نحتفل وشعبنا اليمن العظيم اليوم بالذكرى ال 62 لثورة ال 26 من سبتمبر 1962م كأهم نقطة تحول في تاريخ اليمن المعاصر ، وأبرز حدث تاريخيه بالقرن العشرين في المنطقه.
الثورة اليمنيه المجيدة في 26 سبتمبر 1962م لم تكن مجرد حدث تاريخي أطاح بحاكم ظالم ، أو ثورة سياسيه ضد نظام حكم ، أو إنتفاضه عابرة ضد سلطة قمعية وحسب ، بل كانت بمثابة مشروع حياة لليمنيين، ونقطة البداية لإستعادة كرامة الشعب وتحريره من قيود إلاستعباد السياسي والديني الذي فرضه حكم الإئمه.
كانت اليمن ما قبل ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م تعيش في ظل حكم الأئمة الاستبدادي المعتمد على السلطة الدينية والحق الإلهي "المزعوم" والفتاوى والدجل والشعوذة والقمع في تثبيت شرعيته وإخضاع الشعب وإستغلال موارده وحرمانه من حقوقه السياسية والاجتماعية ، إضافة الى تأليب القبائل اليمنيه ضد ببعضها ، وإخضاعهم لنظام طبقي صارم ، وفرض قيود شديدة على التعليم والتطور وعزل اليمن عن العالم الخارجي حتى تمكنوا من الإستعباد والإستبداد وتمركز السلطه في إمام وعائلته ، وفرض الضرائب الباهضه على الفلاحين والفقراء ، ما أدى الى انتشار الجهل والمرض والفقر والخوف الظلام والحرمان والتخلف والإستغلال وحياة البؤس طوال تاريخ حكم الأئمه في اليمن.
ونتيجة لتضحيات وثورات وحركات مقاومة وكفاح عديدة قامت في ال 26 سبتمبر من العام 1962م الثورة اليمنية الخالده كأهم حدث تحرري في تاريخ اليمن، استطاع من خلالها احرار الشعب الخروج باليمن من غياهب الظلام الى النور ، والتخلص من نظام العبودية والقمع ، وهدم الأصنام والفكر القائم على الإستبداد والقهر ، وكسر قيود الاستعباد السياسي والديني ، والدخول باليمن إلى عصر جديد من التقدم والحداثة والحرية والكرامه.
وأسفرت ثورة 26 سبتمبر عن إعلان الجمهورية العربية اليمنية الذي وضع نهاية حكم الأئمة وفتح باب واسع أمام تغيرات كبيرة في البنية السياسية والاجتماعية وإصلاحات جذرية في مجال التعليم والصحه والتنمية الإقتصادية، والبدء في إخراج اليمن من عزلتها وانفتاحها على العالم الخارجي، وبدء برامج التنميه ومشاريع البنيه التحية، وحصول اليمني ولأول مره على الحق في التعليم وحرية الإختيار والمشاركة في الحياة السياسية رغم ما واجهته الجمهورية من صعوبات وتحديات بعد ذلك ومحاولات لافشالها.
لذلك فإن ثورة 26 سبتمبر 1962م ليست مجرد ذكرى بل مسار يجب أن يُكمل ، وركيزة أساسية لحرية وكرامة الشعب.
والاحتفاء بها وغرس مبادئها والتمسك بها، وإلتزام بالمبادئ والقيم التي قامت لأجلها الثورة والدفاع عن مكتسباتها وأهدافها، واجب وطنى مقدس لا مناص منه ، ومناسبة مهمة لاستحضار تضحيات الأجيال السابقة والحالية ، وإحياء الروح الثورية وتعزيز ثوابتها ومبادئها كفكر وعقيدة مقدسة ومشروع مستمر انتصر من خلاله الشعب على فكر ظلامي قمعي كهنوتي سلالي بغيض يسعى للعودة اليوم من خلال المليشيات الحوثي الإيرانيه.
كما انها مناسبة لإيصال رسالة واضحة للمليشيات السلالية الفارسية أن الشعب لن يسمح بعودة عجلة الزمن الى الوراء ، مهما حاولت تلك المليشيات من استهداف وطمس الهوية اليمنية ، وتشوية ومحاربة ثورة 26 سبتمبر واهدافها ، ومنع الاحتفالات بها، وتوجيه الخطاب الديني والإعلام والتغيير في المناهج التعليمية لإعادة صياغه الفكر المجتمعي وغسل أدمغه الأجيال ، وقمع المعارضين وفرض الحكم الفردي ، وتعزيز الانقسامات القبلية والمذهبيه والطبقية، بهدف إعادة اليمن إلى عصور الظلام التي انتهت بثورة 26 سبتمبر 1962م ، ومحاولات أحيا الحكم الفردي الأمامي والحق الألهي المزعوم الذي اسقطته الثورة وكافح الشعب لازالته والتخلص منه لسنوات طويلة.
وفي الختام ونحن نعيش الفرحه والأجواء الإحتفالية مع أحرار الشعب في كافة ربوع الوطن ، فأننا من محافظة مارب _ قلعة الجمهورية وحامية مكتسبات الثورة والتي بأرضها وتاريخها العريق كانت حاضره وبقوة في مختلف المحطات ومراحل النظال والكفاح التاريخية ضد حكم الأئمه ابتداء من مواجهة الحملات الفارسية مرورا بحملات القاسم على مأرب ووصولاً الى المشاركه برجالها قادة ومقاتلين في إشعال وانجاح الثورات اليمنيه والإطاحة بالنظام الامامي واعلان الجمهورية وما تبعها من محطات في سبيل الحفاظ على الثورة وترشيخ دعائم الجمهورية.
مأرب الصمود كان لها الدور البارز والكبير في حماية الجمهورية من السقوط منذ انقلاب الحوثي في 2014م حتى اليوم ، واصبحت حصناً منيعاً للجمهورية ، وقدمت الالاف من أبناءها الشهداء في التصدي للمليشيات وخلق حاضنه ومأوى لكل أبناء الوطن الشرفاء ، الذين يقفون اليوم صفا واحد في مواجهة مليشيات الحوثي للحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية واستعادة الدولة اليمنية وتحرير الجمهورية من سيطرة المليشيات _ نبعث اجمل التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا اليمني العظيم بهذه الذكرى العظيمة سائلين المولى عز وجل أن يعيدها على بلدنا وشعبنا وقد استعاد دولته وعاصمته من قبضة المليشيات.
الرحمه والخلود للشهداء
والشفاء للجرحى