القائد الحق هو من يتقدم الصفوف ويخوض المعارك، يستطلع و يخطط وينفذ، يهجم ويعزز، يصول ويجول، يرفع المعنويات ويواجه الرصاص ويفند الشائعات وكل وقته في الجبهة بين أفراده يحل مشاكلهم أولا بأول ويعالج اوضاعهم ومطالبهم ويطلع على ظروفهم ويثمن تضحياتهم وثباتهم.
هكذا كان القائد البطل الفريق الركن عبد الرب الشدادي، رجل المهمات الصعبة والانتصارات الكبيرة ، تعرفه جبال وصحاري مارب، كما يعرفه المقاتلون في كل موقع ومترس، كيف لا وهو من رافقهم بروحه وجسده في كل المعارك، ضمد جراحهم وضمدوا جراحه.
نتذكر اليوم قائدا عظيما لا يمكن أن ينساه الناس، صمد يوم هرب أصحاب الرتب الرفعية والنياشين العديدة، كانت لي مواقف كثيرة، وكان من أبرز القادة الذين دعموا صمود أبطال الجوف منذ البدايات الأولى للحرب كرجل دولة سعى بكل جهده للذود عن حياض الوطن قبل أن ينفرط العقد، ثم كان من أوائل مؤسسي الجيش الوطني في مارب والمدافعين عنها.
أتذكر في موقف لن أنساه قبل وفاته بشهر تقريبا، جلست مع جلسة طويلة، وكان متضايقا من الخذلان الذي يتعرض له الجيش وضعف الدعم ، والفساد وغيرها من القضايا التي للأسف الشديد ما تزال حتى اليوم، لم تجد حلا ولذلك ما زلنا نراوح مواقعنا بل وتراجعت الكثير من الجبهات بسبب الفساد والمحسوبية والحسابات السياسية وتخلخل الصف الجمهوري وتشتته .
رحمك الله أيها القائد السبتمبري الجمهوري الأصيل ، رحمك الله وأنت القائد العظيم الذي رحل في ميدان المعركة كما يرحل العظماء ، رحلت دون أن تبنى الفلل وتؤسس المشاريع الخاصة التي يتسابق عليها الكثير من القادة، بل رحلت مديونا كما يعرف الجميع.
ما أحوجنا اليوم لأن نسير على خطئ هؤلاء الأبطال الأفذاذ وأن نجعل من سيرهم منهجا يعمل ويدرس في المدارس والجامعات وفي المعسكرات والكليات العسكرية، فكما حفظ التاريخ خالد بن الوليد، يجب أن يحفظ أيضا الشدادي والقشيبي والصبيحي والحمادي وغيرهم من الأبطال.