان، و #جهم، #الجدعان ومطارح أخرى
كانت كلها للدفاع عن اليمن.
سلام على الأبطال الذين وقفوا، ومثلت وقفتهم مصدر إلهام للشعب اليمني لمقاومة مليشيا الإرهاب الحوثية.
لم تكن المطارح مجرد اندفاع لحظي وفعل تقليدي؛ بل كانت فعلًا محسوبًا نابعًا عن إدراك عميق، وموقف صادق ومحسوب بحساب الكرامة، التي لا مساومة عليها، والأرض التي تنازل عنها، والوطن الذي يجب أن يكون للجميع، ينعم أبناؤه بالمساواة فلا سادة ولا عبيد.
مثلت مطارح مأرب في أحلك الظروف المعجزة السبئية التي جابهت كل إفك الإمامة والطموح الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة.
أفشلت المطارح كل ألاعيب وأساليب المليشيات الحوثية في إسقاط المدن، والعزل والقرى، وكانت كلما وضعت المليشيا خطة أبطل مفعولها الأبطال في المطارح، وأفشلها أبناء مأرب.
أمام جبال المطارح الشامخة، لم يجد الترهيب الحوثي، سواء ذلك الذي كانت تبثه عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، أو عبر الوسطاء الذين كان بعضهم يستتر بثوب الحرص والنصح، لذا لم يلق الترهيب مكانًا له في قلوب مكاربة الأرض.
أفشلت مطارح مأرب أساليب المليشيا في الدس والفرقة، وخلايا المكيدة، ووثائق الاستسلام والاتفاقات، فقد كان أبناء مأرب على قدر كبير من الوعي والإدراك؛ لذلك كانت المطارح حاجزًا منيعًا، صنع من وعي وإدراك وصلابة وإصرار وعزم وبأس وشدة الإنسان المأربي، الذي وصفه القرآن "بالقوة والبأس الشديد.
وكانت مأرب سدًا منيعًا صنع أيضًا من وعي وإدراك، وسمو الأحزاب والمكونات السياسية المأربية التي انحازت للأرض والوطن، وانفصلت بقرارها عن أحزابها المركزية في لحظة فارقة من الزمن، أيضا صنع ذلك السد المنيع بقوة القائد وحنكته، الذي استلهم نموذج ذي القرنين الذي خلد الله حكمته وحنكته في القرآن، وكيف استطاع تهيئة المناخ وجمع الكلمة ولم الشمل، والاستفادة من الوحدة القبلية والتلاحم السياسي في صناعة هذا الصمود العظيم، وأوقف زحف المد الإيراني الذي يتهدد الجزيرة برمتها، وأوقف انهيار الدولة، وهنا ندرك جيدًا أن الفضل لأهل الفضل.
لقد صُنع هذا الصمود قيام كلٍ بواجبه واستشعاره لدوره الجمعي، بعيدًا عن الأنانيات والمصالح الضيقة.
لقد كانت القبيلة بوعيها وتلاحمها رافدًا كبيرًا لإسناد السلطة المحلية، وكان للأحزاب السياسية أيضًا إسهام كبير في ذلك، وكان للسلطة بجانب ما ذكرت سابقًا دور كبير في تعزيز موقف القبائل والأحزاب، كغطاء سياسي شرعي، وداعم وسند، من خلال أجهزة الدولة ومؤسساتها، استفادت المعركة الجمعية من إمكانات وخبرات الأجهزة الرسمية، هذا التكامل صنع السد الجمهوري المنيع في مأرب.
مثلت المطارح تجربة ملهمة، في التلاحم الاجتماعي، والسياسي، والسلطة الراشدة، وهي تجربة يمكن استلهامها اليوم ،لأجل استعادة الدولة.
ستبقى مطارح مأرب الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد قيام ثورة ٢٦سبتمبر المجيدة 1962م، كونها امتدادا لذلك النضال لمواجهة الإمامة بوجهها الجديد، المدعومة بأطماع وإمكانات الفرس.