مع حلول الذكرى ال62 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى ال 61 لثورةالرابع عشر من أكتوبر المجيدتين اللتين بفضل الله ثم بفضلهما تطهرت الأرض و تخلص الشعب من أبشع نظامين وأقبح احتلالين عرفتهما الدنيا،
الاستعمار البريطاني الخارجي في جنوب الوطن والإستعمار الداخلي بالحكم الإمامي البغيض في شماله فقد عاش شعبنا المكلوم ردحاً من الزمن تحت نير هذين الإستعمارين عاش كل أصناف الأذى والحرمان والإمتهان عاش الفقر رغم ثراء الأرض عاش المرض والجهل رغم القدرات والمواهب التي يمتلكها ورغم ما كان يعيشه من عزلة إلا أن تطلعه للحرية لم يبهت
وأمله في الحياة الكريمة لم يذبل
فاستمر أحراره في الكفاح والنضال في شمال الوطن وجنوبه
قدم القوافل تلو القوافل من الشهداء وبذل الغالي والنفيس من أبنائه في سبيل التحرر والإستقلال والعيش الكريم ظل يقدم التضحيات العظيمة في كفاحه ونضاله ضد الإستعمار الدخيل والحكم السلالي البغيض إلى أن تكلل هذا النضال بأعظم حدثين شهدهما هذا الوطن المبارك وهذا الشعب الأصيل وهما ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر اللتان بهما عادت للوطن سيادته المصادرة وعادت للشعب ثروته المنهوبة وعزته المستعبدة فشيّدت المدارس وأنشأت المعاهد والجامعات وأقيمت المشافي وشقّت الطرق وأقيمت المصانع وتشكّل نظام جمهوري شوروي
مستقل يقوم على مؤسسات بعد أن كان يدار بمزاج فردي مستبد وسلطة مستعمر متسلط وظل سبتمبر وأكتوبر في ضمير هذا الشعب ووجدانه يمثل أروع وأجمل المنجزات ولكن قوى الظلام والرجعية ظلت تعمل في الخفاء بكيدها الأثيم للعودة بهذا الشعب وهذا الوطن إلى عصور الظلام الإمامية مستغلة كل خلاف بين أبناء هذا الشعب ومذكية كل نزاع إلى أن كشفت عن وجهها القاتم ونواياها الآثمة ووثبت الإمامة البائدة ممثلة في نسختها الحوثية المدعومة من إيران المدفوعة بأحقادها التاريخية على أبناء هذا الشعب وثوراته المباركة لتبعث ماضيها المدفون وتعيد سلطتها الاستبدادية فاقدمت مليشياتها الحاقدة على إنقلابها المشؤوم في الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م واستمرت بحقدها الدفين وسلوكها المشين خلال هذا السنوات بتدمير كل جميل وطمس كل أثر أصيل لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر
حتى قيض الله للجمهورية حصناً من أبطالها ونخبةً من قادتها ودرعاً من أحرارها
وسيفا مصلتاً من جيشها ومقاومتها
يجمعهم هدف واحد وهو استعادة دولتهم المنهوبة واجتثاث الشرذمة الحوثية
تجمعهم أهداف ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين
يجمعهم حب الوطن الواحد وعشق الحرية والعيش بكرامة
إن أوضح إشارة نتلقاها من ثورتي سبتمبر واكتوبر وترتيبهما الزمني إننا لن نتغلب على عدونا الخارجي إلا إذا تغلبنا على عدونا الداخلي فرغم أن المحتل البريطاني كان أوضح عداء وأقبح صورة في عيون كل أبناء الشعب اليمني والعربي إلا إننا لم نتمكن من إخراجه من أرضنا إلا بعد أن تخلصنا من العدو الداخلي المتستر بالوطنية والذي لا يقل خبثا وإضراراً بالوطن والشعب عن المستعمر الخارجي بل هو أبشع وأنكى
وظلم ذوي القربى أشد مرارة
على النفس من وقع الحسام المهندِ
فلما قامت الثورة السبتمرية وولّت الإمامة تجر أذيال الخزي والمهانة مشيعة بلعنات الشعب الذي قاسى ظلمها قروناً من الزمن لم يمكث المستعمر البريطاني إلا عاماً واحداً وولى هارباً تحت ضربات أبناء هذا الشعب الحر
فوفاء لسبتمبر وأكتوبر ووفاء لكل الدماء الزكية من أبناء هذا الوطن شمالاً وجنوباً في قديم النضال والكفاح ضد الإمامة والمستعمر وحديثا ضد هذه المليشيات الحوثية الغاشمة علينا أن نوحد جبهتنا ونرص صفوفنا منطلقين إلى هدفٍ واحد وهو إستعادة الدولة المنهوبة ومؤسساتها ودرء الخطر الداهم الذي يهدد الفكر والهوية والأرض والإنسان المتمثل في تنظيم مليشيا الحوثي الإرهابية.