في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد عبد الرب الشدادي، نقف إجلالاً لرمز من رموز الشجاعة والإقدام. كان الشهيد الشدادي نموذجًا للقائد الذي لا يتردد في الدفاع عن وطنه، حيث حمل على عاتقه مسؤولية إعادة بناء الجيش الوطني في لحظة حرجة من تاريخ الجمهورية اليمنية.
استطاع الشدادي، بعزيمته الصلبة وروحه الوطنية، أن يوحد الجيش الذي تشتت، ويعيد إليه روحه المعنوية، جامعًا تحت رايته القوات المسلحة وأبناء القبائل والشعب. لقد كان ثابتًا في موقفه، مصممًا على حماية الجمهورية، حتى كان في مقدمة الصفوف على جبهات القتال، واستشهد هناك، مما يذكرنا بأسلافنا اليمانيون المشاركون في الفتوحات الإسلامية الذين كانوا دائمًا في الصفوف الأمامية.
كان الشدادي، إلى جانب قادة عظام آخرين مثل البطل الشجاع حميد القشيبي، رموزًا للقوات المسلحة اليمنية وأيقونات في سجلها الحافل بالتضحيات. إن سيرتهم العسكرية الفذة وصمودهم في وجه التحديات تستحق أن تُوثق وتُدرس في الكليات والمعاهد العسكرية، لتكون مرجعًا للأجيال القادمة في القيادة والحكمة العسكرية.
تعرفت على الشهيد الشدادي عندما كان قائدًا لكتيبة في اللواء 310 تحت قيادة الشهيد حميد القشيبي. كان دائمًا نموذجًا للقائد العسكري الحكيم والمقدام، يحظى باحترام وتقدير أبناء اليمن كافة ، و بحب خاص من أبناء اقليم سبأ ، الذين يرونه رمزًا للشجاعة والوفاء.
إنه من عائلة عريقة وموطن شجاعة، ولا عجب أن يحظى بكل هذا الحب والاحترام والتقدير من الجميع. فقد تجسد فيه كل معاني النبل والفخر، وكان مثالًا حيًا للكرامة والإيثار، مما جعله رمزًا يُحتذى به في عيون محبيه ومؤيديه.
نوجه التحية لكل الأبطال الأوفياء الذين يواصلون السير على درب الشدادي والقشيبي في كل مكان وزمان. إنهم النبراس الذي يلهمنا في مسيرتنا نحو استعادة الوطن وبناء مستقبل الجمهورية . ستظل ذكراهم محفورة في قلوبنا، ومبادئهم دروسًا خالدة للأجيال القادمة.