في ٢٠٠٦ اتذكر أن حسن نصر الله كان يمثل بطلاً قومياً لدى العرب ، قال السلفيون وقتها هذا شيعي والتقيه جزء من عقيدته لكننا رفضنا التصنيف المذهبي ورأينا بأن لديهم خلاف لا علاقة للناس به
فليكن الرجل حتى هندوسياً ..طالما وقد دافع عن بلاده وطرد الاحتلال يستحق أن يكون بطلاً
شيئاً فشيئاً بدأت تتضح ملامح المشروع الإيراني وأدواته عقب تغلغلهم عام ٢٠١١ في عدة بلدان عربية استغلالاً للفوضى التي رافقت ماسمي حينها الربيع العربي
توزعت الأدوار وبشكل غير ملحوظ ، فشعار وحدة الساحات لم يكن قد ظهر حينها
حزب الله ومن خلفهم الإيرانيون مع الثورة في اليمن وداعمين لها بقوة ، لكنهم ضدها في سوريا رغم أن النظام كان يرتكب مجازر بشرية مريعه بحق المدنيين ، هم مع الثورة في مصر والسودان وليبيا والبحرين وضدها في لبنان وسوريا والعراق
وذاك له رواية منفصله تروي ما صنعت فيه إيران بعد أن تسلمته ميليشياتها الشيعية عبر اتفاق سري مع الولايات المتحدة الامريكية عقب غزوها لبغداد عام ٢٠٠٣
البلد الذي ينتج كميات مهوله من النفط يعاني أهله الأمرين ويشربون من مياه ملوثه رغم وجود نهرين يعبران من المحافظات العراقية
بالعودة إلى حسن نصر الله ، راكم الرجل فائض قوة كبير مكنه من التحكم بالقرار السياسي والتنفيذي في لبنان ، فقام بتعطيل كل شيء حتى أن البلاد احتاجت إلى سنوات للحصول على رئيس صوري على مقاس السماحه
تثبيت الهدنة مع اسرائيل حولت المقاوم إلى جار صالح وتغيرت البوصلة إلى العواصم العربية ، فالحزب يمتلك آلاف العناصر البشرية التي يجب استغلالها ،فأرسل عشرات الآلاف لقتل الشعب السوري بشكل رسمي ذكان يذكر ذلك في كل خطاب يلقيه ، في ذات الوقت كان اليمنيون يتباهون بأنهم نجحوا في الخروج من النفق المؤدي إلى الهاوية واستطاعوا الجلوس على طاولة الحوار الوطني لحل مشاكلهم
لم يعرفوا بأن ايران حينها كانت تنسق بين الحوثي وحزب الله لقلب الطاوله على اليمنيين في صنعاء
فأرسل حزب الله كوادره وعناصره للاشراف على عملية وأد حلم اليمنيين ببلدٍ آمن يجنبهم ويلات الحروب التي نجوا منها للتو في ٢٠١١ ،
بقية القصة أنتم تعرفونها وتعيشونها اليوم .. فقط اضف إلى ذلك خمسة مليون مهجر من اليمنيين وأكثر من نصف مليون قتيل واثنين مليون لغم مزروع وعشرين مليون عاطل عن العمل أو مقطوع الراتب
قبل عدة أعوام خرج الشباب اللبناني والعراقي يطالبون بحقوقهم وبالعيش المشترك فظهر لهم عناصر حزب الله اللبناني والعرقي بالصميل الذي رأيتموه قبل يومين عندما أردتم الاحتفال بذكرى ال٢٦ لسبتمبر ، والصميل هنا كناية عن الأطقم والرشاشات والدبابات التي يفترض أنها لتحرير الأقصى لكنها تمكث على طريق القدس العابر للعواصم العربية !!
بوصلة هؤلاء لم تعد القدس بل لم تكن منذ البداية ، سلاحهم موجه باتجاه شعوبهم وشعاراتهم تطبق على أبناء جلدتهم ..
اختار حسن نصر الله أن يكون بيدقاً في شطرنج المصالح الفارسية بدلاً من أن يكون بطلاً قومياً عربياً
وماترونه اليوم من احتفالات هي نتيجة طبيعية ذهاب من انحاز إلى مصالح العدو على حساب مصالح أمته ..
اليوم ملايين البيوت العربية تحتفل بهلاكة على يد ألد أعدائهم ، وهذا مستوى غير مسبوق من الكراهية يعطينا صورة واضحة عن الوعي الجمعي للشعوب التي عانت من شعارات الممانعة طوال العقود الماضية .